مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/12/2021 08:03:00 م

 نشأة الكون من وجهة نظر العلم 

نشأة الكون من وجهة نظر العلم

 نشأة الكون من وجهة نظر العلم 



منذ أقدم العصور وجد الانسان نفسه في هذا العالم الفسيح وبدأ يتسائل عن سر وجوده 

 من أين جاء ؟

وكيف بدأ كل شيء ؟

وإلى أين سينتهي به المطاف ؟ 

وأسئلة أخرى كثيرة دارت في خلده فراح يبني الفرضيات ويضع النظريات محاولاً معرفة الاجابة .

وقد ظهرت خلال آلاف السنوات محاولات كثيرة لتفسير نشأة الكون والحياة 

وقد كان بعضها مجرد أساطير مثل ملحمة الخليقة البابلية وملحمة جلجامش وقصة الخلق السومرية وقصص كثيرة رواها قدماء المصريين , 

ولكن ما هو رأي العلم في كل ذلك ؟

لقد وضع العلم خلال سنوات طويلة بعض التصورات والتفسيرات لنشأة الكون ولكن أحدث النظريات والأكثر رواجاً اليوم هي نظرية الإنفجار العظيم

 ( The big bang ) فماذا تقول هذه النظرية ؟

يرى العلماء اليوم بأن هذا الكون بكل اتساعه بدأ من نقطة واحدة صغيرة جداً ثم حدث شيء ما يشبه الإنفجار حول هذه النقطة إلى عدد هائل من الأجزاء التي راحت تتمدد وتتباعد حتى أصبح الكون  بشكله الحالي .

والسؤال هنا : 

ما الذي جعل العلماء يعتقدون بأن الكون بدأ من نقطة واحدة ؟ 

وما الذي يدعم رأيهم ؟

بدأ الأمر في عشرينيات القرن العشرين عندما اكتشف العالم هابل مع مجموعة من زملائه بأن المجرات جميعها تتباعد عن بعضها البعض وذلك بمراقبة الضوء الوارد من تلك المجرات 

فقد وجد هابل أن ذلك الضوء ينزاح نحو اللون الأحمر وهذا ما يحدث إذا كان مصدر الضوء يبتعد عنا .

بعد ذلك بعدة سنوات وضع هابل قانوناً يقول فيه إن جميع المجرات تتباعد عن بعضها بسرعات متزايدة تتناسب مع بعدها عن بعضها أي كلما كانت المسافة بين مجرتين أكبر كلما كانت سرعة تباعدهما أكبر .

بناءً على ذلك ...

لو عكسنا حركة هذه المجرات لوجدنا انها كانت جميعاً متمركزة يوماً ما في نقطة واحدة .

وبهذا التصور استطاع العلماء حساب عمر الكون فوجدوه قريباً من 13.8 مليار سنة .وذلك بقياس سرعة التمدد .

ما تعنيه هذه النظرية يبدو مرعباً وغير منطقي فهي تعني أن كل المادة وكل الطاقة الموجودة في الكون كانت في لحظة ما متركزة في نقطة واحدة متناهية الصغر

 فتخيلوا مقدار كتلة هذه النقطة ومقدار الضغط والحرارة التي يمكن أن توجد فيها .

ما الذي حدث بعد الانفجار العظيم :

في اللحظة البدائية كان كل شيء محصوراً في نقطة واحدة فكانت كثافة هذه النقطة لانهائية وضغطها لا نهائي ودرجة حرارتها لا نهائية ثم بدأ التوسع السريع ( يشبه الانفجار

الذي أدى إلى انخفاض درجة الحرارة والضغط والكثافة تدريجياً ما سمح للجسيمات الدقيقة بأن تتفاعل مع بعضها لتنتج البروتونات والنيوترونات والإلكترونات التي بدورها شكلت الذرات البسطة ( الهيروجين الذي يتكون من إلكترون وبروتون فقط

وعندما اندمجت ذرات الهيدروجين مع بعضها تشكلت ذرات الهيليوم . 

بعد ذلك اصبحت درجة الحرارة منخفضة أكثر فأصبحت غير كافية لاستمرار نشوء عناصر جديدة في الكون .

في بعض الأماكن كانت المادة كثيفة بما يكفي لتنجذب المواد إلى بعضها و تتغلب على سرعة التوسع 

فتشكلت أولى النجوم وبداخل هذه النجوم فقط أمكن تكون العناصر الثقيلة مثل الكربون والحديد وغيرها .

ما الدليل على صحة نظرية الإنفجار العظيم ؟

تستطيع هذه النظرية أن تحسب بدقة مراحل تطور الكون ومقدار الطاقة والمادة المتكونة فمثلاً تتنبأ هذه النظرية بأن كمية الهيروجين في الشمس يجب أن تكون بمقدار محدد وعند قياس تلك الكميات بطرق غير هذه النظرية نجدها متطابقة .

تستطيع هذه النظرية أن تتوقع مقدار الطول الموجي للإشعاعات الكونية وعند قياسها نجدها متطابقة .

وهناك الكثير من التنبؤات التي تقدمها نظرية الإنفجار العظيم و تطابق مع القياسات الدقيقة .

لقد حاولت عرض هذه النظرية بشكل بسيط ولكنها أوسع من ذلك بكثير وأكثر تكاملاً وتقدم لنا إجابات على تساؤلات كثيرة حيرت العلماء لمئات السنين .أرجو أن تكونو قد استمتعتم واستفدتم 

شاركوني معلوماتكم بالتعليقات...وشاركو المقال لتعم الفائدة 


🔭بقلم سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.