كيف يمكن ان تتخلص من الإدمان ؟ ومراحل الشفاء منه - 2 -
- ثاني مرحلة هي الإبتعاد عن الإدمان :
فمعناه هي إكمال الإنسان لبعده عن المخدر ، و يتخذ خطوات فعلية ناحية الشفاء لأن التوقف عن تناول المخدر ليس بمرادف للإبتعاد ، فالشخص محتاج أن يتخذ خطوات عكس اتجاه الإدمان ، ولا يظل واقف بمكانه لأنه اذا ظل واقف بمكانه سيرجع إلى الإدمان وعاداته القديمة ، ومرحلة الإبتعاد هي صعبة جداً لأنه من السهل على الإنسان التوقف لكن ليس من السهل عليه الإستمرار في التوقف والبناء فوقه ، وثلثين من الأشخاص الذين يحاولون التوقف عن الإدمان للأسف يرجعون له خلال ثلاثة شهور فقط لذلك الشخص محتاج إتخاذ خطوات إيجابية ومحددة اتجاه الشفاء ، ومحتاج ايضاً يرحم نفسه لتقبل طبيعة الإدمان ويتقبل حقيقة أنه هو ممكن يسعى للرجوع لمغيرات الحالة النفسية مرة ثانية .
فلا يجلد نفسه ويغرق في رثاء الذات ، فالرحمة في نفسه ستساعده على قبول مرضه والتسليم له ، ومعرفة الحاجات التي تسبب له التوتر والضغوط وتدفعه للرجوع ثانية للإدمان ، وهذا غالباً سيغير نظرته للإدمان من نظرة " أنا شخص سيء يتحول للأحسن " لنظرة " أنا مريض يتماثل للشفاء " ، ويساعده على قبول التعثر ، ويتعلم من أخطائه التي وقع بها و ينتقل ثلاث خطوات ويرجع خطوتين فيثبت خطوة فيكمل في تعافيه ولا يعود لنقطة الصفر .
-ثالث خطوة هي التحسن :
في هذه المرحلة سيقوم الشخص بأكثر من نقطة :
* إدخال مصادر للإشباع الإيجابي للقضاء على البريق الكاذب الناتج عن الحلول السريعة للإدمان ، كالإرتياح قصير الأمد .
* الإلتزام بمبادىء إيجابية في حياته :
كالصدق والأمانة بدل الإنكار والخداع ، وتحمل المسؤولية بدل الهروب منها ، ونقل تجربة التعافي لشخص آخر ومساعدته ، فممكن اعتبار كل هذا تغير تدريجي للقيم ، فالأفكار والأفعال التي كانت مهمة عند الشخص كالكمالية وتناول المخدرات بقيت غير مهمة وحل محلها قبول النفس والتعافي .
أثر الإدمان على الأطفال والمراهقين :
* يؤدي الإدمان إلى ولادة أطفال مدمنين على المخدرات أو متأذين بالتعرض للكحول وهم في أرحام أمهاتهم ، ثم يعيشون بعد ذلك في فقر وفوضى اجتماعية مع الإهمال والاعتداءات والتشرد لأن آباءهم يعانون من المخدرات أو الإدمان الكحولي .
* التسرب من التعليم
* احتمالات متزايدة للأمراض النفسية
* هم عرضة أكثر من غيرهم ليكونوا ضحايا العنف والحوادث وأذى الذات .
* أولاد المدمنين هم المرشحون الأوائل لدخول عالم الإدمان على النيكوتين والخمر والمخدرات ، فالبيئة مشجعة والمواد متوفرة وتقليد الكبار والأصدقاء يسير في هذا الاتجاه .
و الإستعمال المؤقت للمخدر يشترك مع الإدمان في الأضرار ، فيجعل الشخص المدمن يفكر بطريقة معينة تجعله دائمًا يشعر بالنقص ويشعر بالخوف والقلق والاكتئاب ويحتقر نفسه، و يشعر أنه أقل ممن حوله مما يجعله بطريقة غير واعية ينظر أو يتعامل مع المجتمع حوله بنظره أو بطريقة معادية ، فالإدمان يزدهر وينمو في ظروف الحرمان وممكن إبطاله عن طريق البيئة المشبعة والمساندة
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك