ماذا يحدث لو اختفى القمر؟
ماذا يحدث لو اختفى القمر؟ |
القمر....
هذا الجرم السماوي الجميل الذي ينير ليالينا ويبهج أرواحنا ويمتّع أبصارنا، اعتبره القدماء قطعةً من اللاهوت أو بوابة للسماء أو نافذة لعالم الأرواح،
كم بنيت حوله القصص وقيلت عنه الحكايات ونسجت حوله الأساطير؟
كم من دلالة فكرية وفلسفية يحملها لنا؟
وكم خاب أملنا عندما عرفنا بأنه مجرد كتلةٍ هامدةٍ من الصخور والأتربة؟
وكم عزَّ علينا إذ عرفنا بأن أناساً وصلوا إليه وساروا فوقه؟
كم هي كثيرة المشاعر التي يثيررها فينا و الأفكار التي يزرعها في عقولنا؟
ولكن دعونا نضع مشاعرنا جانباً ونفكر فيه كجرمٍ سماوي اقترن وجوده بوجود الأرض،
فماذا قد يحدث لنا ولكوكبنا لو اختفى فجأةً من سمائنا؟
تأتي أهمية القمر من حجمه الكبير بالنسبة لحجم كوكب الأرض، وهذا أعطاه دوراً كبيراً منذ القدم،
فهو المنبع الرئيسي للضوء في الليل ولا ننسى بأن الكثير من الكائنات الحية تنشط ليلاً وتعتمد على ضوء القمر في مختلف نشاطاتها الحيوية
فلولا القمر لتغيرت خصائص وسلوكيات تلك الكائنات ولانعكس ذلك على غيرها من الكائنات وعلى البيئة حتى، ف
يمكن القول بأن للقمر أثرٌ لا يمكن تجاهله على الكائنات الحية.
تأثيرٌ آخر هامٌ جداً يسببه القمر
وهو دوره الكبير في حركتي المد و الجزر،
ومن المعروف بأن حركتي المد الجزر تلعبان دوراً هاماً في إبطاء حركة الأرض الدورانية حول نفسها
فالعلماء يعتقدون بأن الأرض قبيل تشكلها قبل أربعة مليارات و خمسمئة مليون سنة كانت تدور دورةً كاملة حول نفسها خلال ست ساعاتٍ ونصف فقط
"أي أن طول اليوم الأرضي كان فقط ست ساعات ونصف "
ولكن وبعد أن تشكل القمر بدأت سرعة دوران الأرض حول نفسها تقل مع الوقت حتى أصبح اليوم الأرضي أربع وعشرون ساعةً كما هو الآن،
ومن المتوقع أن يستمر هذا التباطؤ بحيث يزداد طول اليوم بمعدل نصف ساعة كل مئة مليون سنة، مع الانتباه إلى أن القمر نفسه يبتعد عن الأرض بمعدل أربعة سنتيمترات كل سنة، ما يعني بأن دوره وتاثيره سيقل يوماً بعد يوم.
ويجب ألا ننسى دور المد والجزر في التأثير على الكائنات الحية ونشاطاتها وكذلك على التفاعل المتبادل بين الشواطئ ومياه البحار والمحيطات
فمع كل عملية مدٍ تنتقل مواد معينة من المياه إلى الشواطئ ومع كل عملية جزرٍ تنتقل مواد أخرى من الشواطئ إلى المياه.
تأثيرٌ كبيرٌ للقمر لا يمكن تجاهله يأتي من جاذبية القمر
التي تجعل محور دوران الأرض حول نفسها ثابتاً تقريباً، ولو كان القمر غير موجود أو لو كان أبعد أو أصغر مماهو عليه لوجدنا تذبذباً كبيراً في ميلان محورها
وهذا سيؤثر كثيراً على المناخ والفصول ودرجات الحرارة ويجعلها غير مستقرة مما يترك أثراً كبيراً على الحياة وتطورها وربما لم يكن ليسمح بوجود الحياة على الأرض أصلاً.
كذلك يشكل القمر درعاً واقيا يحمينا من الأجرام السماوية الصغيرة
التي قد تسقط على الأرض ولكنه يؤثر عليه بجاذبيته فيمنع الكثير منها من الوصول إلينا.
مالذي يعنيه لك القمر ومالقصص التي تحكيها له ...شاركنا بالتعليقات
إذا أعجبك المقال فشاركه مع الآخرين.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك