الشاي 1
 |
| الشاي |
سوف نتعرف بسلسة مقالتنا اليوم عن تاريخ الشاي وبداياته وكيف انتشر وسنتعرف أيضاً عن أصل كلمة شاي
يعد الشاي جزء كبير من ثقاقة الكثيرر من الشعوب
وبداية الشاي لم تكن بالصين كما
يعتقد الكثير بل من الهند ثم انتشر بالصين.
كان الناس يمضغون أوراق الشاي واستمر ذلك لآلاف السنين
ولايوجد جواب فعلي عند متى تحول البشر من مضع ورق الشاي إلى شربه بعد غليه مع الماء
ولكن تقول القصة الصينية أنه في عام 2500 قبل الميلاد كان امبراطور صيني يغلي ماء
فسقط في هذا الماء عدد من أوراق الشاي
, أعجب الامبراطور بهذا المشروب الجديد وأحس أنه يعطيه النشاط
فأمر بالاهتمام بزراعة الشاي وشربه.
كما أصبح الشاي جزء من ثقافة الرهبان البوذيين وأحبوه لأنه كان يساعدهم على الاسترخاء وهم من قاموا بنشره بكل أنحاه الصين
,وانتشر مشروب الشاي خارج الصين بانتشار الديانة البوذية.
وكانت طريقة تحضيرهم للشاي مختلفة عن الطريقة الموجودة بالوقت الحالي حيث كان يضغط ورق الشاي المجفف في قوالب، ثم يقطع جزء من هذه القوالب ويضاف للماء المغلي
ويضاف له البصل والملح والزنجبيل والبرتقال
اترك لك عزيزي القارء تخيل الطعمة !
وكانت تختلف طريقة عمل الشاي من ثقافة لأخرى
فنجد أنه بالصين كان يوضع بأكواب صغيرة مزخرفة
وفي التبت يضيفون له الملح والزبدة
وبروسيا يضيفون له الليمون
والمغرب تضيف له النعناع
أما بالهند فيشرب مع الحليب والسكر والتوابل
أي طعمة الشاي لم تكن مقبولة كما هي عليه اليوم
كان يستخدم مشروب الشاي المر لعلاج آلام المعدة والأمراض الجلدية ولزيادة النشاط
وبالفترة الواقعة بين عامي 618 و 907 ميلادي وخلال عهد أسرة تانت الصينية
تطور مشروب الشاي وانتشر بشكل أكبر وتغير شكل شراب الشاي وتحول من شراب مر يستخدم بالعلاج إلى مشروب ممتع لذيذ
,وظهرت متاجر خاصة لبيع الشاي وكانت هناك بيوت خاصة لشرب الشاي تسمى بيوت الشاي
, وأصبح الشاي جزء من حياة كل شخص من الامبراطور حتى الفلاح العادي
وكان الشاي المنتشر هو الشاي الأخضر كما نسميه اليوم
,أما الشاي الاحمر فظهر بالقرن السابع عشر.
وانتشرت مزارع الشاي بالصين بسبب أن الامبراطور كان يطلب أن تدفع الضرائب بالدولة بورق الشاي
فتسبب هذا بجعل أغلب المزارعين يقومون بزراعة الشاي إلى جانب زراعة الأرز
ومع الوقت تجاهل المزارعين زراعة الأرز ,لتلبية احتياجات الدولة من الشاي
فتسب ذلك بمجاعة بالصين.
فبدأت إمبراطورية الصين بتوريد الشاي للدول المجاورة
فكان يوجد طريق يسمى طريق الشاي الذي كان يصل حتى أطراف التبك والذين كانو يبادلون الصين بإعطائهم الخيول مقابل الشاي
وباستخدام طريق الحرير وصل الشاي لآسيا والشرق الأوسط
وبالقرن السادس وصل الشاي لأول مرة لليابان وكوريا
وقام بإيصاله راهب بوذي كان قد سافر للصين بهدف الدراسة
.
أعجب محاربون الساموراي بشرب الشاي وانتشرت العادة بينهم وأقامو حفلات لشرب الشاي وافتتحوا محلات وبيوت الشاي باليابان
ولاا يزال يقام حتى هذا اليوم حفلات شرب الشاي باليابان
ولكن الانتشار الحقيقي للشاي باليابان كان بعد أن عالج راهب بوذي حاكم اليابان باستخدام الشاي
, وانتشر الشاي بين عامة الشعب باليابان واستوردروه.
وبدأ الشاي ينتشر للعالم سواء عن طريق البوذيين أو عن طريق الحرير
ووصل حتى أوروبا
وبالنسبة لاسم شاي فبكل العالم يوجد طريقتين لنطق اسم هذا المشروب وهم أما شاي أو تي
وسبب هذا الأمر هو أن كتابة اسم المشروب بالصين يوجد له طريقتين للنطق حسب المناطق
فالماندرن تنطق شا ومنها اشتق اسم شاي
, وكل الثقافات التي تسمي المشروب باسم شاي أو كلمة قريبة من الاسم الحقيقي شا
أي أن المشروب وصل لهم عبر البر من خلال طريق الحرير.
أما طريقة النطق الأخرى هي تاي وهي من لغة أهل المين (MIN) التي يتكلم بها أهل فوجان (Fujian) الساحلية
, والثقافات التي تسمي المشروب تي أو تاي أو كلمة قريبة منها، وصل لهم المشروب عن طريق البحر بالقرن السابع عشر من خلال التجار الهولنديين الذين أدخلوا الشاي لأوروبا, ولكن هناك دولة وحيدة بأوروبا تنطق اسمه (الشا) وهي دولة البرتغال
والسبب هو انه وصل لهم عن طريق التجار البرتغاليين من خلال التجارة مع مكاو (Macau)
إلى هنا ينتهي االجزء الأول من مقالنا, وسنعرف بالجزء القادم ماذا حدث بعد أن وصل الشاي لأوروبا .
بقلم نوال المصري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك