السبب وراء ظهور فكرة العطور عند الفرنسيّين |
سبب إختراع العطور في فرنسا :
بالرغم من أن نجم الأوروبيّون قد لمع في مجالات عدّة إلّا أنَّ سمعتهم لم تكن يوماً ناصعة في مجال النظافة .
في مقالنا لليوم سنتعرّف كيف تعاطى الأوروبيّون وتحديداً الفرنسيّون بأمور النظافة في حياتهم الشخصيّة :
بأوروبّا وتحديداً في العصور الوسطى إنتشرت الكثير من الأمراض مثل الكوليرا والطاعون وإنقرض بسببها شعوب وبلاد كاملة .
- ونتيجة ذلك إنتشر إعتقاد بذلك الوقت بأنّ الماء هو سبب تلك الأمراض وأن الإغتسال يسبب الأمراض البدنيّة والصحيّة وأنّه يجب على الإنسان أن يسّتحم لمرّة واحدة فقط في حياته وغالباً ماتكون هذه المرة عند الزواج .
- وهذا ما ذكره لنا الكاتب Sandor Marai الّذي ولد في بداية القرن العشرين بكتابه إعترافات برجوازي الّذي وثّق به تاريخ القذارة بعصره .
- فكانت رائحة الأشخاص كريهة للغاية وحتى السيّدات اللواتي تهتم بشكلهم ولبسهم وأناقتهم كانت رائحتهم كذلك أيضاً .
- وكانت الحمامات تعتبر غير مهمة أبداً بالبيوت الأوروبيّة ووجودها كان مقتصر فقط على القصور وبيوت الناس الأغنياء فقط .
رأي الملوك وباقي الشعوب وذكر ذلك أيضاً مبعوث روسيا القيصريّة فقال عن ملك فرنسا لويس الرابع عشر أنّ رائحته أكره من رائحة الحيوان البري .
وبالرغم من أن الروسيّين لم يكونو معجبين برائحة فرنسا فأن حالهم لم يكن أفضل، فالرحالة العربي أحمد بن فضلان وصف الروسيّين بعد أن زارهم بأنهم أقذر خلق الله .
وكان الهنود الحمر يضعون الورود في أنوفهم عند لقائهم بالغزات الأوروبيّين بسبب رائحتهم الّتي لاتطاق .
ولم يعد أحد من شعوب الدول الأخرى يحتمل الروائح التي كانت منتشرة بفرنسا وكان من الضروري حداً إيجاد حل
فجارية من جواري الملك لويس الرابع عشر كانت تغمر نفسها بحوض مليء بالعطور لكي لا تتمّكن من شم رائحة الملك وتتخلّص من رائحته !
العطر هو الحلّ الذي وصل إليه الفرنسيّون :
لجأ الفرنسيّون إلى العطر للتخلص من الروائح الكريهة الّتي كانت موجودة بأجسادهم .
ولم يكن هذا هو الإستخدام الأول للعطور فالعطور كانت موجودة في الحضارة الفرعونيّة، وفي الحضارة القبطية، والحضارة الإسلاميّة حيث أن العرب هم أوّل من إستخدم تاج الزهرة لإستخراج ماء الورد، وعلماء العرب هم من إخترعوا طريقة التقطير الّتي ساهمت فيما بعد بتطوير صناعة العطور .
وحتى أن العطور كانت موجودة منذ العصر الحجري حيث كان الإنسان البدائي يقوم بحرق النباتات ذات الروائح الفواحة بهدف تعطير كهوفهم والإستمتاع برائحتها .
فرنسا في عصر النهضة :
لكن بأوروبا وتحديداً بفرنسا كانت بداية صناعة العطور بالأشكال الّتي نعرفها بوقتنا الحالي .
- وفي عصر النهضة كانت فرنسا وتحديداً مدينة Crasse في جنوب فرنسا أهّم دولة بالعالم في صناعة العطور، وإستمرّت هذه المدينة كعاصمة صناعة العطور في العالم حتى يومنا هذا .
شهرة العطور الفرنسيّة :
أصبح ملوك فرنسا أكثر الناس إستخداماً للعطور .
- فالملك لويس الخامس عشر كانت ثيابه قبل أن يرتديها تترك لعدة أيام داخل أواني مملوءة بالعطور، وكان يتم دهن عربته وأثاث قصره بالعطور كل صباح .
- ولشدّة هوسه أمر بتحويل الكثير من المزارع إلى مزارع للنباتات العطرية وهذا ما جعل فرنسا مركز مهمّاً في صناعة العطور وزراعة النباتات العطريّة.
- والإمبراطورة الفرنسيّة Josephine عرفت بحبها للمسك العربي وكانت تستخدمه بكميات كبيرة لدرجة أنه يقال أن الرائحة بقيت في غرفتها وسريرها حتى بعد ٦٠ سنة من وفاتها .
- و Napoleon كان يستخدم 60 زجاجة من الياسمين كل شهر .
وفي القرن ١٥ بِ إنكلترا الملكة إليزابيث الأولى كامت تمتلك حاسة شم قويّة جداً وكانت تكره أيّ رائحة بشعة
فلذلك كانوا صناع العطور يتنافسون بتقديم منتجاتهم لها، وكانت الشوارع ترش بالعطور قبل أن تمشي فيها .
بقلمي نوال المصري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك