تجربة الطائرة من قبل مهندس وأخوين والفرق بينهما ، والدوائر التي تحكم تصرفات الناس
تجربة الطائرة من قبل مهندس وأخوين والفرق بينهما ، والدوائر التي تحكم تصرفات الناس 2 |
فالشيء الوحيد الذي يجعلك لاعب تنس محترف هو إيجاد حجة قوية على سؤال لماذا ، ومدى وصولك لهدفك يعتمد على الإيجابة القوية هذه وعلى السؤال هذا ، فلا المضرب ولا المدرب هم الذين سيدفعونك على الذهاب ثلاث مرات في الأسبوع للتمرن ، فلماذا هي التي ستدفعك للذهاب كل يوم .
فالغريب هي أنه ممكن أن نستنكر إجابة المدرس الضعيفة ، في حين أغلب سلوكنا من غير الإجابة على سؤال لماذا ، فنجاوب عليه إجابة ضعيفة أو نتجاهله ، وكل تركيزنا سنعمل ماذا و كيف وليس لماذا سنعمله .
فلو معك ساعة كاملة من المفروض التجهز للتذاكر ، سترى كيف استخدمت الساعة كلها في تجهيزك في كيف تذاكر ، وستجمع في الكتب والفصول التي ستذاكرها وتتخيل هذا الذي أنت محتاج اليه ، في حين الشيء الوحيد الذي أنت محتاجه هو إجابة واحدة مقنعة على سؤال لماذا .
لنفترض أنه عندك مكتبة والذي جانبك يبيع كتب ، لكنه أرخص منك في السعر ، فالحالة الوحيدة والوحيدة الذي من الممكن للزبون اختيارك بدل الذي جانبك هو سعيك لمكسب العلم وليس الشيء المادي ، فيشاركك الزبون في إيمانك بقضية ، فأصبحت العلاقة ليست بين بائع وشاري بل بين شخصين يتشاركون في الإيمان بنفس القضية ويساعدوا بعضهم فيها .
نفس المبدأ ينطبق على مشجعي الكرة ، فلا يغيروا فريقهم في حال الخسارة لأنهم لديهم انتماء للفريق ، وهذا ما يتم تطبيقه على مستوى الشركات ، والانتماء هذا يكون لفكرة وليس منتج او خدمة .
فأنت مثلا لدك تطبيق يقوم بالدور الوسيط بالنسبة للناس التي تريد تأجير بيوتها أو التي تبحث عن بيوت ، فلا تتواصل معك بالسؤال كيف وماذا بل بالغاية المتمثلة بلماذا ، فأنت تساعد البشر حول العالم للتوصل الى التواصل مع بعض ، وهدفك هو خلط الناس ببعض ، مهما كانت خلفيتهم أو ثقافتهم ،فهنا أنت لست مجرد تبيع الخدمة بل تقدم رسالة ممكن الناس تشترك معك فيها وتؤمن معك فيها أيضاً ، والمستخدم ليس مجرد مشتري للمنتج بل مؤمن بالثقافة ومتبني لها ، فلو اقتنع بفكرتك وهو جزء من الكيان هذا ، فتستطيع أن ترى هذا الأمر بوضوح مع شركة آبل والعملاء المرتبطين فيها ، فهل هم يشترون المنتجات المتعلقة بآبل لأن فيها أحدث ذواكر و معالج ؟ لا ، بل يشتروها لأنها تحولت لهوية مؤمنين فيها أشبه بوطن ، وهذه هي الحالة التي من الممكن لشخص منهم أن يدفع للمنتج أموال أكثر حتى لو يوجد منافس وسعره أقل .
فلننتقل لأصحابنا الذين لا يتكلمون لماذا أسسوا شركتهم وغايتها ولا شيء متعلق بالسبب وراء التأسيس ، فهم يعتقدون أن المنتج يجب أن يكون جيد وسعره مقبول وفقط ، فهم سيخسرون الولاء الذي من المستحيل أن يحصلوا عليه بهذه الطريقة بل بالإيمان بالأفكار والأحلام وهي أن تجعل الناس يشاركون حلمك الذي أنت مؤمن فيه وهدفك الذي تريد تحقيقه .
ففكر بالهدف الأصلي والحقيقي الذي من الممكن عملك هو الذي يقدمه ، فمن المفضل أن تدمج غايتك برسالتك الذي أنت تعرف الناس فيها عليك .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك