طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المؤثرة سلباً على تنشئتهم
طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المؤثرة سلباً على تنشئتهم |
- الطاعة :
وتدل على العضلات التي تحرك كيان الاسرة ، التي تجعلنا ننتمي اليها ويربطنا بكياننا الأسري ويمدنا بمعتقدات وقواعد التي بحكمها يجب أن تكون مطيع ، فلو كانت القواعد منطقية والمعتقدات سليمة ستخلق علاقة صحية ، لكن في حال كانت القواعد مسيئة والمعتقدات سيئة فالعلاقة ستكون مدمرة وتشوه كيان الأفراد ، فتكون الطاعة المفروضة على الطفل هي سبب إتباع سلوكيات مدمرة للذات .
فلو أتيت بشخص ولد باسرة مسيئة وطلبت منه هو أن ينظر بشكل جيد في معتقدات الأسرة هذه وتأثيرها عليه ، فهو ممكن أن يتركك ويمشي ولا يرد عليك ، لماذا ؟ ، لأنه تعود على الطاعة العمياء ، فهذه الطاعة تمثل أنماط سلوكياتنا وتعيق تحركنا ونمونا ، لكن نحن نستطيع طرد هذه القواعد ونحل المشكلة بالتركيز على الأمور وإظهارها للسطح ، لأنها في الوقت التي تكون واضحة لنا ففي وقتها سيكون معنا حرية الاختيار والتصرف فيها .
- الحدود :
فالذي يميز الاسرة السليمة عن غيرها هو قدر الحرية التي يتمتع بها أفرادها ، والحرية هذه ليست فقط في الخروج والمصاحبة لكن الحرية في التعبير عن النفس في الطلب والرفض كشخصيات مستقلة وتنمية الشعور بالكفاءة و احترام الذات ، وهذه تكون بالقدر الكافي لأفراد الاسرة بحيث ما يتمرضوا وبنفس الوقت ليس ممنوع عنهم أي شيء ، أما الأسر المسيئة فهي التي تحبط قدرة أفرادها على التعبير عن أنفسهم ، فالجميع يجب أن يتصرف وفق رؤية الأب والأم ، فالجميع يجب أن ينصهر في بعضه بغير حدود واضحة وفصل الشخصيات عن بعضها ، وهذا ما يسبب للطفل نذوب وكدمات .
- الإصلاح أو العلاج :
هذه الوسيلة ليست ببديلة عن وسائل العلاج لكنها مكملة لها ، ولن تصلح كل شيء بلحظة لكنها ستفتح لديك طرق جديدة ستفيدك ، فلأجل أن تصلح نفسك يجب عليك أن تكتب خمس رسائل ، رسالة للمعتدي ، ورسالة للوالد الآخر ، ورسالة للطفل الذي في داخلك ، ورسالة تعبر فيها عن قصتك بشكل خيالي ، ورسالة لشريك الحياة في حال وجوده ، وليس بشرط أن تبعث هذه الرسائل بل المهم أن تكتبها بشكل دوري ، وممكن أن تكتب هذه الرسائل لقياس مدى تقدمك في العلاج وملاحظة الفروق فيما بينهم .
* فرسالة المعتدي عبر فيها عن مشاعرك وغضبك بالدرجة الأولى .
* رسالة للوالد الصامت وخاصة الأم إن كنت قد أخبرتها ، فلو لم تُحمل الموضوع على محمل الجد ، سيكون لديك غضب كبير تجاهها ، كالغضب من غياب الحماية ، و من عدم تصديقها، و لومها لك…
* رسالة للطفل المدمر بداخلك ، وتعتبر هذه أهمهم وأصعبهم ، ستبدأها بلعب دور الوالد المحب للطفل بداخلك ،الذي يحمي ويُطمئن ، فمده بالعاطفة والمشاعر والدعم .
*رسالة لشريك الحياة ، تحكي له فيها عن آلامك وتأثير هذا على علاقتكم الحالية.
* الحكاية الخيالية ، فاكتب قصتك بلغة تصويرية خيالية ، فالحكاية الخيالية تكون بصيغة الراوي، لا من منظورك الشخصي.
لا تقل (أنا)، قل (هو) أو (هي) فهذا سيساعدك هذا على رؤية عالمك الداخلي من زاوية جديدة أكثر موضوعية، وسيساعدك أيضًا على ترك مسافة انفعالية بينك وبين آلام طفولتك.
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك