حروب تشريع المخدرات 4
حروب تشريع المخدرات 4 |
من مقالنا سنعرف... ما الذي حل بالصين نتيجة كل تلك الحروب؟
وهل ستستطيع التغلب على ظاهرة الإدمان؟.
بعد توقيع معاهدات نانكينج والتدخل الغربي الشديد بالصين الذي ترافق مع انتشار تجارة وتعاطي الأفيون
كل ذلك جعل المواطنين الصينيين مستائين مما حل ببلدهم وحصلت ثورة تدعى ثورة التايبينج التي اشتعلت بأماكن كثيرة بالصين
وأدت إلى أن يستقل جزء من البلاد بحكمه عن الجزء الأخر ،وحصلت حرب أهلية بين الجزئين
رفضت بريطانيا وكل القوى الأوروبية التدخل بحجة أنها لم تتأثر تجارتهم
وفي عام 1856 حصلت الحادثة التي أشعلت حرب الأفيون الثانية
ففي هذه السنة قبضت القوات الصينية على سفينة بريطانية تدعى Arrow كانت تنقل الأفيون
وبموجب اشلقانون الصيني تم مصادرة وتدمير الأفيون
والقبض على طاقم السفينة وحبسه.
موقف بريطانيا من حادثة السفينة
اعتبرت بريطانيا الموقف السابق تعدي على سيادتها وطلبت من الصين الاعتذار عن مافعلته وأن تقوم بدفع قيمة الأفيون الذي دمرته وأن تطلق سبيل طاقم السفينة المسجون على الرغم من أنه كان من المواطنين الصينين
رفضت الصين كل تلك المطالب
مما أغضب بريطانيا وجعلها تستغل حادثة حصلت بالصين وهي إعدام مبشر فرنسي كان يقوم بنشر الكاثوليكية بالصين
تحالفت بريطانيا مع فرنسا وأرسلوا قوات مشتركة قصفت الموانئ الصينية وأنزلو قوات برية بالقرب من بكين
مما أطر الصين للتفاوض لمنع القوات من دخول بكين
فحصل تفاوض في ما بينهم ووقعوا اتفاقية تيان تسين سنة 1858
والتي تُمتع كل من أمريكا وروسيا على الرغم من انهم لم يكونو جزءاً من هذه الحرب، بكل الامتيازات التي سوف تتمتع بها بريطانيا وفرنسا
وشملت الاتفاقية بنود عديدة متوقعة وهي
- استقبال السفراء الأجانب في بكين
- إعفاء السفراء من أداء مراسم الكاوتاو.
- ودفع الصين غرامة حربية.
وأهم البنود التي نصت عليها هذه الاتفاقية هي
- 1- تشريع تجارة الأفيون داخل الصين
- 2-السماح بنقل العمالة الصينية للعمل خارج الصين كنوع من الاستعباد
وبالفعل تم نقل عشرات الآلاف من المواطنين الصينين لأمريكا وهم من قامو ببناء شبكة واسعة من السكك الحديدية التي ربطت القارة الأمريكية ببعضها.
استمرت الصين بتأجيل تصديق اتفاقيه تيان تسين مما جعل بريطانيا وفرنسا يرسلون قوات مشتركة لمهاجمة بكين
فكان لذلك نتائج وهي ..
- التي سقطت على يد هذه القوات إضافة لإحراق القصر الصيفي للإمبراطور الصيني
- وإضافة لإجبار الحكومة الصينية على توقيع إتفاقية جديدة عام 1860
وهي معاهدة بكين والتي كانت مجرد إعادة تأكيد على الاتفاقيات والمعاهدات السابقة.
وهذه كانت النهاية الرسمية لحرب الأفيون الثانية.
ساعدت القوى البريطانية والفرنسية المشتركة الحكومة الصينية بالقضاء على ثورة التايبنج
وبالتالي تقسيم الصين لمناطق نفوذ .
وهنا كانت انتهاء السيادة الصينية بشكل فعلي .
حاول الشعب الصيني القيام بأكثر من ثورة فشلو وتم قمعهم بقسوة
صرحت بريطانيا فيما بعد أن هدفها الاساسي من الحرب لم يكن إجبار الصين على تجارة الأفيون وإنما كان غصب بريطانيا من الغطرسة الصينية التي كانت تتعامل معهم باستعلاء وترفض استقبال ممثلين عن بريطانيا بالبلاط الصيني وتمنع حرية التجارة
دخلت الصين القرن العشرين بعدد يتجاوز ال 120 مليون مواطن صيني مدمن للأفيون
واستمرت الصين بكونها دولة ممزقة وخاضعة للإحتلال حتى الحرب العالمية الثانية .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
وصل الشيوعيين للحكم بالصين ووجهوا كل جهودهم للقضاء على تجارة وتعاطي الأفيون داخل الصين
ونجحوا بذلك ولكن بعدما دفعت الصين ثمن فادح وكانت ضحية أقذر حرب بالتاريخ وأقسى التجارب التي من الممكن أن تمر بها أي دولة.
وهذا ختام اجزاء مقالاتنا الأربع عن حروب تشريع المخدرات ونتائجها...
بقلم نوال المصري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك