طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم
طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم |
الآباء والأمهات يزرعون داخل نفوس أولادهم بذور عاطفية وذهنية تنمو معهم ، بعض الأسر تكون بذورها إحترام واستقلال وحب ، وتوجد أسر أخرى تكون البذور خوف إلتزام مرضي أو شعور بالذنب ، والمقال هذا حول النوع الثاني من الأسر .
سوف نقسم المقال قسمين : - قسم حول الوالدين المسممين - القسم الثاني حول السلوكيات التي تساعدنا على العمل مع أذى الوالدين القديم والحالي .
- أيَّ أب أو أم لديهم عيوب تربوية هذا من طبيعة الحياة ، وخصوصا في مجتمعات لا ترى في التربية أو التأهيل للزواج أو العلاج النفسي شيء مهم ويجب على الناس تعلمه ، فهم أكيد سيخطئون لأنهم غير متعلمين أي شيء ، وأيضاً لا يوجد أب وأم مثاليين ، فأي والدين قد تتسيد عليهم نزعات السيطرة أو الإهمال أو الأذى ، فهم بشر عندهم مشاكل كباقي الناس ، فلو أنهم يصرخون لكنهم يقدمون قدر كافي من الحب والتفهم فهذا لن يشكل مشكلة بل سيجعل الاطفال يتغلبوا على نتائج الغضب لديهم مثلاً ، لكن هناك عدد من الأمهات والآباء تكون سلوكياتهم سلبية وفقط ، ويسيطروا على حياة أولادهم بالكامل ، فهؤلاء هم المؤذيين .
لماذا استخدمنا لفظ سام ؟
لأن أذى الأباء والأمهات كالسموم الكيميائية ضررها يؤثر على حياة الطفل وينمو الطفل ومعه ألمها ، والهدف من المقال ليس تغيير الوالدين ، بل العكس ، قبولهم فيؤدي لحل جزء من المشكلة ، فالهدف من المقال هو تخليص نفسك من آثار المشاعر السلبية عليك ، وهذا مما لا يحصل بشكل سحري ، فهي رحلة صعبة تحتاج منك لشجاعة وصبر.
فلماذا يتأثر الطفل بنظرة والديه وكلامهم ؟
لأن نظرة الطفل لأبوه وأمه وهو صغير تبقى مثالية جداً ، ينظر لهم كأنهم آلهة ، وهذه النظرة من حاجة الطفل لهم ومدى تلبيتهم إحتياجاته ، وأيضاً الطفل يكون ضعيف وعاجز ليس عنده القدرة على رد العدوان والشكوى لأحد أو يتخذ قرار يبعد عنهم ، فهو صغير يستحمل الظروف وهو صامت تحت رحمتهم ، في حال لم يرى الأذى الذي تعرض له تربية وأنه هم يعملوا هكذا لمصلحته ، فلأنه يحبهم يتقبل الإهانة والأذى ، وممكن أن يقنع نفسه أنه سبب المشاكل ويشعر بالخزي ، وليس أن والديه هم المؤذيين مثلاً ، فالمعتقد هذا يساعده على تجنب الحقيقة المؤلمة المتمثلة بأن أبوه وأمه سببوا له الاذى .
الخطوة الاولى في رحلتنا التي تكلمنا عنها أنه الشخص المتعرض لهكذا ظروف يمتلك الشجاعة لمواجهة الظروف هذه بأنه ليس هو السبب وإنما السبب في أهله .
فلو تكلمنا في تفاصيل فأنت محتاج لهدم جدارين ، جدار الإنكار وجدار التبرير ، فالإنكار آلية دفاعية تقود الشخص للنجاة ، وكطفل، فكنت محتاج له لأن الاذى كان ثقيل عليك ، لكنك الآن كبير في الوقت الحالي ومازلت تستخدمه ،فمثلا شخص تحرش ببنت فأمها من أجل أن لا تدخل نفسها في دوامة تكذب البنت وتقفل الموضوع ،وممكن أن تتهم البنت بأنها تتعمد الكذب لأنها تدمر حياتهم فالبنت تقيم لها السبب وتقرر عدم التكلم لأحد وتنكر أن هذا حصل أصلاً ، فالإنكار هنا لتقليل من خبرة حياتية مؤلمة ونحن نستخدمه لكي ننسى عما عملوه الوالدين معنا ، ونظل ننظر لهم ذات النظرة المثالية التي تكلمنا عنها في البداية ، لكن الإنكار ثمنه غالي ، فأنت تضغط على الذي في داخلك وتمنعه من الخروج ليثور أكثر وكلما زاد ثورته كلما ضغطت أكثر وأنكرت اكثر ، وهذا طبعا ليس بحل ، فالحل إننا نواجه الحقيقة ونتقبلها حتى لو انعكست علينا بمشاكل ، فالحل أن نرفع الغطاء ونترك الفوران الذي في داخلنا يتفكك ، فسيخرج لمدة صغيرة وسوف نكمل حياتنا بعدها مرتاحين .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك