لا تكبل نفسك بالحجج "من كتاب أوقف الأعذار"
- الجزء الأول -
 |
| لا تكبل نفسك بالحجج "من كتاب أوقف الأعذار" |
يوجد بطبيعتنا البشرية دائماً قسم للمبررات فعند ارتكابنا لشيء ما خاطئ فإنها مباشرة تبحث عن التبرير..
فإذا سألنا السارق عن سبب سرقته سيخبرك بأن الظروف صعبة وأنا محتاج وكذا وكذا....
ولكن دعني أخبرك أننا نفعل ذلك أحيانا بحق أنفسنا. فنحن دوما نخترع أسباب ومبررات لعدم قيامنا بالتغيير اللازم أو التطوير المناسب فنبدأ بسلسة من الأعذار، بأنَّ طبعي لا يلائم هذا التغيير، ظروف البلد لا تلائمني، أشعر بأن القدر ضدي.. وغيرها من الأعذار الواهية التي تجعلك مجرم في حق نفسك.
كيف نتخلص من هذه الأعذار؟
أولاً عليك أن تفهم بأن طريقة التفكير هذه جعلت لك نظام مكافآت نفسي وأنت عملت على تطويره دون وعي منك ومن هذه المكافآت مثلا:
الأمان:
فأنت بتفكيرك هذا لجأت إلى الطريق السهل الذي يضمن لك عدم الخطورة ويجعلك منطوٍ على نفسك داخل دائرة الأمان الوهمية التي أحطت نفسك بها. فأنت لماذا تحاول تجريب شيء مجهول قد تفشل فيه؟
لماذا تجلب لنفسك الصداع والتوتر والخوف؟ وبذلك هذه الأفكار قد جعلت لك سور حماية من شيء قد يكون مقلق أو متعب.
التلاعب:
فمثلا تبدأ باختلاق أعذار مثلا أنا غير مهيأ لهذا العمل، أنا لا أستطيع الصمود، أنا لست مثل هذا الشخص وتحفز الآخرين ليقوموا بهذا العمل وهذه الفكرة أتت منذ الطفولة عندما كنت تتلاعب على والديك ليقوموا بالمهمات عنك.
اللوم:
أنت تلوم لتجعل ضميرك مرتاح فتبدأ بلوم الظروف أو الأشخاص فمثلا هذا المجال لا يعمل في بلدي، أو مثلا الحالة الاقتصادية صعبة، لماذا أتعلم إن كنت سأحصل على راتب قليل؟
الحماية:
وهنا تعني قلة مسؤوليتك تجاه التغيير فأنت منذ الصغر قد تعودت على تقديم الحماية لك من أهلك وأي شيء ستفعل سيكون بموافقتهم فأنت قد أخليت مسؤوليتك ووفرت لك هذه الأفكار المكافأة بأنك محمي وأنت ليس عليك تحمل مسؤولية التغيير.
وأما الحجج التي تغذي الأفكار والمكافآت المقدمة لك هي:
الصعوبة:
فأنت دوما تقول بأنَّ التغيير صعب ولكن حقيقة استمرارك في الوضع نفسه أصعب بكثير من التغيير.
فمثلا أنت تريد تقليل الوقت على السوشيال ميديا لما فيها من أخبار مزعجة ولأنها تلهيك عن الدراسة فأنت عند استمرارك باستخدام السوشيال ميديا أنت تضيع وقتك وترهق عيناك وتراكم عليك الدراسة وربما ترى أخبار مزعجة، ولكن عند ترك السوشيال ميديا أنت تفعل شيء واحد وهو ترك هاتفك فقط.. فهنا أنت تخبر نفسك بأنَّ هذا الأمر صعب قبل أن تجربه حتَّى وأي شيء تخبر نفسك به بأنَّه صعب قبل تجربته فتأكد بأن عقلك يخترع لك الأعذار فقط….يتبع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك