طاقة التأمل الذهبية المتفجرة في هذا العمر
طاقة التأمل الذهبية المتفجرة في هذا العمر |
لدي ثلاث أطفال أعمارهم تتراوح بين السابعة والثامنة والتاسعة ماهي أهم احتياجاتهم وماذا أستطيع أن أعلمهم؟
هذه مرحلة الثقة بالنفس والنزعة للإستقلالية فالابن يريد غرفة خاصة وسرير خاص وحقيبة خاصة ودفتر خاص ولعبة خاصة ويحب الإعتماد على النفس ، يقوم بالمسؤولية بإتقان نسبيا" إذا قمت بتحديد ما يطلب منه كأن تقول له اذهب إلى المطبخ واحضر ست صحون .. اكتب هذا الواجب مرتين وعندما تنتهي أراه .. يحب تحمل المسؤولية ويتقن هذه المسؤولية إذا حددتها له .
ينفذ الأوامر البسيطة وربما يمانعها .
يهتم بشؤون المنزل يساعد في عمل المطبخ إن طلب منه
يحب الإنضمام إلى التجمعات وأن يكون عضوا" في جماعة الأصدقاء
يتقن مهارات القراءة والكتابة والحساب
وتحصل عنده قفزة نوعية وارتقاء واضح في مستوى الفهم والإدراك
يلاحظ نضجه الاجتماعي والمعرفي
يدرك جنسه ويبدأ باختيار أصدقائه وزملائه
تنمو لديه القدرات الحركية فيصبح قادرا" على ركوب الدراجة وممارسة لعبة كرة القدم
تنمو لديه قوة الاحتجاج والحوار مع والديه ومعلميه يبدي وجهة نظره في بعض الأمور
ينمو عنده الشعور الديني بشكل واضح فهو يحب الدعاء والأناشيد الدينية والذهاب إلى المسجد
يقول التربويون هذه المرحلة حاسمة جدا" في حياة الطفل. لأنه يكون فيها ذا قابلية للحوار بمستوى عال
وحصيلته اللغوية والمعرفية وقدرته العالية تمكنه من ذلك ويستطيع في هذه المرحلة اتقان عدد من المهارات والأنشطة .
أهم حاجة يحتاجها هؤلاء الأطفال من هذا العمر هي :
▪︎ تروية الشعور الديني
قرأت في كتاب عنوانه طفلك من الثانية إلى العاشرة توجيهات تربوية لهاني عبد القادر يقول فيه : سن السابعة هي السن الذي أمرك فيها حبيبك محمد صل الله عليه وسلم أن تأمر أولادك بالصلاة ، إذا يميل ابن السابعة أن ينسحب من مواقف كثيرة ويراقبها ويتأمل فيها هذا التأمل والعزلة النفسية تكشف لنا جزء محتمل من الحكمة الشرعية في تحديد سن السابعة بأمر الطفل بالصلاة كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داوود والترمزي وغيرهما .. قال رسول الله صل الله عليه وسلم 《 علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين 》
ولعل الحكمة من ذلك أن الصلاة تحتاج إلى قدر من التأمل والتدبر و العزلة النفسية .
دورك توجيه طاقة التأمل الذهبية المتفجرة في هذا السن إلى ماينفع الطفل، فيحرص الوالدان إلى التقليل من الأجهزة التي تنصرف فيها طاقة التأمل هدرا" .
من الممكن أن تذهب مع طفلك إلى الحديقة وتلفت انتباهه إلى الزرع من أنبته والورد من لونه ، تلفته إلى رحمة الطيور وهي تطعم صغارها إلى الورقة الصفراء التي سقطتت خذها وضعها في كفك ثم في كفه وقل له : انظر إلى هذه الورقة اليابسة انظر إلى اللون الأصفر هذه الأملاح تضر بالشجرة وهذه الورقة جمعت الأملاح الضارة لتحمي أخواتها وسقطتت وماتت وتصبح فيما بعد سمادا" تتغذى عليه الشجرة إذا احتاجت تموت الورقة لتحيا الشجرة كلها .
اطرح على طفلك السؤال التالي: كم ورقة سقطتت منذ زراعة الشجرة إلى الآن؟
يقول لك : لا أعلم ربما كثير
قل له هي تستطيع إحصائهم ؟
يقول: لا أستطيع
تقول له : لكن الله عز وجل يعرف كل ورقة سقطتت من كل شجرة في الدنيا وأنا وأنت لا نعرف .
《 وعنده مفتاح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 》
وهذا شيء يسير من علم الله . وهكذا تستغل المناسبات عامة في هذا العمر لتروي الشعور الديني وتعززه .
مراعاة القواعد في تروية الجانب الديني؟
١- قاعدة الحنان : اجذبوا الطفل إلى التربية الدينية بالمحبة والحنان حدثوه عن كرم الله والجنة ومافيها ويجب التقليل من الحديث أمامه عن النار والعقوبات دعه يذهب إلى الله تعالى حبا" وحنانا"
٢- قاعدة الثناء : تحتاج أب بصير وأم مراقبة امتدحوا أي عمل ديني يقوم به فهذا من دواعي مواصلة السلوك الإيجابي لديه فإذا صحبك إلى المسجد اثني عليه بين إخوانه لأنه كان معك في المسجد و حضر الصلاة والدرس . إذا أنهى حفظ جزء من القرآن الكريم أثني على فعله أمام جده وجدته وافتخر به أمامهم .
٣- قاعدة المكافأة : خذوه إلى مكان يحبه عند فعله أي عمل وامتدح عمله بعد أن تكافئه حتى يصبح حب هذا العمل في أعماقه .
٤- قاعدة الضغط : ممارسة الضغط على الطفل والعقوبة لأجل أمر ديني غير مستحب وانصحوه برفق .
٥- قاعدة القدوة : التربية تقوم على المرآة لذا ستنعكس صورتك بقلبه ازرع أمام ابنك قدوات جيدة .
بقلم نور العصيري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك