هل يمكن الإنتقال للعيش على المريخ ؟
هل يمكن الانتقال للعيش على المريخ ؟ |
كيف بدأ الأمر ؟..
قبل عدة سنوات صرح الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بأن أمريكا على وشك ارسال رحلات فضائية مأهولة بالبشر إلى المريخ في ثلاثينيان القرن الواحد والعشرين , ولكن المختصين يرون بأن الأمر قد يأخذ وقتاً أطول فالرحلات المأهولة إلى المريخ قد لا تبدأ قبل خمسينيات القرن الحالي .
ولكن وبغض النظر عن ذلك فإن انطلاق الرحلات المأهولة إلى الفضاء قد أصبح أمراً ممكناً ولقد بدأ بعض أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة يستثمرون في هذا المجال .
ماهي التطورات التي طرأت على هذا الموضوع ؟
تطورات كثيرة حصلت حول المريخ في محاولة ذهاب البشر إليه ففي عام 2016 تمكنت وكالة الفضاء الأوروبية من اطلاق مركبة فضائية تتألف من جزأين الأول انفصل عن المركبة الأم واطلق ليأخذ مداره حول المريخ في حين أن الجزء الثاني تمكن من العودة إلى الأرض والهبوط عليها بسلام ودون أية مشاكل وهذه سابقة لم تحدث من قبل .
وبعد ذلك تمكنت مركبات أخرى من الهبوط بنجاح على المريخ وبدأت بدراسته .
كل ذلك يمهد الطريق أمام إطلاق مركبات فضائية مأهولة تهبط على المريخ ثم تعود إلى الأرض بسلام و إن كانت التحديات والمعوقات لا تزال كثيرة فإن تحقيق ذلك ليس مستحيلاً مع التطورات العلمية الهائلة التي نشهدها كل يوم .
هناك الآن عدة مشاريع تحاول الوصول بالبشر إلى المريخ ومنها المشروع المسمى مارس 1 ( المريخ 1) الذي يهتم بنقل البشر إلى المريخ بهدف استعماره أي دون العودة إلى الأرض وذلك بارسال مجموعة من البشر على شكل دفعات بحيث تضم كل دفعة أربعة أشخاص بفاصل زمني مقداره سنتين بين كل دفعتين متتاليتين والملفت للانتباه أن آلاف البشر أبدو رغبتهم بالتطوع للقيام بهذه الرحلة بدون عودة .
ولكن الذهاب إلى المريخ بدون عودة رغم صعوباته الحالية الكبيرة يعتبر أسهل بكثير من الذهاب والعودة إلى الأرض فالعودة تتطلب الكثير من التجهيزات والتقنيات التي لا تزال غير متوفرة حتى الآن .
إحدى أهم الصعوبات التي تواجه الرحلات إلى المريخ
هي الزمن
فبالسرعات المتوفرة حالياً للمركبات الفضائية ستستغرق الرحلة من الأرض إلى المريخ حوالي سبعة أشهر ورحلة العودة تحتاج إلى مثلها ولاعتبارات كثير لا يمكن الوصول إلى المريخ والعودة قبل مضي سنة على الأقل ما يعني أن كامل الرحلة قد تستغرق سنتين ونصف وهذه الرحلة ستحتاج الكثير من المؤن والوقود والماء والهواء وغير ذلك .
وفي حال وصل البشر إلى المريخ للإقامة عليه فهناك تحديات كثيرة تنتظرهم مثل تامين الماء والهواء والغذاء ودرجة الحرارة المناسبة والحماية من الأشعة الكونية والأجسام الفضائية وغير ذلك الكثير فالاقتراح المطروح هو بناء مستعمرات وتجهيزها بكل ما يلزم للحياة قبل إطلاق مثل هذه الرحلات .
بعض المتحمسين للفكرة يأخذهم الحماس والتفاؤل ويظهرون رغبتهم بالتطوع لهذه الرحلات ولكن هؤلاء الناس لم يجربوا أبداً العيش لمدة سنة كاملة داخل غرفة ضيقة مثل المركبة الفضائية .
أهم صعوبات تحقيق هذه الرحلات :
1) خطر الأشعة الكونية :
تعرض الدماغ لهذه الأشعة لمدة عدة اشهر ستؤدي إلى تلف جزء منه ما يفقد الانسان قدرته على التركيز والتذكر والتفكير السليم وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بأورام سرطانية .
2) العيش في الفضاء بدون جاذبية
لعدة أشهر سيؤثر كثيراً على العضام فقد تفقد العضام قوتها وتصبح غير قادرة على حمل الجسم وتتعرض للكسر .وكذلك سيؤثر على العضلات وخاصة عضلات الرئتين ما يجعل التنفس أمراً صعباً .
3) النزول على المريخ
ليس سهلاً أبداً وخاصة مع حمولة كبيرة من البشر والوقود و المؤن .
4) التكلفة
مثل هذه الرحلة قد تصل إلى مئة مليار دولار .
🔬 بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك