حياة خالية من السكري، حلم أم حقيقة؟ 2
العلاجات المطروحة لمرضى السكري:
يختلف أسلوب وطريقة العلاج، باختلاف نمط الإصابة.
فلو كنتَ مُصاباً بداء السّكري نمط أول - يُصاب بهِ المرء في مقتبل عمره - فالعلاج يكون إمّا عن طريق زراعة خلايا جديدة قادرة على إنتاج الأنسولين( لكن هذه الآلية ما زالت قيد الدّراسة) ، وإما - وهذا هو العلاج المأخوذ بهِ في الوقت الحالي -يكون عن طريق حقن الأنسولين، الّتي تحتاج أن تأخذها باستمرار، لتعويض الكميات الضّخمة المفقودة من الأنسولين.
"(هذا العلاج ليس علاج نهائي، فقط علاج تعويضي) ".
ولو كنت مصاباً بداء السكري من النوع 2، الّذي يكون شائعاً بشكل كبير عند الأشخاص الكبار في السّن(فوق 40 سنة) ، فيوجد عندهم أنسولين، لكن مقاومة الخلايا هي السّبب في حصول السكري، فآلية العلاج الأولى المُتّبعة تكون بزيادة كميات الأنسولين، بالتّالي زيادة الضّغط على الخلايا، والثانية تكون عن طريق حبوب تُقلّل وتُضعِف مقاومة الخلايا للأنسولين.
زراعة خلايا منتجة للأنسولين:
وهي إحدى الآليات الّتي تَعدُ بمستقبلٍ يحملُ في طيّاتهِ أملاً كبيراً لمرضى السّكري، وخاصّةً اولئك المصابين بالنّمط الأوّل منهُ، حيثُ تعتمد فكرة الآلية على زراعة بنكرياس يحتوي على خلايا بيتا منتجة للأنسولين، بحيث يكون هذا العضو متوافق مع جسم المريض، لكي لا يتعرّف عليه الجسم على أنّهُ غريب، ويقوم برد فعل مناعي مدمِّر له بشكل كامل.
الآن التجارب على الفئران وغيرها من حيوانات التجربة ما زالت تُعطِي نتائج إيجابية، وهذا أمر مُبشِّر، لعلّنا نشهد في المستقبل القريب تطبيق هذه الآلية على البشر، والحصول على النتائج المرغوبة في الخلاص من هذا الدّاء الّذي يستوطن في أجسام الصّغار من أطفال ومراهقين، ويحوّل حياتهم إلى قفصٍ لا يستطيعون الهروب منهُ، لذلك نأمل إن يمنحهم الطّب فرصة جديدة لعيش حياة طبيعيّة خالية من قسوة السّكري.
بقلم الدكتور علي سويدان
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك