كم مررة تم بناء الكعبة ؟ وهل سيدنا إبراهيم هو أول من بناها تاريخ
كم مررة تم بناء الكعبة ؟ وهل سيدنا إبراهيم هو أول من بناها تاريخ |
عندما ننظر إلى الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام قد يدور بأذهاننا تساؤولات
من الذي بناها ؟
وهل الكعبة الموجودة اليوم هي نفسها الكعبة التي بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام؟
وهل حقاً أنه هو أول من بنى الكعبة ?
إليكم بمقالنا لليوم الإجابة عن جميع التساؤلات السابقة.
اختلف علماء ومؤرخين المسلمين
بتحديد من أول من بنى الكعبة فبعضهم يرجح أن سيدنا آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة ,وعلماء غيرهم يرجحوا أن الملائكة هي التي بنتها قبل سيدنا أدم
, ولا يوجد أي نص قرآني أو حديث نبوي يؤكد من هو صاحب أول بناء للكعبة, ولكن القرآن الكريم ذكر أن سيدنا إبراهيم عليه السلام رفع القواعد
أي أنه كان هناك بناء قد هدم واندثرت معالمه بسبب طوفان سيدنا نوح الذي أغرق الأرض ومافيها
, والله سبحانه وتعالى أمر سيدنا إبراهيم أن يجدد هذه القواعد ويظهر معالمها ويبين حدودها من جديد
أوحى الله تعالي لإبراهيم عليه السلام بمكان الكعبة
( فقال تعالى وإذ بوئنا لإبراهيم مكان البيت..)
فقام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة حيث بنى سيدنا إبراهيم الكعبة عن طريق رص الاحجار فوق بعضهم من غير أسمنت أو طين
وعندما لم يستطع سيدنا ابراهيم رفع الحجارة أكثر للأعلى وقف على حجر ليستطيع إكمال البناء
وبعد أن انتهى وضع الحجر الذي وقف عليه بين أحجار الكعبة ولايزال الحجر حتى يومنا هذا بمكانه وحامل لآثار أقدام سيدنا إبراهيم عليه السلام.
الحجر الأسود
جاء جبريل بالحجر الأسود إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولم يكن الحجر أسود اللون بل كان شديد البياض
(حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك )
وتم بناء الكعبة لمرات عديدة على مدار التاريخ
في زمن قريش
فكان قصي بن كلاب وهو أحد أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم أول من سقف الكعبة حيث كانت الكعبة التي بناها سيدنا إبراهيم بلاسقف
فقام بسقفها بخشب الدون وجريد النخيل ,وأهم بناء للكعبة كان على يد قريش قبل الإسلام
حيث إعادة بناءها أهل قريش وذلك بعد عام الفيل ب 30 عام ....وذلك بعد حدث حريق كبير بالكعبة ناتج عن محاولة إمرأة من قريش تبخير الكعبة , فأشتعلت النار فيها وضعف البناء
ثم جاء سيل حطم أجزاء من الكعبة فأعادت قريش بناءها واتفقوا إلا يدخلو في بناءها إلا مالاً طيباً
من ميزات إعادة بناءهم
- أنهم رفعو الباب عن مستوى المطاف
- وسدو باب الكعبة الخلفي حيث كان للكعبة بابان
- وقامو بسقف الكعبة وجعلو لها مزاباً ليسكب المياه عند هطول الأمطار عليها
- وزادو من ارتفاع الكعبة حيث رفعو بناءها إلى 8 أمتار و 64 سنتميتر بعد أن كان ارتفاعها 4 أمتار و32 سنتيمتر
وقد حضر هذا البناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان يبلغ من العمر حينها 35 عاماً وشارك بنفسه بالعمل
ولما أرادت قريش أن ترفع الحجر الأسود لتضعه في مكانه اختصمت القبائل فيما بينها وكادت أن تقع فيما بينهم حرب وأخيراً اتفقوا أن يضع الحجر أول شخص سيدخل عليهم من الباب
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من دخل عليهم .فحل الخلاف بأن طلب منهم وضع الحجر الأسود منتصف ثوب
وجعل شخص من كل قبيلة يمسك بطرف من أطراف الثوب ويرفعها وهكذا استطاع الجميع رفع الحجر
ثم وضعه النبي صلى الله عليه وسلم بمكانه
وفي عهد عبد الله بن الزبير
أعيد أيضاً بناء الكعبة بعدما تهدم جزء منها أثر الحريق الذي شب بها بعد أن رميت بالمجانيق بسبب الحروب والغزوات التي كانت تحدث بتلك الفترات
وأعيد بناءها كمان كانت بعهد سيدنا إبراهيم عليه السلام
وجلب الزبير لبناءها رخام من صنعاء وزينها بالمسك والعنبر وجعل لها بابين على مستوى الأرض واحد للدخول وآخر للخروج.
وفي العهد الأموي
قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عبد الله بن الزبير فجهز جيش ضخم بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي لمواجهة عبد الله بن الزبير بمكة وقتله.
تحصن بالبداية عبد الله بن الزبير ب الكعبة فقصفها الحجاج بالمناجيق وهذا ما أدى إلى أحتراقها, وبعد أن قتل الحجاج عبد الله بن الزبير وسيطرعلى مكة
كتب رسالة للخليفة عبد الملك بن مروان أخبره فيها أن عبد الله بن الزبير زاد بالكعبة ماليس فيها وأنه جعل لها بابين
, فأمره الخليفة أن يهدم الكعبة ويعيد بناءها إلى ما كانت عليه بعهد قريش ...أي أن يسد الباب الغربي ويهدم مالم يكن فيها
وفيما بعد أحس عبد الملك بن مروان بالندم لأنه سمع حديث منقول عن السيدة عائشة تقول فيه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان برغب بأن يكون للكعبة بابين واحد لدخول الناس والثاني لخروجهم
فقرر هدم الكعبة وأعادت بناءها بنفس الشكل التي كانت عليه بعهد الزبير.
ولكن الإمام مالك منعه بإعتبار الكعبة مكان مقدس سيفقد هيبته من كثرة أعمال الهدم والبناء ومما سيجعل هذا الفعل عادي لأي شخص يريد تغير شي ببناء الكعبة.
في عهد العثمانيين
حصلت أعمال ترميم للكعبة بعد أن أغرقت السيول مكة و وصلت المياه لمترين فوق باب الكعبة الأمر الذي جعل جدران الكعبة تتصدع وتوشك على السقوط
وشارك بعملية الترميم مهندسين مصريين بهدف أن يكون لمصر بصمة ببناء الكعبة, واستمرت عمليات الترميم لمدة 6 أشهر كاملة وانتهوا يوم 1 رمضان.
وفيما بعد وبالرغم من أن أجزاء من الكعبة تأثرت بالجو والمطر فأنها لم تهدم بل كان يجرى ترميمات لهذه الأجزاء
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز
تم إجراء ترميمات بسيطة على يد المهندس منير الجندي الذي غير باب الكعبة وأمر بصنع باب جديد من الذهب الخالص
مع مراعاة ان تكون النقوش والزخارف الموجودة عليه بطابع إسلامي يليق بالكعبة
كلف الباب
12 مليون ريال وبكمية ذهب وصلت ل 280 كيلو جرام وكانت صناعته بمنتهى الدقة والجودة الأمر الذي جعله غير محتاج لأي صيانة دورية
وأخيراً الحكومة السعودية
تولت رعاية الكعبة وصيانتها الدورية ووسعت الحرم
حتى وصل إلى شكله للشكل الحالي الذي نعرفه اليوم
بقلم نوال المصري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك