مفهوم العدو والكيانات الاربعة وانواع الاعداء ومراحل الصراع
مفهوم العدو والكيانات الاربعة وانواع الاعداء ومراحل الصراع |
في البداية إجعلونا نُعرِّف العدو ، فالعدو هو الذي يمارس مقاصد ضد مصالحنا ، فممكن أن يكون أي شخص أو أي شيء يجلب النزاع في حياتنا ، فمن خلال المفهوم الواسع هذا يصبح الموت عدو ، والفيروسات أعداء، وأحد الأخوة الذي يسألنا أسئلة محرجة عدو بدرجة ما، وزملائنا في العمل الذين يستقصدوننا أعداء ، فهم كلهم أعداء يؤذوننا بأشكال مختلفة .
فنحن محاطيين بالأعداء من كل جانب وهذا شيء يخيف المرء ، لكننا نستطيع تجاوز تهديدات الآخرين الأعداء في حال تعاملنا معهم في ذكاء ، فلو تعاملنا معهم بذكاء سنكتشف إنهم لا يؤذوننا بل يمنحونا فرص ، والفرص ستوسع إدراكنا وتوضح أولوياتنا ، وتجعلنا سعداء .
كل فرد مننا يتكون من أربع كيانات :
-كيان مادي :
يتضمن جسمنا وكل مايدعم سلامتنا الجسدية .
- كيان وجداني :
يتضمن المشاعر والعلاقات الشخصية .
- كيان إبداعي :
يتضمن وجهات نظرنا الفريدة وحرية التعبير عنها .
- كيان فكري :
مرتبط بالعقل والمعلومات والأفكار ، فهو فلسفتنا الخاصة بالصح والغلط في الحياة ، وأولوياتنا .
أما في حال تعرض أحد الكيانات للهجوم ،فنحس بالتهديد ، وننظر على الهاجم على الكيان على أنه عدو ، فلدينا أربع أنواع من الأعداء :
* الأعداء الماديين :
وهؤلاء ممكن أن يسببوا تهديد لجسمنا أو ألم أو تهديد لشيء جسمنا محتاج لها ليستطيع العيش كالموارد المالية مثلاً ، وهم من أول الحرام الذي يقتحم البيوت في جانب بيتك ويجعلك لا تستطيع العيش في أمان إلى حد الفئران المتخبية وتأكل في حاجاتكم .
* الأعداء الوجدانيون :
وهم يسببوا تهديد للأشياء المحببة لنا ، بلدنا ، علاقاتنا ، هم يسببوا جرح للمشاعر وآلام عاطفية ، وهؤلاء متضمنين أي شخص يجلب احتمالية الفقدان ويسمى الشعور المؤلم بالأسى والحزن ، فممكن أن يكون أي شخص نعتبره عدو حقيقي أو شخص محبوب من قبلنا .
* الخصوم الإبداعيون :
يشكلوا تهديد على إرادتنا الحرة وحريتنا على التعبير ، فأي شخص يحد من قدراتك ،فهم الذين يقيدون أفعالنا وكلامنا ، فيفرضوا علينا إسلوب معين يجب ان نعبر فيه عن نفسنا ،ممكن أن يكونوا مثلاً الآباء الذين يفرضون قيود صارمة على أولادهم وهكذا .
* الخصوم الفكريون :
وهؤلاء يشكلوا تهديد لمعتقداتنا ، ونظرتنا للعالم ، ويشكلوا تهديد لهويتنا الشخصية ، فيثيروا الشك بنا وحول فهمنا ونظرتنا للعالم أو لذاتنا .
فكيف يستجيب عقلنا لمصادر التهديد ؟
عند مواجهة خطر فعقلنا يتصرف بشكل فكري لأجل النجاة ، فيغيب عن باله كل شيء ولا يفكر في أي فكرة أخرى غير نفسه ، لحماية نفسه على حساب الآخرين وعلى حساب أي شيء آخر ، حتى لو وصلت لارتكاب جريمة من أجل النجاة ، فعندما نحس بتهديد فمعلومة التهديد تسير في اتجاهين في المخ لأجل علاجها :
- * طريق قصير يتجه للنظام الحركي ويتصرف بسرعة من غير تفكير للحماية .
- *طريق طويل :
ويتم فيه تقييم الموضوع بشكل دقيق وفهمه بشكل أفضل .
فالطريقة الاولى مفيدة وتحمي حياتنا بسرعة ، لكن أغلب التهديدات لاتكون مهددة للحياة ، والمحصلة النهائية أننا نأخذ رد فعل مبالغ فيه وهستيري وهذا مايجعلنا دوما في اشتباكات وقتال من غير داعي .
الحل هو استدعاء الطريق الطويل في التفكير ونستطيع أن نسير فيه من خلال تدريب عقلنا عليه ، بالطريقة هذه نظل محافظين على هدوء أعصابنا عند الاحساس بالهجوم ، ونستطيع ان نراه على حقيقته .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك