رد الفعل على المعاناة والبحث عن معنى لوجودنا وحياتنا
في هذا سنتكلم عن المعاناة التي ليس منها مفر .
الحياة من غير قلق :
عادة ما يسألوا أنت ماذا محتاج لتبقى سعيد ؟
سيقول : أعيش حياتي من غير قلق .
لكن يا ترى لو أمنيت هذا الشخص قد تحققت هل سيبقى سعيد فعلاً ؟ ، فأنت غير محتاج الراحة التامة بل محتاج للقليل من القلق والتوتر لتعيش حياة سوية ، فالراحة التامة لن تسبب غير الملل ، فستحسسك بفراغ وإحباط لن ترى تأثيرها بشكل مباشر ، لكن سيظهر على سلوكك بصورة عامة وسترى نفسك تفتعل مشاكل جانبية ليس لها أي داعي ، لتعوض نقص القلق هذا .
فمنصور بالوقت الحالي لديه إكتئاب على سبيل المثال وليس لديه أموال وعاطل عن العمل ، بنسبة كبيرة سيرى أن إكتئابه هو فقره ، فالإنسان عند الإحساس بأنه لا يقدم شيء سيأتيه إكتئاب ، فالأفضل أن تشغل نفسك بأي شيء ، فلو محتاج لعمل فقم بعمل تطوعي أو تمارس الرياضة فسترى أن الاكتئاب قد ذهب .
رد الفعل :
فتحي قاسي مع أطفاله لأن أبيه كان يتعامل معه بقسوة وهو صغير ، وحامد حنون مع أولاده وأيضا أبيه كان قاسي معه ، فاسمحوا لنا بالبحث وراء السلوكين المتناقضين رغم العلة ذاتها ، توجد نظريات تقول أن الإنسان ناتج لمجموعة من عوامل بيئته وظروفه ، لكن هذا ليس في كل الاحوال ، فمن الممكن الإنسان يخرج من هذه الظروف وهذا السجن ،فالظروف ممكن تجبرك على كل شي لكن هناك شيء واحد لا تجبرك على اتخاذه ، هي اختيارك للطريقة التي تتجاوب فيها معها وموقفك ورد فعلك ، فحياتك كلها نتيجة لقرارك الداخلي وليس ظروفك .
العلاج بالمعنى :
لو سألت الناس في الشارع عن ماهو أهم شي في الحياة ؟ ستلقى إيجابات كثيرة ولا أعتقد أنه سيكون فيه البحث عن معنى الحياة ، فلا يوجد في الحياة كلها ، فلا يوجد في الدنيا كلها ممكن تساعد الإنسان أن يتعدى أسوأ الظروف إلا بالإحساس بقيمة حياته ، ومن المهم جداً أن تبحث عن الحكمة من وجودك ، فالمعنى والغاية سيحققوا لك الإستقرار والأمان النفسي ، فابحث عن المعنى وسط الألم والمعاناة ،
فاسأل نفسك : لماذا أنا عايش ؟
فانظر للإجابة وكبرها ، ولو لم تلاقي إجابة ، فابحث عن إجابة ،
أكيد في حاجة تعطي معنى لوجودك ، حتى لو لم يكن يوجد فاخلق لنفسك معنى ، فالإنسان لديه القدرة على تحمل أي شيء فيها هدف أو غاية ، واسمح للظروف بأي شيء ، إلا أن تفرغ حياتك من معناها ، فالمعاناة تتوقف عن أن تكون معاناة عندما تكتسب المعاناة معنى ، فالمعنى ستجعل الأم تتحمل أي تضحية من أجل اطفالها ، وسيسمح للجندي بالتضحية بحياته من أجل اهله وبلده ، فلو لا تستطيع أن تغير الواقع غير طريقة نظرتك لمعاناتك ،
حاول أان ترى الهدف منها والمعنى فيها ، فمن الممكن تحويل المعاناة لقيمة ايجابية ، ففترات الحروب تكون مأساوية ويوجد فيها إنجازات بشرية ضخمة جداً ، فاضع هدف للمستقبل واتمسك به ، واعمل عليه ، فسيكون هذا الهدف نور طريقك وسط ظلمة الحياة ، فلو خسرت الأمل ستخسر الرغبة ، ولو خسرت الرغبة خسرت الرؤية ، ولو خسرت الرؤية ستخسر الحياة .
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك