الطربوش كيف كانت بدايته ومتى كانت نهايته, وماهي الأزمة الدبلوماسية التي تسبب بها
الطربوش كيف كانت بدايته ومتى كانت نهايته, وماهي الأزمة التي تسبب بها؟ نوال المصري |
ما معنى الطربوش؟
في البداية كان يدعى السربوش وهي كلمة فارسية, ومعناها غطاء الرأس وعندما وصلت الكلمة للعرب تحولت لطربوش .
بداية ظهور الطربوش
وكان يعتبر الطربوش رمز وهوية وليس فقط غطاء يوضع فوق الرأس. ولاأحد يعرف من أين بدأ الطربوش بالتحديد
فتعددت الأقاويل بين أن أول ظهور للطربوش كان في بلاد البلقان بأوروبا في عهد الدولة البيزنطية وبين أنَّه بدأ في دولة اليونان القديمة، وبعدها انتقل الطربوش للدولة العثمانية بتركيا، وكان يرتديه عامة الشعب ولكنَّه كان منتشراً أكثر بين الأغنياء وكبار القوم.
وفي عام 1826 اعتمد العثمانيون الطربوش كجزء من الزي العسكري، ومن تركيا انتقل الطربوش لسوريا ولبنان ومصر ومعظم الدول العربية وكان يدلُّ على الوقار وعلامة الذوق الرفيع، وأصبح جزء أساسي من الزي الرسمي.
وبعد الحرب العالمية الأولى أصبح ارتداء الطربوش في البلاد العربية رمز للوطنية مقابل ارتداء القبعة الأوروبية التي كانت رمز للاستعمار.
وكانت بعض الدول العربية كمصر تستورد الطربوش من بلدان أخرى واستمرت على ذلك الحال لحين تولي محمد علي باشا حكم مصر سنة 1805 وبناءه مصنع لصناعة الطرابيش حتى يكون الطربوش الذي يرتديه الشعب المصري من صنع يديهم، ولكن بعد تفكك دولة محمد علي بالقرن 19 تم إغلاق المصنع وعادت مصر لاستيراد الطرابيش مرة أخرى .
وبسبب الطربوش حصلت أزمة دبلوماسية كبيرة بين مصر وتركيا
ففي سنة 1925 قرر مصطفى كمال أتاتورك إلغاء الطربوش من الزي التركي العسكري الرسمي وأصدر قانون اسمه قانون القبعة الذي يمنع ارتداء الطربوش.
وفي عام 1932 وتحديداً بالعيد الوطني لتركيا أقام أتاتورك احتفال كبير ومأدبة رسمية حضرها دبلوماسيين من تركيا ومن بلاد عديدة أخرى. وفي وسط الاحتفال مرَّ أتاتورك من جانب السفير المصري الذي كان يرتدي طربوش باعتبار الطربوش كان مايزال من الزي الرسمي المصري .. أمر أتاتورك السفير المصري بخلع طربوشه أمام كل الحضور، فقام السفيربخلع طربوشه كنوع من الاحترام لرئيس تركيا وأعطى طربوشه لواحد من الخدم وبعدها غادر السفير المصري الحفلة من غير أن يودع الحضور وبدون أن يستأذن مصطفى كمال أتاتورك حتى.
في اليوم التالي اعتذر وزير خارجية تركيا توفيق رشدي للسفير المصري وأكد له أن الرئيس التركي لم يكن يقصد إهانته وأنه كان يتحدث معه بأخوية ولطف.
وصل الخبر لمصر التي اعتبرت الموقف إهانة لمصر وبدأت الجرائد القومية تهاجم تركيا.
وقرر الملك فؤاد سحب السفير المصري من تركيا احتجاجاً على إهانة الطربوش الذي يعتبر رمز للهوية المصرية.
بقي الطربوش جزء من الزي الرسمي المصري حتى ثورة 1952، وبعد الثورة وتحديداً سنة 1958 أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلغاء الطربوش باعتباره رمز للملكية.
واختفى بعدها الطربوش وبقي من التراث القديم وموجود في الصور القديمة وكتب التاريخ وفي بعض محال بيع الألبسة بالسوق الشعبية
واليوم لانرى الطربوش إلا بالأفلام والمسلسلات التاريخية وفي الأماكن السياحية التي تستخدم الطربوش واللبس الفلكلوري كنوع من أنواع الديكور.
✍🏻بقلمي نوال المصري 🌷
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك