مفهوم الاحتراق النفسي وأعراضه وأسبابه ومراحله
مفهوم الاحتراق النفسي وأعراضه وأسبابه ومراحله |
الإحتراق النفسي أربع مراحل يمر فيها الفرد ،
فطبيب مصاب بالإحتراق النفسي فلأجل الوصول للدرجة التي هو فيها قد مر بأربع مراحل :
- مرحلة الحماس :
بهذه المرحلة قد بدأ عمله بهمة عالية وبتطلعات غير واقعية ، فأنه يستطيع من خلال وظيفته هذه أن يظهر قدراته المهنية الكبيرة ، و بعد هذه الفترة تنتهي مرحلة الحماس ، وتبدأ مرحلة الركود .
- مرحلة الركود :
فالطبيب بهذه المرحلة يشعر أن الحاجات المادية والمهنية والشخصية لم يتم اشباعها ، وبدأ يأخذ بباله من النظام ( كيف النظام يسير ) ، فهناك شخص آخر أقل منه بالكفاءة وتم ترقيته والطبيب لم يتم ترقيته ، لأن الشخص الثاني كان معه واسطة أو ملتزم بالنظام البيروقراطي أكثر من الطبيب ، في هذه الحالة يرى الدكتور الأمور على حقيقتها ، فتبدأ الحوافز الداخلية التي كانت لديه تقل واحدة واحدة ، وبعد أن تَقِل هذه الحوافز بالترابط مع أنه ليس لديه حياة خارج العمل ، فيدخل في مرحلة الإحباط .
- مرحلة الإحباط :
يبدأ بالتسائل عن أهميته وفعاليته ودوره ، ويترجم هذا كله لأعراض لتوتر وقلق وإحساس دائم بالإجهاد الجسدي ، و بعدها يدخل مرحلة الإنهاك الإنفعالي التام .
-مرحلة الإنهاك :
فتم بهذه المرحلة استنتفاذ كل الإنفعالية لديه ، وليس بقادر أن يواجه التطلبات الإنفعالية للعمل الذي هو فيه ، لأن ليس لديه أي موارد أو مصادر للتزود بالطاقة ، فيستجيب لنضب الموارد بلا مبالاة تامة ، فتتدنى أهدافه ورؤيته المثالية ويبدأ بتبني مواقف سلبية تجاه المنظومة كلها ، منها الأشياء التي يستفيد منها فيحولها لعناصر غير إنسانية ، فالمريض الذي أمامه بدل أن يكون إنسان وله مشاعر يتحول إلى مجرد حالة الزائدة الدودية في الغرفة رقم 20 فهو مجرد شيء وهذا ما يعطيه المبرر لعدم احترامه وإهماله .
فيوجد فرق كبير بين الإرهاق والإحتراق النفسي ، فالإرهاق هو الإحساس بالتعب المؤقت من ضغط العمل ، وبمجرد أن تخف هذه الضغوط يبدأ التحسن على الشخص ويشعر أن كل شيء تحت السيطرة ، لكن الشخص المصاب بالإحتراق النفسي دوما يبقى يحس بالإرهاق والتشاؤم والإكتئاب ، وحتى لو كانت الضغوط قد خفت فهو قد انحرق نهائياً وشعر بالفراغ فلا يوجد لديه دافعية ولا يرى أي أمل في التغيير الإيجابي ، و أيضاً الشخص المصاب بالإرهاق يبقى واعي أنه تحت ضغط ، لكن الشخص المصاب بالإحتراق النفسي ممكن أن يكون في حالة إنكار وهو لا يأخذ باله مما هو فيه أصلاً ، فالشخص التي تظهر عليه آثار الإحتراق فلأجل عدم الوصول لمرحلة الإيقاف التام عن العمل أو عن الحياة يجب أن يحاول إطفاء حرائقه ، بالبدء بتصفية حساباته مع نفسه ، فليس شيء جيد أن تعمل عشرون ساعة في اليوم ، و لا شيء جيد أن عملك يلحقك إلى البيت ، فدائما وبصورة دورية أعمل تقييم عقلاني لحياتك ، وقيس درجة التوتر التي تتعرض لها ، واسأل نفسك : هل أنت تسير بشكل صحيح أو لا ؟ فليس ينفع أن تظل فاضي لمديرك وزمائلاك طول الوقت بعد إنتهاء وقت العمل وفي الإجازة، فكما مصالح العمل مهمة فمصالحك الشخصية أيضا مهمة ولها الأولوية فاعطي نفسك حقها .
كن مدركاً لحقوقك وواجباتك في العمل ، فهذا سيساعدك على توقع الضغوط الممكنة ، وتعطيك الفرص لتبقى واعي بمشاعرك وانفعالاتك قبل حصولها .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك