هل يمكن السفر عبر الزمن ؟
- الجزء الأول -
 |
| هل يمكن السفر عبر الزمن ؟ |
ما أكثر أفلام وروايات الخيال العلمي التي تناولت فكرة السفر عبر الزمن سواءٌ نحو الماضي أو نحو المستقبل وما أكثر الفرضيات التي قدمتها...
فهل هذه الفكرة معقولة ؟
هل هي ممكنة من الناحية النظرية و المنطقية على الأقل؟
أم أنها ستبقى مجرد خيال وحلم لا يمكن بلوغه أبداً؟
بدايةً
يجدر الانتباه إلى أن الحديث عن السفر عبر الزمن كان نادراً جداً عبر التاريخ ونكاد لا نجد من تحدث عنه لا من جوانب أدبية ولا من الناحية العلمية حتى نهايات القرن التاسع عشر عندما ظهرت رواية آلة الزمن.
ولعل السبب بذلك يعود إلى عدم تبلور فكرة الزمن إلا حديثاً, وخاصةً بعد الثورة الصناعية وظهور الكثير من الآلات والنظريات
فبدأ الانسان يلاحظ تغير حياته وراح يفكر بالمستقبل والشكل الذي سيكون عليه,
ولكن النقلة الحقيقة كانت ظهور نظرية النسبية
فهذه النظرية هي أكثر نظرية اهتمت بالزمن واعتبرت الزمن بعداً رابعاً
و لا يمكن تصور المكان بدون الزمن
وأطلقت مصطلحاً جديداً هو مصطلح ( الزمكان )
وكذلك تقول هذا النظرية بأن لا شيء يستطيع السفر بسرعة أكبر من سرعة الضوء و لاشيء يستطيع الاقتراب من هذه السرعة لأن الجسم المتحرك بسرعة الضوء ستكون كتلته لا نهائية
ولتحريك جسم كتلته لا نهائية يجب تزويده بطاقة لا نهائية وهذا مستحيل عملياً ولذلك لا يمكن السفر بسرعة الضوء,
ولكن ماذا لو فرضنا أننا استطعنا بلوغ سرعة الضوء فماذا سيحدث؟
بحسب نظرية النسبية فإن الجسم عندما يتحرك بسرعات كبيرة فإن الزمن سيتباطأ بالنسبة له وكلما زادت سرعته أصبح الزمن أبطأ وإذا بلغت سرعته سرعة الضوء توقف الزمن بالنسبة له أي لو تحرك شخصٌ ما بسرعة الضوء فإنه لن يكبر أبداً.
ولكن لو تحرك الشخص بسرعة قريبة من سرعة الضوء فإن الزمن بالنسبة له سيمر أبطأ من الزمن بالنسبة لشخصٍ ثابت فيمكن القول نظرياً بأن الشخص المتحرك بسرعةٍ كبيرةٍ لو غاب لمدة عامٍ واحدٍ عن الأرض فعند عودته إليها سيكون قد مر عشرات السنوات على سكان كوكب الأرض
فكأنه سافر إلى المستقبل ......أي سافر عبر الزمن .
قد يبدو هذا غريباً ولكن المفارقة الأغرب أنه لو استطعنا الحركة بسرعة أكبر من سرعة الضوء فعندها سيصبح الزمن سالباً أي سيمضي الزمن إلى الوراء, ويمكن عندها السفر إلى الماضي.
فنظرياً إذاً يمكن السفر عبر الزمن إلى الماضي و المستقبل ولكن ذلك نظرياً فقط,
فمن الناحية العملية يستحيل بلوغ سرعة الضوء فكيف يمكن تجاوزها؟
" إقرأ المزيد " لتعرف أكثر
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك