هل نظريّة التطوّر تتعارض مع المعتقدات الدينيّة ؟
هل نظريّة التطوّر تتعارض مع المعتقدات الدينيّة ؟ |
نظريّة التطوّر :
هل نظريّة التطوّر تتعارض مع المعتقدات الدينيّة ؟
- أخطاء شائعة كثيرة بين عامّة الناس حول مفهوم التطوّر لأنهم يعتقدون بأنّ فكرة التطوّر تنفي فكرة الخلق وبالتالي تنفي وجود الخالق وهذا غير صحيح, فبشكلٍ عام لا توجد حتى الآن أيّ نظريّة علميّة تنفي فكرة الخلق والخالق, وبعكس ما هو شائع بين الناس فإن معضم العلماء مؤمنون أو متدينون بشكل أو بآخر, وإذا كان العلم يحاول فهم نشأة الكون والحياة فهو يحاول تفسير فكرة الخلق وفهمها ولا يحاول نفيها أو إثباتها فالعلم يعمل بتجرد ومن أهّم مبادئ البحث العلمي التنّحي عن كل ما هو معروف حتى تثبت صحّته أو خطؤه .
الفكرة الجوهريّة حول فكرة التطوّر :
أن الخلق لم يظهر فجأةً ولم تظهر الكائنات الحية بالصورة الّتي نعرفها اليوم وإن كان الناس يتصورون غير ذلك فعليهم إعادة النظر في تصوراتّهم لأن الأدلّة العلميّة و المنطقيّة على نظريّة التطوّر أصبحت كثيرة ومؤكدة ولا تقبل الشك, خاصة مع تطور علم الوراثة وفك شيفرة الحمض النووي وفهم الجينات وعملها.
- كذلك نجد في جميع الأديان الإبراهيميّة أن عمليّة الخلق لم تكن لحظيةً بل أخذت وقتاً طويلاً وعلمياً ثبت أن عمر الأرض هو حوالي أربعة مليارات سنة ونصف بينما عمر أقدم الكائنات الحية أقل من ذلك بكثير أما عمر الإنسان بشكله الحالي فهو لا يتجاوز مئتي ألف سنة.
- إنتقادات كثيرة تتهم نظريّة التطوّر بأنها عشوائية فليس لها وجهة محددة ولا يمكن أن تؤّدي إلى وجود الكائنات الحاليّة وخاصةً البشر.
-لكن الحقيقة مختلفة فالتطوّر يقوم على الإنتقاء الطبيعي ورغم أن الطفرات عشوائيّة فإن التغيّرات المناسبة للبيئة هي التي تبقى وهذا يفسر انقراض الكائنات التي لم تستطع التأقلم مع متغيّرات البيئة.
رأي بعض العلماء المسلمين :
-بعض علماء المسلمين ( وهم قلة ) يقولون بأن نظريّة التطوّر لا تتعارض مع الدين الإسلامي ولكنها بحاجة لفهم صحيح وإعادة قولبة لتتناسب معه, ومنهم مفتي لبنان الذي ألف كتاباً عام 1872 ناقش فيه تأثير النظريات العلميّة الحديثة ومنها نظرية التطوّر على الدين الإسلامي وقال أن الكثير من آيات القرآن تتناسب معها, أما الآيات الأخرى فيجب تأويلها بما لا يتعارض مع الإكتشافات العلميّة المثبتة .
- علماء مسلمون آخرون عاصروا ظهور نظرية التطورّ ولم يعترضوا عليها بل أكّدوا أنها لا تتعارض مع الإسلام ومنهم السيد أحمد خان في الهند , والشيخ الشهير أحمد عبده في مصر الّذي لم يعترض عليها أبداً .
- حديثاً تحدّث الشيخ يوسف القرضاوي عام 2009 عن نظريّة التطوّر فقال ما معناه أن الإسلام لا يمنع البحث في بداية الخلق لأن ذلك إعتراف بالخالق ولو فرضنا أن هناك أنواع قد تطوّرت عن أنواع أخرى فإن ذلك حدث بإرادة الخالق وبحسب سنن الخالق و قوانينه وحتى لو ثبتت نظرية التطوّر ففي القرآن آياتٌ تدخل فيها.
-ويبقى السؤال المطروح بخصوص آدم وحقيقة قصّته, وهنا يمكن فهم آدم بأنه أول كائن عاقل لديه المقوّمات الّتي تجعله إنساناً لديه الوعي الكافي والقدرة الذهنيّة و الروحيّة الكافية لمعرفة خالقه والعالم المحيط به .
بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك