- الجزء الرابع -
لحظاتٌ مؤثرة:
بعد حوالي الساعتين عاد الرائدان إلى المركبة يحملان الكثير من العينات و الصخور ولكنهما قبل المغادرة تركا لوحةً تذكاريةً كتب عليها:
"هنا وضع رجالٌ من كوكب الأرض أقدامهم على سطح القمر لأول مرة في يوليو 1969، لقد جئنا بسلام ومن قبل البشرية جمعاء"،
كذلك تركا ميدالية تمثل المركبة أبولو1 لتخليد ذكرى زملائهم السابقين الذين قضوا نحبهم في حادثة احتراق تلك المركبة،
وتركوا أيضاً ميداليةً تمثل رائد الفضاء السوفيتي كوماروف الذي مات خلال رحلة تدريبية إلى الفضاء،
وكذلك تركوا ميداليةً تمثل رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين الذي كان أول انسانٍ يصل إلى الفضاء الخارجي
والذي توفي قبل ذلك بحوالي سنة،
وتركوا أيضاً غصن زيتونٍ ذهبيٍ،
وكل ذلك لكي يعلنوا بأنهم وصلوا إلى القمر باسم البشرية كلها وبأنهم دعاة سلامٍ وليست لديهم مخططاتٌ عسكريةٌ من خلف ما فعلوه.
رحلة العودة:
انطلقت المركبة النسر من القمر
والتحمت مع المركبة الأم بنجاح ثم دارت المركبة حول القمر عدة دورات وعادت إلى الأرض لتسقط في المحيط الهادي يوم 24 يوليو \ تموز \ 1969 الساعة 4.50 بعد الظهر بتوقيت غرينتش بعد رحلةٍ استغرقت ثمانية أيام وثلاث ساعات.
بعد التقاط الرواد الثلاثة من المحيط الهادي تم وضعهم في حجرٍ صحي لمدة أسبوعين تجنباً لحملهم أية ميكروبات أو أمراض من الفضاء وبقيوا تحت المراقبة الدقيقة حتى التأكد من سلامتهم ومن عدم ظهور أية آثار جانبية عليهم.
رحلات أخرى إلى القمر:
بعد الرحلة أبولو11 توالت الرحلات الأمريكية إلى القمر فكانت الرحلة أبولو12 بعدها بأربعة أشهر فقط وقد أمضت مدةً أطول وجاءت بعينات أكثر.
أما الرحلة أبولو13 فقد تعرضت لخللٍ كبير كاد أن يودي بالمركبة و بحياة الرواد ولكنهم نجحو بأعجوبة من العودة سالمين دون النزول على القمر رغم الوصول إليه.
بعد ذلك استمرت الرحلات لمدة عامين تمكن الأمريكون خلالها من النزول على القمر ست مرات
كما اصطحبوا معهم مركبات صغيرة مكنتهم من التنقل بسهولة ولمسافات بعيدة على سطح القمر كما سمحت لهم بجلب كميات كبيرة من الصخور والعينات حتى قررت ناسا وقف رحلاتها إلى القمر في يناير 1972
فكانت الرحلة أبولو17 آخر رحلةٍ مأهولةٍ إلى القمر لأن تكرار تلك الرحلات لم يعد ضرورياً خاصةً مع تكاليفها العالية وحجم المخاطر التي يتعرض لها الرواد.
أما أهم ما فعله الرواد على القمر
فهو جلب العينات وزرع التجهيزات وآلات التصوير ومجموعة من المرايا الليزرية التي أكدت بأن القمر يبتعد عن الأرض بمعدل أربعة سنتيمترات كل سنة.
كانت ردود أفعال الناس متفاوتة على قرار ناسا بإقاف رحلاتها إلى القمر
فكثيرٌ من الناس أرادوا الاستمرار بها حتى أن بعض العاملين في ناسا قدموا استقالاتهم احتجاجاً على ذلك لأنهم كانوا يطمحون لبناء محطةٍ على القمر تكون قاعدة انطلاقٍ نحو المريخ
ولكن قرار ناسا كان لأسبابٍ ماديةٍ بحتة.
وبهذا طويت صفحةٌ رائعةٌ وانتهت إحدى أعظم الملاحم التي قدمتها البشرية والتي بدأت بالخطاب الذي أطلقه جون كندي قبل عشرة أعوام.
كلمة أخيرة:
اليوم وبعد حوالي أربعين سنة على آخر رحلة مأهولة إلى القمر أصبح في العالم عدة دولٍ تجوب الفضاء
فبعد السوفيت و الأمريكين دخل الصينيون عصر الفضاء ثم تمكن الهنود من اللحاق بهم و الهبوط على القمر برحلة غير مأهولة.
إذا أعجبك المقال فشاركه مع أصدقائك
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك