هل يمكن السفر عبر الزمن ؟
- الجزءالثاني -
هل يمكن السفر عبر الزمن ؟ |
عرفنا في " المقال السابق " بأنه نظرياً يمكننا السفر عبر الزمن إلى الماضي و المستقبل ولكن ذلك نظرياً فقط
فمن الناحية العملية يستحيل بلوغ سرعة الضوء فكيف يمكن تجاوزها؟
لنظرية النسبية العامة رأياً آخراً...
فقد جعلت الأمر يأخذ بعداً جديداً, فتقول هذه النظرية بأن الجاذبية تؤثر على الزمكان ( الزمان والمكان )
أي أنها تؤثر في الزمان بشكلٍ خاص فتجعل الزمن بالقرب منها أبطأ من الزمان بعيداً عنها أي يمكن باستخدام حقول الجاذبية الاحتيال على الزمن وبالتالي يمكن السفر عبر الزمن ولكن نظرياً فقط حتى الآن.
بناءً على معطيات النسبية العامة ظهرت فكرة الثقوب الدودية التي تفترض وجود مايشبه الثقوب التي تنقل الوجود من زمانٍ إلى زمانٍ آخرعن طريق جاذبية عالية جداً,
فيمكن عبر هذه الثقوب القفز من مكانٍ ما إلى نفس المكان ولكن بزمنٍ آخر,
أو الانتقال من هذا المكان إلى مكانٍ آخر بعيدٍ جداً بلمح البصر.
جميع أبحاث ودراسات ومعادلات النظرية النسبية تقول بأن السفر إلى المستقبل قد يكون ممكناً ولكن العودة إلى الماضي غير ممكنة.
بعد أينشتاين
جاء أحد علماء المنطق و كان زميلاً له ويدعى ( كورت غوديل ) وقال بإمكانية السفر إلى الماضي أيضاً وذلك بفرض أن الزمكان كله في حالة دوران دائمة أو أنه مستقر ولا يتحرك أبداً ولكن ذلك من ناحية رياضية فقط ولا يمكن حدوثه من الناحية الفيزيائية.
علماء آخرون جاؤوا بعد اكتشاف النظرية الكوانتية وأكدوا بأن السفر عبر الزمن إذا أصبح ممكناً يوماً ما فسيكون ذلك إلى المستقبل فقط ولكن العودة إلى الماضي فلن تكون ممكنةً أبداً.
ما هي تداعيات العودة إلى الماضي ؟
لو استطاع أحدٌ ما السفر إلى الماضي والتقى بنفسه فهذا يعني أن نفس الكتلة موجودة في مكانين مختلفين وبنفس الوقت وهذا غير منطقي وغير ممكن.
كذلك لو سافر أحدنا إلى الماضي وغير شيئاً ما فإن ذلك سيغير حتماً في المستقبل, فمثلاً لو سافر أحدٌ إلى الماضي وقتل جده وهو صغير فهذا يعني بأن جده لن ينجب والده وبالتالي فهو لن يولد أبداً فإذا كان غير موجود فكيف له العودة بالزمن ليقتل جده؟
هذه مفارقات غريبة تثير الكثير من الدهشة وتجعل السفر إلى الماضي غير ممكن حتى من الناحية الفلسفية.
في عام 1991
قدم ستيفن هوكنغ - وهو معروف بتنبؤاته - فرضيةً ليست جديدة ولكنه بلورها فقال بضرورة وجود مبدأ في الكون يمنع وجود مفارقات تجعل العلم يدور في حلقة مفرغة وقد سماها فرضية حماية التسلسل الزمني.
هل يمكن اختبار فكرة السفر عبر الزمن؟
علمياً ونظرياً فقط يمكن السفر عبر الزمن نحو المستقبل فقط بفعل تأثير الجاذبية الهائلة ولكن الحقيقة المؤسفة هي أن الجسم البشري لا يستطيع احتمال مثل هذه الجاذبية ولا حتى يمكنه احتمال سرعات كبيرة تقترب من سرعة الضوء.
بعض العلماء يقولون :
لو كان السفر عبر الزمن ممكناً نحو الماضي لوجدنا شخصاً ما جاء من المستقبل, وبرغم ادعاء بعض الناس بذلك فإن ادعاءاتهم أثبتت أنها مجرد كذبة .
خلاصة الحديث
فإن السفر نحو الماضي غير ممكن بإجماع غالبية علماء الأرض, أما السفر نحو المستقبل فهو ممكن من الناحية النظرية والفلسفية ولكنه لا زال ضرباً من الخيال من الناحية الواقعية.
هل تؤمن بالسفر عبر الزمن ؟؟؟ وهل تفكر به ؟؟
شاركنا رأيك بالتعليقات
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك