لا افراط ولا تفريط
لا افراط ولا تفريط |
أطفالنا الصغار.. براعمنا الندية حبات القلوب نتعب ليرتاحوا ونشقى لينعموا فنهنأ ونسعد لأن سعادتنا مرهونة بسعادتهم كيف لا وهم فلذات أكبادنا وهم أملنا وامتدادنا وحاضرنا ومستقبلنا
كيف نربيهم...؟
كيف نرعاهم.. ؟
كيف نعدّهم لمستقبل واعدٍ آمنٍ وسعيد؟
إذا ما انطلقوا يوماً خارج نطاق الأسرة ومضوا إلى حياة جديدة بعيداً عن أحضاننا ورعايتنا وقلوبنا
الطفل كالنبتة الصغيرة يؤذيها شح الري وتفسدها كثرته فإن نحن عاملناه بقسوةٍ وعنف بحجة أن يقوى ويشتد عوده فإن هذا سيولد عنده شعوراً بالنقص والحرمان والإحباط. وإذا اسرفنا في تدليله وبالغنا في إظهار محبتنا وعواطفنا تجاهه وزدنا له في العطاء فإن هذا سيقتل عنده الطموح وحب السعي والعمل فيصبح متقاعساً متهاوناً مستهتراً
وإذاً:
لا إفراط ولا تفريط
وكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده
التوازن والإعتدال وعدم الإسراف والمبالغة في تقديم الرعاية للأبناء وتوزيعها بشكل سليم ومدروس في حدود المنطق بين العقل والعاطفة من أهم مقومات نجاحه في حياته المستقبليةوفي علاقاته معنا و مع الآخرين
فحزمٌ مع لينٍ وشدةٌ مع تراخٍ ومنعٌ مع عطاء
مهم جدا أن نزرع عند طفلنا الثقة بنفسه وبقدراته منذ نعومة أظفاره وأن ندربه على الإعتماد على تفسه تدريجيا وبما يتناسب مع عمره وإمكاناته والقيام ببعض أموره بمفرده ودون مساعدة من أحد كحلّ وظائفه وواجباته المدرسية وارتداء ملابسه وتناول طعامه وشرابه وفي ترتيب ألعابه وسريره وأغراضه الشخصية وحتى في حل بعض المشاكل الصغيرة التي قد تعترضه كحل الخصومات بينه وبين أخوته و زملائه مع الإشراف غير المباشر ومراقبة تصرفاته وكيفية تصرفه وردود أفعاله وعلينا أن نتيح له الفرصة كي يعيد التجربة مرة ومرات لو تعثر في انجازها أو عسر عليه أمر فلا نسرع بالتدخل لمساعدته لنعطيه الفرصة لإعادة التجربة فهذا يعلمه الإصرار والصبر ويعلمه الثبات ولا بأس أن نسند إليه بعض المهمات البسيطة كمساعدتنا في أمور المنزل مثل سقاية المزروعات ونقل بعض الأغراض وتجهيز سفرة الطعام والإعتناء بأخوته الأصغر سناً
فهذا ينمي عنده حب التعاون والمشاركة الأسرية والمساعدة ويشعره باهمية وجوده في الاسرة
والطفل طاقة خلاقة لا يستهان بها وقد نجد عنده من الأفكار والإبداع مايفوق تصورنا
لذلك عليناالإهتمام بمواهبه وميوله ومهاراته وطاقاته الإبداعية لتنميتها وتطويرها وتعهدها بالرعاية والدعم والتشجيع لتتخذ المسار الصحيح السليم
وهذا يندرج مع العناية بترفيهه وتأمين الألعاب المناسبة فهو في النهاية طفل يستهويه اللعب والمرح ولكن طبعا بالترشيد والتوجيه الصحيح والمراقبة فالالعاب سلاح ذوحدين لاسيما الألعاب الذكية كألعاب المحمول والشبكات الاكترونية لما تتضمنه من مخاطر جمة كما علينا الانتباه جيدا لمعرفة أصدقائه والتعرف عليهم وعلى أسرهم عن كثبٍ فالصاحب ساحب والصحبة السئية مدمرة وقاتلة
والطفل إنسان ذكي وحساس وهو شديد التأثر بأهله عامة وبأبويه خاصةفهم مثله الأعلى يراقب حركاتهم وسكناتهم وتصرفاتهم واقوالهم ويحاول تقليدها بل يختزنها في عقله الباطن فيسير على نهجها وتصبح عنده عاداتٍ وطباعاً يصعب تخليه عنها بل إنه قد ينقلها مستقبلاً لأسرته وأبنائه لذا بتوجب علينا الحذر والإنتباه الشديد ومراقبة تصرفاتنا وأفعالنا لنكون القدوة الصالحة والمثل الأعلى له
ويستحسن أن نستغلها لتكريس الصفات الجيدة عنده كالصدق والأمانة والوفاء والالتزام بالكلمة والحفاظ على العهد والوعد وغيرها.... ونستخدمها بشكل غير مباشر لتوعيته وإرشاده..وتصحيح بعض أخطائه .
هذا غيض من فيض من أساليب تربية أولادنا
وفي النهاية تبقى لكل أبوين بصمتهما الخاصة والمميزة في تربية أبنائهم حفظ الله أولادنا ورعاهم وجعلهم ذريةً طيبةً مباركة
بقلم هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك