هل يجب الحصول على شهادة في التربية قبل إنجاب الأطفال ؟ كيف أحصل عليها ؟
هل يجب الحصول على شهادة في التربية قبل إنجاب الأطفال ؟ كيف أحصل عليها ؟ |
عندما تعين طبّاخاً للعمل لديك
تشترط أن يكون ماهراً في الطبخ ، و عندما تعين سائق تشترط أن يملك رخصة قيادة ، و
عندما تطلب السيرة الذاتية لموظف في الشركة تشترط الخبرة . تخيل أنه عندما يتم
نعيين أب و تعيين أم لا يشترط فيهم شهادات في التربية و إنما يشترط في الأباء و
الأمهات أن يمتلكوا مفهوم و مبادئ و أسس
رئيسية في التربية قبل أن يشرعوا فيها و ينجبوا الأبناء ، و ليس بعد
الإنجاب و كبر الأبنا و يصبحوا عالة على المجتمع بسبب سلوكهم .
كان مبدأ السلف الصالح في التربية
العلم قبل العمل ، و عملية التربية تحتاج إلى علم و فهم و دراسة قبل الممارسة لأن
كثيراً ما يسيء المربي لابنه ويُفسد حيث
يريد الإصلاح .
و لكن يجب بداية أن نجيب عن هذه
الأسئلة الاستكشافية :
1-
كم تقدّر نسبة قدرتك على حماية أولادك من الخطر المحتمل
أن يصيبهم كالتلفاز و الشاشات و الشارع و ما يحتويه ؟
2-
هل تتابع علمياً و طبياً مراحل النمو العقلي و اللغوي
المختلفة و معرفة فيما إذا كان ابنك متأخراً أم لا ؟
3-
هل تستطيع معرفة قدرات ابنك الحقيقية في الانتباه و
التفكير و الادراك دون انحياز ؟
4-
هل تربي ابنك تربية دينية صحيحة و ما هي نسبة تركيزك على
الجانب الديني ؟
5-
هل تستثمر الأوقات المختلفة مع أولادك في الحديث معهم ؟
6-
هل تأخد بعين الاعتبار ملاحظات المدرسات و الاخصائيين
داخل المدرسة ؟
7-
ما مدى اكتشافك لاضطرابات المراحل العمرية قبل أم بعد
حدوث السلبيات ؟
8-
كم نسبة احساسك بأن طفلك مزعج ؟
كل العلوم الحياتية في هذه الدنيا
لها قواعد و لها أساسات المفروض أن نتبعها ، هل من المعقول أن التربية لا تستحق أن
يكون لها قواعد !
أطفالنا نعمة وهبنا إياها الله
سبحانه و تعالى و دوام النعمة و بركتها يكون بالشكر و الحمد ، ليس فقط باللسان و
إنما أيضاً بالأفعال و أول فعل يجب القيام به أن نتعلم أساسيات و مبائ كيفية أن
تكون إيجابي مع أولادك .
بداية ما ستتعلمه كيفية التحول من
شخص عادي إلى مربي ، عقلية المربي تنقسم إلى ثلاث مهن أو ثلاث وظائف :
1-
المربي هو طبيب يعالج و يضمد الجروح الجسدية و النفسية
2-
المربي أيضاً مصلح يقوم بعمليات الإصلاح
3-
المربي هو معلم يعطي مهارات و معارف جديدة و قيم
ويجب على المربي ألا يكون :
1-
قاضي يصدر الأحكام على شخصية الأطفال ( كاذب ، مراوغ
...)
2-
سجّان يعاقب فقط ، ليس فقط بالضرب ولكن بتعابير الوجه و
النظرات الحادة و الأصوات العالية
3-
وكيل نيابة أو محقق يضع أبناءه في قفص الاتهام
في دراسة عند المسنين المكئبين
اكتشفوا أن سبب اكتئابهم أنهم لا يقضون وقتاً فترات طويلة مع أبنائهم ليتكلموا
ويتبادلوا الأحاديث معهم، وعندما بحثوا في طفولة هؤلاء الأبناء اتضح أن آباءهم لم
يكونوا على مقربة منهم عندما كانوا صغاراً.
و لتكسب محبة ابنائك يجب أن تكون
أباً ممتع ، فالنفس البشرية تميل إلى الراحة و تنفر و تبتعد عن الألم و الحزن .
لذا يجب أن نفهم طبيعة الأطفال ،
فهم عندما يقومون بالأمور المزعجة يكونون ذو مقصد إيجابي ؛ فالطفل لايملك المكر و
الخبث و 90 % من سلوكهم ينبثق من احتياجات نفسية غير مشبعة و اهمها الاعتبار و
الاهتمام . و لنستذكر قوله تعالى " و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"
تمارس الأمهات مؤخراً ما يسمى
بالرعاية و ليس التربية ، فالتربية تختلف اختلافاً كبيراً في تغيير القناعات و
الطموحات ، و تعديل السلوكيات و طريقة فهمه للحياة ، و طريقة اتجاهه لتحقيق
طموحاته و أحلامه من خلال فهم ميوله و تلبية احتياجاته و إيجاد القدوة له من خلال الأشخاص أو
حتى القصص ؛ من منطلق (كل مولود يولد على الفطره ف أبواه يهودانه أو ينصرانه أو
يمجسانه)
البيئة المنظمة تنتج أبناء لديهم
ثقة بالنفس و مهارات قيادية وقدرة على الاعتماد على الذات ، لذا كانت التربية
السليمة هي تعزيز الفطرة و التأكيد عليها .
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك