حدود منطقة الراحة وكيفية اتخاذ قرار لا يجلب الخسارة
حدود منطقة الراحة وكيفية اتخاذ قرار لا يجلب الخسارة |
تخيل المهنة التي لدينا ميكرسكوب ووضعناها تحت الخوف وأي خوف ، خوفك من الأماكن التي فيها ناس كثير وتكوين صداقات جديدة ، والخوف هذا مجرد القصة الظاهرة للموقف الخارجي ، فأنت مثلا تخاف من تكوين صداقات جديدة ، لكن عند النظر في الخوف بشكل أعمق سترى أن الذي وراءه موقف داخلي وليس مواقف خارجية ، وفي صميم أي خوف يوجد خوف أعمق ، والخوف الأعمق هذا يتكون من رسالة تقول " أنا لا أستطيع التعامل مع الموقف الفلاني " فإنه إحساس عميق بعدم الثقة بالنفس ، فخوفك من تكوين صداقات جديدة لا يعني خوفك من الرفض أو التعامل مع الناس ، فخوفك من تغيير عملك لا يعمل خوفك من إنك ترى لا تستطيع التعامل مع البحث عن وظيفة جديدة ، خوفك مثلا من فقدان أحبائك أو إنهاء أي علاقة لا يعمل خوفك من إنك ترى لا تستطيع التعامل مع الحياة بدونهم .
أما طريقة التعامل مع الخوف ، فابدأ بالجزء المخفي وليس الظاهري ، فلو تعاملت مع الجزء الظاهري فقط فلن تحل أي شيء ، فلو أنت مثلا خائف ما يكون معك أموال كثير فتعاملك مع الجزء الظاهري سيكون معناه محاولة القضاء على الخوف بتكديس الأموال ، لكنك ستكتشف عند العمل بهذا المستوى إنك لم تصل للأمان إطلاقاً فتلاحظ أنك تخاف أيضاً ، فالمفروض تشتغل على زيادة ثقتك بنفسك في التعامل مع أي شي جديد سيطرأ على حياتك ، فهنا لن تبقى قلقان من خسارة الأموال لأنك نمَّيت الإحساس بأنك قادر على التعامل مع الموقف ، وهذه أول حقيقة عن الخوف .
أما الحقيقة الثانية فهي تقول أن مواجهة الخوف أقل صعوبة من التعايش معه ، فالأشخاص الذين يقبلون بوجود الخوف في حياتهم يتصرفون بطريقة تجنبهم مخاوفهم ، بهذه الطريقة يحاولون أن يحسسوا أنفسهم بالأمان لكن هذا يزود إحساسهم بالخوف أصلاً ، وهذه من سخرية الواقع الذين يرفضون تحمل المخاطرة فيعيشون بداخلهم شعور بالخوف تكون فاتورته أكبر من فاتورة مواجهته وتحمل المخاطرة اللازمة للتقليل من إحساسهم بالخوف .
ثالث حقيقة تقول أن المشكلة الحقيقية ليست لها أي علاقة بالخوف بحد ذاته لكن بطريقة فهمنا له بدليل بعض الناس وفقاً لخوفهم ويبقى الخوف محرك لهم أصلاً ، في حين ناس أخرى الخوف يسبب لهم عجز ، فسر التعامل مع الخوف هي بتغيير نظرتك فيه فعندها يصبح شعورك نفسه بالخوف ليس بمهم على الإطلاق ،فلا تشتغل لتمنع نفسك من الخوف بل لتغير رؤيتك له ، فعود نفسك على الخروج من منطقة راحتك وعود نفسك على ذلك وراقب نفسك على هذا المنوال وسترى أنها تعودت على حدود معينة من التصرفات ، فممكن أن تذهب لمطعم عادي لكي تأكل بمفردك ، لكن إذا ذهبت الى مطعم غالي لوحدك ستشعر بعدم الراحة ، فمن المحتمل أن يكون لديك الدافع لتكوين صداقات مع المحيطين فيك في المكتب الذي بمستواك ، لكن تحس بعدم الراحة عند القيام بهذا مع ناس بمنصب أعلى ، فراقب التصرفات البسيطة مثل هذه لأنها تشير إلى منطقة حدود الراحة لديك ، فبمنطقة الراحة هذه تأخذ القرارات بناءاً على حدودها .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك