الميزة التي انطفأت بأطفال هذا الجيل
ذات يوم جاءني اتصال من أم مرهقة حاولت كثيرا" تغيير حال ابنتها للأفضل كما تحلم ولكنها فشلت.
الطفلة التي تبلغ من العمر "عشر سنوات" ، تريد الأم من هذه الطفلة تعليمها كيف تتحمل مسؤولية نفسها. طفلة العشر سنوات يجب أن تكون مستقلة عن مساعدة والدتها.
- ماهو الشيء الذي يجعل طفلة بهذا العمر معتمدة على من حولها بمسائلها الشخصية.
- كيف لم تستطع حتى الآن إتقان هذه الأمور ؟
هناك أسباب كثيرة ..
- كيف يمكن لي أن اتخطاها؟
- وماهي الطريقة لتعليم طفلي تحمل المسؤولية ؟
- تحمل المسؤولية : الميزة التي بدأت تنطفأ بأطفال هذا الجيل.
الأسباب متعددة .. نذكر منها :
أولا" الرفاهية:
مما جعلت الأمور أسهل وأسرع للوالدين فأصبح لديهم الوقت الكافي لإنجاز أمورهم.
فبدلا" من دفع فاتورة الكهرباء أو الهاتف أو الماء .. من قبل الأب، أصبح بإمكانه الدفع عن طريق تطبيق البنك الخاص به، حيث يقوم بتحويل المبلغ وتتم الأمور بسهولة.
وكمثال آخر عن الرفاهية: بدلا" من وقوف الأم ساعات لتحضير الطعام أصبح بإمكانها أن تطلب الطعام جاهزا" ويتم الأمر بسهولة.
ثانيا" وجود عاملة داخل المنزل :
من أهم الأسباب التي تجعل الطفل غير مهتم بتنظيف غرفته. معظم الأهالي مهتمين براحة أطفالهم ، ولكن هناك ضريبة لهذه الراحة.
من الممكن وجود عاملة في المنزل لمساعدة الأم وليس الطفل. يجب أن نترك مهام الأطفال قائمة حتى ولو بجودة أقل مما ترضي الأم ، مع مرور الأيام سوف تعيش هذة التجربة مع الطفل.
ثالثا" خدعة التربية الحديثة:
باعتقاد الكثير من الأهل، لكي يكون طفلي سليم صحيا" يجب أن لايتعرض للضغط أو تحمل أكثر من طاقته .
يجب أن تضعوا في أذهانكم كل طفل يتربى على الأسلوب الذي نختاره نحن وماهية القيم التي نزرعها فيه هي من مسؤوليتنا، لذلك يجب أن نكون واعين لنوعية الأختيار.
الطفل الذي يرمي ألعابه ويوجد شخص آخر يرتب هذه الألعاب ، سوف يستمر الطفل على هذا المنوال ويتعمق الأمر لأمور أكبر من مسؤولية ترتيب الألعاب .
رابعا" الظهور المباشر للأهل عند تواجد العقبات:
الكثير من الأهل يشعرون بالحزن على طفلهم، إذا وجدوه حائرا" في أمر ما ، أو لم يجد طريقة لحل عمل ما. وينظروا إليه على أنه طفل صغير ويترتب عليهم مساعدته في إنجاز أي عائق يقف في وجه طفلهم .
وبالتالي يتم حرمان الطفل من التطوير في مهارات حل المشكلة واكتساب الخبرات والأعتماد على الذات والإستقلالية.
كطفل السبع سنوات الذي لايعرف ربط حذائه ، تشعر الأم بحزن شديد على طفلها وتقول ربما عندما يكبر يستطيع إتمام الأمر بنفسه .
طفل آخر لم يتذكر ترتيب كتبه على الرغم من أنه في الصف الرابع، فتقوم الأم بترتيب الكتب بدلا" منه، وهذا الأمر مرفوض .
يجب علينا تعليم الطفل المهارة المطلوبة واذا رأينا أنه لم يتقنها علينا إعادة الشرح ، ومن الضروري جدا"
أن ننسحب من العواقب التي تواجه الطفل، كي يستطيع الطفل أن يثبت نفسه ويعتمد على نفسه بأموره الشخصية . ولا ننسى أن لكل مرحلة عمرية قدراتها .
أنا أؤمن بالأم التي تعلم طفلها من الصغر الإعتماد على نفسه وتصبر عليه، هذه الأم سوف تتلقى نتائج ضخمة بشخصية الطفل .
كالأطفال المتعلمين كيفية تناول الطعام بالعصا الخشبية الصينية ، هؤلاء الأطفال من عمر السنتين تعلموا كيفية مسك العصا. فشلوا فحاولوا إلى أن أتقنوا.
خامسا" تغير النظرة العامة للأولوليات :
قديما" كانت سيدة المنزل لديها مهامات كثيرة من ناحية تنظيف المنزل، لايمكن أن يمضي الأسبوع إلا تجد الأثاث تطاير في الهواء وبدأت عمليه التنظيف ، وهكذا فهي تحتاج لإعطاء أفراد عائلتها مهام لكل منهم لمساعدتها. أما الآن أصبحت الأم عملية بشكل أكبر وعميقة أكثر بأهدافها بالحياة . بالتأكيد مع وجود نظافة في منزلها ولكن ليست من النوعية السابقة.
أخيرا" الوعي بنوعية المهام الموكلة للطفل للقيام بها:
الكثير من الأمهات لديهم عدم وعي بنوع المهارات التي يمتلكها طفلها.
فمثلا" تقوم إحدى الأمهات بإطعام طفلها بيديها حتى عمر أربع سنوات وهي ليست على معرفة أن طفلها يستطيع أن يناول الطعام دون مساعدة منها. تأتي هنا الأعذار من قبل الأم على تصرفها ، كأن تقول لا أريد أن تتسخ ملابس طفلي .
من الطبيعي جدا" في البداية هذا الأمر إلى أن يصل إلى مرحلة الإتقان .
يجب أن أنوه لهذا الأمر ..
الإتقان في الفترة الأولى شبه مستحيل ولكن عند إعطاء الطفل فرصة للتجربة أكثر من مرة ، أنت هنا تعطيه مهارة لعمره وثقة بقدراته بوقت مبكر.
وبسبب عدم وضوح الرؤية عند الكثير من الأمهات سنتحدث عن كيفية تعليم الطفل تحمل المسؤولية
- تحديد المهام الذي يستطيع الطفل القيام به لكل مرحلة عمرية ، ويجب أن تكون واقعية بحيث تكون المهام الموكلة إليه حسب قدراته ، أن لاتكون صعبة عليه ولا تكون سهلة فتلغيها .
- تدريب الطفل أكثر من مرة للوصول إلى المهارة ، يجب أن يتدرب عليها معك مرة أولا" ومن ثم أصبح الوقت ليتقنها بنفسه.
- يجب عليك الإنسحاب عندما تشعرين أن طغلك يعتمد عليك كسلا" منه، عليك هنا أن تخبري طفلك بالمحاولة وأنك تثقين بقدراته وراقبي عمله من بعيد وإذا فشل يجب الإعادة من جديد ، يحتاج الأمر إلى صبر كبير للوصول .
- يجب أن تحملي طفلك مسؤولياته الشخصية مثل : الأكل، اللبس ،تنظيف غرفته، لبس الحذاء،ترتيب ألعابه،تريب سريره.
وعندما يصبح في عمر مناسب يتحمل مسؤولية الإستحمام والدراسة ترتيب ملابس المدرسة وتحضير كتب المدرسة بالحقيبة . وإياك أن تحمليه مسؤوليات ليست لعمره. الطفل الكبير لايعني أنه يجب عليه أن يرعى أخاه الصغير ، ممكن يساعده ولكنه ليس مسؤول عنه. - حددي وقت خاص للإنتهاء من المهمة الموكلة إليه، مثلا" شهد وماهر سوف تقومون بترتيب غرفتكم بينما تنتهي هذه الأنشودة.
- شجعي وحمسي وأخبري طفلك كم أنت فخورة به و بإنجازه ،واعلمي أن كل ماتعلم طفلك مهارة جديدة وقام بإنجازها سوف يصبح معتمد على نفسه ومستقل بشكل أكبر والأهم سيكون شخص سعيد.
- اذا حاول طفلك التهرب من المسؤولية إياك أن تفعليها عوضا" عنه .
تحمل المسؤولية موضوع كبير جدا".
وصيتي لكم أن تحرصوا على تربية طفل متعمد على نفسه يتحمل مسؤولياته وواثق من نفسه وقدراته ، مستقل .
حتى يصبح طفل غني بمهاراته وبالتالي طفل سعيد وشاب منجز وإيجابي.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك