الشغف .. طاقة الحياة
الشغف .. طاقة الحياة - شهد بكر |
أسئلة كثيرة تُطرح :
(( ما هو شغفي ؟ أهو هذا الأمر أم ذاك ؟.. وجدتُ شغفي و لكن بعد مرور الوقت لم أعد متحمساً إليه ؟ أعتقد أنَّ هذا ليس شغفي الحقيقي ...!! ))
ما رأيكم بطريقةٍ جديدة ، نتناقش بها معاً ، لعلَّ أحدنا يقنع الآخر ..
《استرخِ أولاً ، خذ نفساً عميقاً .. تنفسه من أعماق روحك .. احبسه لثوانٍ معدودة ..و الآن .... زفيرٌ هادئ .... 》
أعتقد الآن زال عنك التوتر حيال هذا الموضوع ، اعلم جيداً أنك تشعر بثقلٍ بشعٍ في ذهنك و أنت تحاول البحث عن شغف حياتك .
لكنَّ القلق ، لن يجدِ نفعاً ، فهذه أنجح طريقة لطرده و عدم وجوده، فالشغف يحدث عن طريق عملية تدفقية .. تراكمية .. لم يخلق هكذا .. وميض لامع في وسط سواد أفكارك .
عادةً عندما تتحدث الناس عن الشغف ، تزرع فكرتين متناقصتين عنه:
إما يكون أبيضاً و إما أسوداً ..
إما الفورية و إما التراجعية ..
إما الوصول و إما العدم ..
و لكنْ حقيقةً ..
الشغف هو عبارة عن طاقات كونية و خليط من أوقاتٍ زمنيّة ، و امتزاجٌ من كلِّ الألوان الفنيّة ..
هو أسلوبُ حياةٍ عمريّة ، فأنت الآن مختلفٌ كامل الاختلاف عن نفسك في المراهقة ..
و الشغف هكذا ، يولد ، ينمو ، يكبر ... و يتطور .
هو رحلةٌ متطورة ، تتطور من خلالها المفاهيم .. " تدريجياً " .
قم بإلغاء فكرة " أوجدتُ شغفي أم لا "
و فكّر على أنه شيء يتطور و يزيد مع الأيام ، شيء يزيد أكثر مع نضجك و وعيك بالحياة .
كيف يمكن للإنسان الاستمرار في عملٍ ما لمدة ٣٠ سنة دون مملٍ أو تعب ؟!
(( ببساطةٍ لأنه وصل لعمق الحبِّ للعمل ))
نحن البشر ، عندما نعشق .. نذوب ..
و عندما نحب .. نحيا ..
فالشغف مرتبطٌ بالقلب ، و القلب متشبثٌ بعنصر النار ، و عنصر النار .. ملتصقٌ .. بالشرارة .
التناغم الطاقي بينك و بين هذه الشرارة .. يطلق لهيباً قلبياً مفعماً بالنشاط و الإبداع .
فمن المستحيل أن تكون حزيناً ، أو مكتئباً .. و تجد شغفك ..
لن تتحمس إليه البتة .. هذا إن رأيته أصلاً بداخلك و أنت بهذه الحالة ..
خذ قراراً و ابتدء من اليوم ...
جرب كل ما هو جديد ، قم باللقاء مع أشخاص جدد .. افعل أي نشاط يجدد طاقتك الروحية .
و لا تغفى عن لحظات النشوة ، لأنها ستكون إشارةٌ إلهيّةٌ لك لتأخذ بيد كيانك و عالمك .. نحو طريق شغفك .
الوعي القلبي هو مفتاح رسالتك ، من خلاله ، ستُفتح أبواب مغلقة .
الشغف لا يعني الراحة و نسيان التعب
الشغف هو لذة الإرهاق لتصادقيه مع الحب .
الشغف يجعلك إنسان مبدع ، لا تبحث عن مردودٍ ماديٍّ ، بقدر بحثك عن إطلاق طاقاتك الإبداعية .
كيف تحافظ على شغفك ؟
منعطفات الحياة ، تجعلنا نميل أحياناً عن الطريق ، عندها نشعر أننا فقدنا أو سنفقد شغفنا ، هناك خمس أفكار لتجديد طاقتك و التحليق مجدداً نحو شغفك :
تذكّر دائماً .. لماذا بدأت ؟ :
قد يتحرك الإنسان لهدفٍ ما بدافع الرغبة ، و قد يتحرك لنهايةٍ ما بدافع الفضول ..
و لكنَّ حركته الوحيدة المستمرة حتى آخر عمره ..
ستكون لدافع المهمة التي أوكل نفسه بها ، و بمعنى آخر .. ستكون لدافع شغفه .
(( كلما كانت كبيرة .. كلما طاقتك زادت ..
كلما نسيت " لماذا ؟ " .. كلما ارتفعت معدلات كلمة " تسويف " في ذهنك ))
لذلك .. اكتب على ورقةٍ ما :
ماذا ينتظرك بالجهة الثانية عندما تجد شغفك و تعمل به ؟
من هم الأشخاص الذين ستقابلهم ؟
ما هي الأماكن التي ستزورها ؟
و من ثمَّ ، دع الورقة تحاوطك في كل مكان ، لتبقى تقرأها .. و تتذكر .. و تتذكر .. و تتذكر ..
أنَّ شغفك ما زال موجوداً .
كن أكثر ثقةً بالعملية :
كثير من الأشخاص المتسرعين يرغبون بالحصول على النتيجة فوراً، لا يمتلكون الصبر الكافي، و هذا ما يطلق عليه مصطلح " السرعة السلبية " ..
و في الحقيقة ، هم يضيعون على أنفسهم روعة الاستمتاع ، و بهذه الطريقة يفقد الهدف معناه ..
إذا بقي هوسك في العملية فقط .. تلقائياً ينجذب عقلك نحو زمن العملية .. و تنسى التركيز على العملية بحدِّ ذاتها .
ضروريٌّ جداً محاوطة نفسك بأُناسٍ إيجابيين و شغفوين :
أكثر خمسة أشخاص تختلط معهم ، هم المؤثرون الأول على نفسيتك ، فحال مجالستهم تتشرب طاقتهم .. و إن كانوا سلبين .. ستخفُّ الطاقة بالتأكيد .
الاستراحات الاستراتيجية:
و ذلك أن تأخذ فترة نقاهة لنفسك ، تجلس معها ، تكافئها ، تثني عليها ، تجعلها مرتاحةً .. حتى تكمل الطريق معك .
و لكن تكون هذه الاستراحات منتظمة ، لا عشوائية و في أوّج العمل ..
اصبر قليلاً .. و بعدها سترتاح و تنتعش .. لتعود بقوةٍ أكبر .
النوم:
الاعتقاد الخاطئ " ليس من الضروري أن تنام كثيراً "
إذا كنت شخصاً قادراً أن يعيش حياته بسعادة و طاقة فقط لنومه مدة ساعتين ، فهذا جيد ..
لكنك إن كنت من الأشخاص الذين ينامون طبيعياً ما بين ٨ إلى ٩ ساعات .. فعليك الالتزام بهذا الموعد من النوم ، لأنك من المستحيل ، أن تبقى بطاقتك الحيوية العالية على الدوام .
أتمنى من قلبي أن تجد شغفك في الحياة ، و تأكد أنَّ الله طالما خلقك و أحضرلك لهذا العالم .. فلا بدَّ من وجود رسالة تقدّمها للإنسانية .
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك