تربية الأبناء تبدأ من اختيار الزوج المناسب
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسؤْولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإمامُ رَاعٍ، ومَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ، والرجلُ رَاعٍ في أهله، وهو مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمرأَةُ في بَيْتِ زَوجِها رَاعيةٌ، وهي مَسؤولَةٌ عن رَعيَّتِها،...والرجلُ في مالِ أبيهِ راعٍ، ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُم مَسؤولٌ عن رعيَّتِهِ»(البخاري ومسلم)
"تربية الأبناء فرض على الوالدين"
أي أب ينسحب من تربية أولاده سيعاقب كذلك الأمر بالنسبة للأم .
ولو بذلا ما استطاعا في تربية أبنائهم لهم أجر كبير .
"تربية الأبناء علم يحتاج إلى دراسة وسؤال أهل الأختصاص".
عندما يتزوج الشاب يصبح أب ، وعندما تتزوج الفتاة تصبح أم .دون أي علم عن كيفية تربية الأطفال .
"تربية الأبناء طريق يحتاج إلى صبر "
عشرون سنة تربية ثم تحصد النتائج ، خمس سنوات زراعة شتلة التين ثم تقطف ثمار التين .
"تربية الأبناء مهمة تحتاج إلى الاستعانة بالله تعالى "
ادعي لأبنائك وكن لهم من الصالحين ،عليكم بالدعاء لأبنائكم .
أهم اختيار في حياة بعد الإيمان المرء (اختيار الزوج)
ونعني بالزوج هنا الشاب والفتاة .
ومن اختار زوجه فقد اختار أولاده .
وإن مثل الزوجين كمثل البيت من الشعر لايحكم إذا كان شطره محكما" والشطر الآخر متخاذلا" .
من المهم تسليط الضوء على أمرين :
- الحسب
- الخلق
لأن لهم أثر كبير على تربية الأبناء فالحسب يعني شرف الأباء والأجداد وسلامة الترابط الأسري . الحسيب ليس الغني فقط وليس العائلة المشهورة باسمها فقط يجب أن تكون مشهورة بترابطها الأسري ، مشهورة بأن الأمهات والأجداد بهذه العائلة لديهم حفاظ على الأسرة بشكل كبير .
يقرر علم الوراثة اليوم بأن الأولاد يتلقون من أبائهم وأمهاتم وأعمامهم وأخوالهم وأجدادهم وجدادتهم مزايا يأخدونها فالطفل يتأثر من الأصل الذي خرج منه سواء من اصل الأب أو من الأم وعلم الوراثة كبير .
عندما يجتمع في الطفل عامل الوراثة الصالحة وعامل التربية الناجحة مع توفيق من الله تعالى يصل الطفل إلى القمة .
سأختم بهذه القصيدة الشعرية التي تتحدث عن شاب أحب فتاة فتزوجها ولم يلتفت إلى سوء أصلها ومعدنها .
رزق منها بابنتين فربتهم على ماتربت عليه .
تقول القصيدة:
بَرْقٌ من العِشْقِ لم تسبقه أجْرَاسُ
أضاءَ لَمَا خَبَا في القلب نِبْرَاسُ
سِرٌّ سَرَى كَيْف لم يدرك حقيقتَهُ
إلا وقد دَارَ نشواناً بهِ الرَاسُ
خضراءُ في دربِهِ أَلْقَت حبائِلَها
وفَوقَها الوردُ والريحانُ أَكْدَاسُ
فتىً على مثلِهِ تبكي العيونُ دَمَاً
مِن معدِنِ الطِّيْبِ حيثُ الناسُ أجناسُ
صخرٌ تَهاوَى على أقدام فِتْنَتِهَا
جَذْعٌ ترنحَّ إذ غَاصَتْ به الفَاسُ
تزوَّجَا فإذا الأيامُ كالِحَةٌ
والآنَ قد كَبُرَتْ في البيت أغراسُ
صبيَّتانِ بِعُمْرِ الزَّهر وَيحُهما
يا لُطْفَ ربِّك والتيارُ دعّاسُ
صبيّتان على مِنْوالِ أمّهِمَا
للصَّوِت كَسْرٌ وللأجفانِ إنعاسُ
لَعُوبتان تُثِيران القلوبَ هوىً
شَهيَّتا مبسمٍ, والقَدُّ مَيَّاسُ
مناكِبٌ سَطَعَتْ في الشمسِ ثائرةً
صدرٌ حَسِيرٌ تَلاَلى فوقه الماسُ
نادٍ, ورقصٌ, لقاءاتٌ, ومنتزهٌ
معَ الشبابِ وكلُّ الصيفِ أعراسُ
لكنَّما الأبُ يا مسكينُ أيُّ أبٍ
في عِرضِهِ الصَّحْبُ والأغرابُ قد جاسُوا
الآن تندَمُ والظهرُ انحنى كِبَراً
وما تَبْقَى لأجلِ القَرعِ أضراسُ
حلَّ الذي حلَّ والأمرُ انقضى ومَضَى
فما عَلَيْكَ إذا رُمْتَ الرَّدَى باس
مَنْ يذكُرِ المصطفى يذكُرْ وصيَّتَهُ
تخيَّروا العِرْقَ, إنَّ العِرْقَ دسَّاسُ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك