- الجزء الأول -
كيف وصلنا إلى القمر ؟؟ |
حلمٌ جميلٌ
السفر إلى القمر حلمٌ راود الإنسان منذ عهدٍ بعيد،
و بعد كتابة القصائد والأشعار التي تتغنى بجمال القمر ودلالاته العديدة كُتبت الكثير من الروايات وقصص الخيال العلمي التي تتخيل تفاصيل الوصول إلى القمر،
ولكن ذلك الحلم لم يتحول إلى حقيقة إلا في الثلث الأخير من القرن العشرين،
حين أصبحت التقنيات اللازمة لذلك متوفرة.
البدايات:
في عام 1957 تمكن الاتحاد السوفيتي من إطلاق قمر صناعي صغير (مسبار) بحجم كرة القدم إلى الفضاء حيث دار حول الأرض وتمكنوا من التواصل معه لاسلكياً فكانت تلك الخطوة هي أولى خطوات البشر في السفر إلى الفضاء،
وبقدر ما كانت تلك الخطوة هامةً بالنسبة للسوفييت بقدر ما كانت بمثابة إحراجٍ كبيرٍ ودافع عظيم بالنسبة للأمريكيين الذين أحسّوا بتأخرهم وتفوق السوفيت عليهم.
بعد ذلك بشهرً واحد تمكن السوفيت من إرسال مركبةٍ فضائيةٍ تحمل كائناً حياً هو الكلبة لايكا
التي لقيت حتفها في تلك الرحلة،
ولكن رحلتها التي كانت صفعةً ثانيةً للأمريكيين كانت أيضاً تجربةً هامةً للسوفيت علمتهم الكثير من الدروس و مكنتهم من تحديد ما غفلوا عنه وما أخطأوا فيه وأدى لموت الكلبة لايكا.
ومرة أخرى وجد الأمريكيون أنفسهم متأخرين ومحرجين، فقرروا بأنه يجب القيام بخطوة كبيرة تعيدهم إلى صدارة العالم في علوم الفضاء
فأنشؤوا وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بميزيانية كبيرة جداً ليس لها مثيل.
في ذلك الوقت كانت الحرب الباردة بين النظام الشيوعي الشرقي متمثلاً بالإتحاد السوفيتي آنذاك والنظام الرأسمالي الغربي متمثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية في أشد حالاتها
فكان لابد من تحقيق إنجازٍ ما من قبل الأمريكيين لحفظ ماء الوجه على الأقل
ولكن السوفيت وجّهوا لهم صدمةً جديدةً في شهر نيسان من عام 1961 حين أطلقوا أول مركبةٍ فضائيةٍ تحمل بشراً إلى الفضاء،
فكان رائد الفضاء السوفيتي الشهير يوري غاغارين أول إنسان يغادر الأرض إلى الفضاء ويدور حول الأرض ويعود سالماً.
تطورٌ هام:
بعد ذلك بشهرٍ واحد فقط وقف الرئيس الأمريكي آنذاك (جون كندي) أمام الكونغرس وألقى خطابه الشهير الذي صرح فيه بضرورة إرسال بشرٍ إلى القمر
ليعود في خطابه الثاني في شهر أيلول \ سبتمبر من عام 1962 ليعلن بأن الأمريكيين سيصلون إلى القمر قبل انتهاء ذلك العقد (أي قبل نهاية عام 1970)
مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت لم تكن تمتلك أقل التقنيات اللازمة لفعل ذلك ما جعل التصريح الذي أطلقه الرئيس كندي بمثابة تحدٍ كبيرٍ ليس للسوفيت فقط بل وللأمريكيين أنفسهم
وقد أعلن كندي بأنهم سيذهبون إلى القمر ليس لأن ذلك سهل بل لأنه صعبٌ جداً.
في شهر أيار \ مايو من عام 1964 أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول مركبة فضاء استطاعت الدوران حول الأرض،
لكن برنامجها الفضائي تعرض لنكسة كبيرة في شهر كانون الثاني \ يناير من عام 1967 حين احترقت مركبة الفضاء أبولو1 مع طاقمها المؤلف من ثلاثة رواد فضاء دون أن تقلع من الأرض وذلك خلال عمليةٍ تدريبية.
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك