الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 3
الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 3 |
لننتقل الى الجانب العملي :
* المواجهة :
فأنا عندما أخاف من الكلب فهذا دليل أن لدي استجابة مشروطة ، فأنني أربط الخوف بالكلب ، فلو تعرضت له في الأول سأبقى قلق لكن إذا تماسكت وحدة وحدة فالتوتر سيقل ، الى حد اكتشافي أن خوفي ليس مبنيا على منطق والكلاب لا تعمل شيء ، وبذلك أعيد برمجة الاستجابة المشروطة التي لدي ، واستبدل الشعور بالخوف عند رؤية الكلب بشعور آخر ، والتعرض هذا يجب أن يكون ببيئة محكومة جداً .
نحن نعمل هرم ونرتب به درجات الخوف بحيث يبقى في الأول أقل درجات الخوف ويبقى في الأخير أعلى درجات الخوف ، فأنا اخاف من الحقن ولدي فوبيا منها فسأعمل الهرم بالشكل الذي يكون فيه مجرد التفكير بالحقن هو أدنى درجات الخوف وبعده مشاهدة صور الحقن وبعده مشاهدة شخص يأخذ الحقنة في فيديو وبعده مشاهدة شخص يأخذ الحقنة في الحقيقة وبعده أمسك الحقنة بيدي من غير ما آخذها وبعدها آخذ الحقنة في ذراعي ، فقد رسمنا الهرم لنبدأ بالتعرف عليه من أسفل الدرجات لأعلاها .
بأول السلم ستبقى غير مرتاح لكن درجة درجة سترى أن استجابتك المشروطة على الخوف ستقل ومع التعرض سترى الخوف شبه انمسح وبقيت أنت المتحكم والمسيطر على الموقف بالكامل وعندما تشعر أنك بقيت هكذا وبقيت تقوم أنت بالنشاط عند درجة الهرم الذي أنت فيه مرتاح بشكل نهائي ولا تشعر بأي خوف هنا ننتقل الى المرحلة التي فوقها ، وعندما تتحدى خوفك فجسمك سيعمل عليك ثورة فيبقى يخوفك وأنت غير مستعد بشكل كافي فالادرينالين سيملأ جسمك وقلبك سينبض بسرعة ، وممكن أن تشعر بدوخة وألم في المعدة ، ولا تبقى تمارس التفكير ، وأنت شبه فقدت السيطرة على الموقف وعلى نفسك ، فلدينا ثلاثة أساليب لمقاومة الثورة هذه لو استخدمتهم ستستعيد السيطرة وتسترجع هدوئك :
* أول سلاح هو تمارين التنفس
وقائم هذا على نقطتين : التنفس العميق والتركيز عليه ، فأنا آخذ شهيق بعمق عن طريق الأنف لمدة خمس ثواني وحاول اتخيل الهواء وهو يدخل للرئتين وبعدها أقوم بالزفير وحاول أن تركز على حركة الزفير وهو خارج ولو كررت الموضوع عدد من المرات سترى أن قلبك عاد نبضه لمعدله الطبيعي وأنت بدأت تشعر بالهدوء قليلاً .
* ثاني الاسلحة هو الشد التطبيقي
، فأنا أقوم بشد عضلات جسمي كلها لمدة عشر ثواني وبعد هذه الفترة أُرخيها لمدة نصف دقيقة وأعود لشدها مرة أخرى وأكرر الموضوع خمس إلى ست مرات فسأرى نفسي بقيت أهدأ بكثير ورجعت سيطرت على جسمي مرة أخرى ، فهذا السلاح مفيد لك لو خوفك قوي لدرجة إيصالك للإغماء ، فلو شديت عضلات جسمك ورخيتها بالتناوب فستقاوم بصورة كبيرة أنك توصل للمرحلة هذه .
*ثالث الأسلحة هو المشتتات المعرفية :
فنحن استخدمنا السلاحين أعلاه ونجحوا ، فنريد أن نبعد عقلنا عن التفكير بالطريقة التي أوصلتنا للثورة ، فنبعد تركيزنا عن مصدر القلق ونركز على مواقف أخرى ، فمن الممكن أن تعد من الواحد الى المئة ، تسمع شيء أنت حافظه ، تسأل نفسك أسئلة بسيطة لتجاوب عليها وهكذا .
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك