الغيرة عند الأطفال
الغيرة عند الأطفال |
المولود الجديد طفلنا الثاني قادمٌ..... الإحتفال به قائم على قدمٍ وساق الإستعداد على أتمه... الكل مسرور وسعيد
مهلاً........!!!! ليس الكل سعيداً
طفلنا الأول ذو الثلاث أو الأربع سنوات ماذا بشأنه؟
هل يشاركنا الشعور بالفرح؟
هل هو جاهز لاستقباله والترحيب به؟
هل يراه شريكاً جاء يقاسمه الحب والإهتمام؟
أم يعتبره ندّاً وخصماً؟
أم أن للغيرة دورها ورأيها في الموضوع؟
ماهي الغيرة
الغيرة شعور طبيعي عند جميع المخلوقات وتتجلى بوضوح عند بني الإنسان كبارهم وصغارهم وهي تختلف بدرجاتها وأنواعها ودوافعها من إنسان لآخر حسب تكوينه النفسي واستعداده لتلقيها
فكلٌ يترجمها من منظوره
قد تكون بنّاءة وحافزاً للتقدم والمثابرة فتدفع المرء للنجاح
وحينها يجب أن تكون في حدود العقل والمنطق فتكون محمودة العواقب و تندرج تحت مسمى التنافس الشريف كالتنافس في الدراسة وأمور العلم والعمل وغيرها
أما إذ فاقت حدود المنطق وبلغت حداً لايمكن السيطرة عليه وغلَّفها الحسد والضغينة فهنا لا بد من الحذر والإنتباه جيدأً والعمل الجاد والسريع لحلها قبل تفاقمها ..
وقصة النبي يوسف بن يعقوب عليه السلام التي مع إخوته والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم خير شاهد على مسببات الغيرة ودوافعها ونتائجها
كتبت إحدى الأمهات تقول:
اكتشفت أن ولدي الصغير يقترب من سرير أخيه المولود حديثاً مستغلأً إنشغالي بأعمال المنزل وهو يحمل بيده مقصاً ويريد أن يغرزه برأسه
ولو لم أصل في الوقت المناسب لكانت الكارثة وقعت ولكان حدث مالا يحمد عقباه
ضربته وعنفته لأني فقدت أعصابي وأصابني الهلع.... تقول الأم:
ولما سألته جدته عن السبب قال:
أريد أن أعاقبه وأقص شعره لأنه يعذبنا ويبكي كثيرا
هنا نحن أمام احتمالين
الإحتمال الأول :
أن يكو ن الطفل صادقاً فيكون الأمر مجرد تصرف طفولي ينبغي معه الحذر والإنتباه (مع ضرورة البحث عن كيفية توصل الطفل إلى أن العقوبة تكون بحلق الشعر أو قصه مخافة أن يكون قد تعلمه من متابعته لبرامج غير مدروسة وغير مراقبة من قبل الأهل أو سمعه من أحد الكبار وحاول تطبيقه)
والإحتمال الثاني :
أن يكون كاذباً وهو يريد التخلص منه بسبب غيرته منه وهذه كارثة تتطلب أن نفرد مقالاً خاصاً للكلام عنها
مما لا شك فيه أن الغيرة هي الدافع لتصرف الطفل
وسواء كانت الغيرة مباشرة أو غير مباشرة ظاهرة أو غير ظاهرة فإننا إن لم نتداركها ونتعامل معها بدراية وحسن تصرف فإن العواقب ستكون وخيمة وخطيرة وكارثية
وهناك الكثير من الحوادث المؤلمة التي وقعت بسبب تهاون الأهل بهذا الموضوع وعدم أخذه بالجدية الكافية
وبما أن الطفل صغير جداً فإنه يصعب علينا أن نزرع عنده فكرة الوعي والتوعية فلا بد من خطوات هامة يجب اتباعها في تلك الحالة المعروضة أمامنا مع الحذر الشديد والمراقبة المستمرة وضرورة أن يبقى الطفل وأخاه الرضيع تحت أنظارنا دائماً وعدم تركهما لوحديهما أبداً وتحت كل الظروف
ولو اضطررنا إلى الإستعانة بأحد المساعدين او المساعدات أو بأحد أفراد الأسرة للتناوب معنا في حال انشغالنا واضطرارنا للإبتعاد والسهر على رعايتهما
ولا ننسى أن طفلنا الأول يعاني من غيرته وهذا يؤثر على صحته النفسية والجسدية وينعكس على تصرفاته وسلوكه لأنه لا يجيد التعبير عن شعوره لذا نراه يقوم بأفعالٍ قد نخطئ تفسيرها وترجمتها نحن الكبار
فقد يصبح عدوانياً يضرب الآخرين أويشتمهم أو يتلف أشيائهم أو قد يصبح انطوائياً أو يمتنع عن الطعام او الشراب وقد يظهر التعلق بأحد أفراد البيت كالجد أو الجدة أو أحد افراد الأسرة أو أي أحد يجد عنده الحنان الكافي كبديل عن والدته التي يعتبر أنها تخلّت عنه أو قد يعمد لإيذاء أخيه ليبعده عن أمه ويحظى بها لوحده أو يقوم برمي أغراض أخيه الصغير أو إخفائها انتقاماً منه
علينا العناية به فهو بالأساس لا زال صغيرا جدا ويحتاج ألى رعايتنا واهتمامنا ومن الضروري أن نتفهم أن تصرفاته انما هي منعكسات سببها الغيرة وأن علينا مساعدته لتخطبها وتجاوزها
كما وقد يلجأ صغيرنا إلى أساليب مختلفة ليلفت نظرنا إليه وليصرفنا عن الإهتمام بأخيه الصغير كالعودة إلى تبليل ثيابه بعدما تعلم أن يتبول في الحمام أو أن يسكب الطعام عمداً على الأرض بعصبية بدل أن ياكله كنوع من الإحتجاج والتعبير عن استيائه
علينا أن نعلم أن تهيئة طفلنا نفسياً لاستقبال أخيه أهم من كل تلك التحضيرات الإحتفالية التي نجهزها احتفاء للقادم الجديد
ينبغي أن نقدم له الإهتمام الكافي وتققديم الرعاية والحنان ومن الأفضل أن نجعله يشاركنا في التحضيرات لقدوم المولود وأن نميزه ونخصه بأشياء جديدة كالألعاب والهدايا ليعتاد وجوده ويفرح بقدومه كما وأن إظهار المحبة له واحتضانه والتقرب منه
فهذا يساعده ويخفف من توتره و؛شعوره بالظلم من هذا الوافد الجديد الذي أخذ مكانه في حضن أمه وسريرها
بقلم هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك