الإدمان بأشكاله المختلفة والعوامل المحرضة له
الإدمان بأشكاله المختلفة والعوامل المحرضة له |
ثلاث أشخاص يقومون بأعمال سلبية بشكل مستمر ، فواحد منهم يراهن بأمواله ويعرف مصير أمواله الخسارة لكنه يُكمل على أمل تعويض ما خسره ، والثاني يشرب مخدرات وحالته المادية والصحية السيئة ، وأما الثالث فهو يعمل أكثر من المطلوب منه ويحرق نفسه ويُهمل حياته ، فهؤلاء الثلاثة لديهم عامل مشترك وهو الجانب القهري ، فكل واحد منهم أمام نفسه كأنه مجبر على الإستمرار في سلوكه وقد اعتاد عليه ، لكن بالفعل هؤلاء الثلاثة ليس مجبرين ومعتادين بل مدمنين .
فكل واحد من هؤلاء الأشخاص لديه منظومة من المعتقدات الخاطئة ، ويقوم بسلوكيات إنهزامية يكون من الصعب عليه التوقف عنها رغم معرفته بنتائجها العكسية ، ويكون كل واحد منهم غير قادر على تحمل الإحباطات ويفتقر للمهارات الضرورية للتعامل مع المشكلات في الحياة ، ودائما أي شيء هام بالنسبة إليه هو الإشباع الفوري والمباشر لرغباته ، فأنت ممكن أن تكون معتقد كون الإدمان مقتصر على الفئات الفقيرة أو على أفراد لهم صفات معينة ، لكن الحقيقة غير ذلك ، فالإدمان غير مقتصر على فئات معينة ومن الممكن أن يصيب أي إنسان ، فكلنا معرضين لهذا الوباء ، وهو كوباء له أشكال كثير ، كالادمان الجنسي أو القمار او المخدرات أو الدخان او المشروبات أو...الخ ، فالإدمان له عوامل :
- منظومة معتقدات إدمانية :
كمن حقك أن تستمتع بغض النظر عن الأضرار التي تسببها هذه المتعة للآخرين أو بغض النظر عن إهمالهم أو إنك غير كفؤ لحل مشاكلك .
- الشخصية المدمنة :
نتيجة لوجود المعتقدات الخاطئة فتبدأ تظهر بعض السمات الإدمانية في شخصية الإنسان كالسعي للكمال أو السعي للإستحسان والقبول أو الهروب من المشاعر أو الحساسية المفرطة للنقد والرفض والعجز عن تحمل الإحباط وخيبة الأمل ومشاعر قلة الحيلة وإهمال الذات والميل للعيش في الخداع الذاتي .
- العامل الثالث للإدمان هو عدم كفاية المهارات للتعامل مع المشكلات المعتادة :
نحن لا نتعلم إلا جزء قليل من مهارات حل المشكلات ومواجهتها ، ومن هذه المهارات تحمل الغموض والإحباط في الحياة ، وتقييم الخيارات الموجودة في الحياة ، والتواصل المباشر والأمين والصادق مع النفس والناس ، هذا الذي نتعلم منه إتخاذ الإجراءات البناءة في الحياة ، وغياب المهارات هذه هي من أسباب اللجوء إلى الإدمان لأن الإدمان يوفر حلول سريعة بدل حل المشكلات التي تحتاج لوقت وجهد .
- العامل الرابع وهو احتياجات عاطفية واجتماعية وروحية غير مشبعة :
فغيابها يسبب مشاعر سلبية مزمنة وحالات نفسية سيئة ، والتي تزداد أكثر بافتقادنا لمهارات مواجهة المشكلات وحلها ، وعدم تحمل الفشل والإحباط أو البحث عن مصادر للإشباع .
- العامل الخامس وهو الإفتقار للمساندات الاجتماعية :
فغياب الإحساس بالإنتماء لشبكة من شبكات المساندة كالأسرة أو جماعة أو مجتمع يزيد من عوامل الراحة والجذب التي يسببها الإدمان ، فضع في بالك إن من الحاجات التي يتغذى عليها الإدمان هي الوحدة .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك