مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/11/2021 05:56:00 م

 الآلام القاتلة .. الآلام الداعمة

الآلام القاتلة .. الآلام الداعمة
 الآلام القاتلة .. الآلام الداعمة


هنالك بعض الإعلانات هدفها جمع المال فقط ، كالإعلان عن دواء يذهب كلَّ العناء من أيِّ مرضٍ كان .


كنت أقول حال رؤيتي لمثل هذه الإعلانات 

" من العاقل الذي سيذهب ليشتري شيء كهذا دون استشارةٍ طبيّة ؟! " 


و لكن للأسف ، تبيّن لنا لاحقاً ، أنَّ العديد من الناس يشترون ، و دليل على ذلك النجاحات المستمرة لهذا النوع من الإعلان .


و لكننا نعذرهم ، الناس المريضة بأمراضٍ خطيرة مثل السرطان ، غالباً الأطباء يخبرونهم :


 " عليك التعايش مع المرض و الألم "  ..


و عندما يظهر الإعلان الساحر ، الطبيعي ، فوراً يتصل المريض و يحضر الدواء فقط لينتهي من هذه المعاناة التي يعيشها يومياً .


هؤلاء الأشخاص ، لا يفكرون إن كان ما يفعلونه صحيحٌ أم لا ، كل تفكيرهم و تركيزهم ينصبُّ على كيفية العلاج الأبدي  .


اليوم حديثنا ليس عن الإعلانات التي تستغل حاجة الناس ، 

لكن حديثنا عنك أنت ..

عن ألمك المزمن أيّاً كان يكن ..


كيف يمكننا استعادة حياتنا الطبيعية سواء كان موجود هذا الألم أم لا ؟!


لا أريد أن تتحول قراءتك الهادئة لصدمةٍ منذ البداية ...


لكنَّ الحياة نفسها مبنيّةٌ على الألم ..


و بما أنك تتنفس على سطح هذا الكوكب ، تأكد من أنه يومياً أنت معرّض الخضوع لتجربة ما .. تجعلك تعيش بألمٍ حتّى لو كان لحظي ، فما زالتْ الطرقات الوعرة أمامك ، و مازال طريق العمر طويل .

و أيضاً ، لن أهبك الوهم الكاذب ، و هو أنّه في نهاية هذا المقال سيختفي الألم نهائياً و إلى الأبد ، أو ستأتي الحلول السحريّة متساقطةً من هذه الحروف .


دعنا نعرّف معاً .. ما هو الألم ؟


باختصار و ببساطة عن كل التعاريف ...


《 الألم .. هو خبراتٌ شخصيّةٌ متراكمة 》


جميعنا يعيش الوجع بمراحل و تجارب مختلفة ، نفكّر أنه حال الانتهاء منه ، ستنتظرنا السعادة الدائمة ، و لكن هنالك الآلاف من البشر ، أكدّوا بأنَّ التعايش مع الألم جعلهم يفقدون السيطرة و التحكّم على حياتهم .. و استطاعوا إيجاد حلول وسطى .


أجل هم ليسوا ناكرين وجود الألم ، لكن دورهم ليس سلبي ، يعلمون جيداً أهمية مواجهته و التصدّي له عن طريق نظرتهم الإيجابية إليه .


شخصٌ ما ، تحدث معه حادثة نفسيّة معيّنة ، يتأثر بها قليلاً .. أو لا يدعها تتجاوز حدود إخضاعها له أكثر من يوم واحد .


 بالمقابل ، يحدث مع الآخر ، ذات الحادثة ، فيصيبه الاكتئاب .



هنا لا نشير إلى كبت المشاعر ، بل النظر لها نظرةً إيجابية ، فلابد من وجود هذه النظرة و لو بزاويةٍ واحدة .


أنت أكثر إنسان يعي بألمه .. و أكثر إنسان يعرف كيفية التحكّم به ..


هذا للألم العام ، أما الألم المزمن فهو يؤثر على الممارسة الجسديّة لدى الإنسان لأنشطة حياته اليوميّة ..

حتى لو كان لمجرد التواء حدث في القدم ..


فما بالكم بالمرض المزمن ؟!


عندما نصاب بهذه الحالة ، غالباً ما نشعر أننا لوحدنا ، و لا وجود لمرء واحد على هذه الأرض يشعر بنا ..


هذا الأمر غير صحيح ، أنت لست وحدك تعاني من آلامٍ صعبة  .


لا نقول لك هذا الكلام تقليلاً من حجم معاناتك ، بل نحاول إيصالك فقط لفكرة ..

 " أنت لست وحيداً " 


هذا السياق سيساعدك على الصبر و الرضى .


ما رأيك أن نتخيل معاً       " بوابة " ..


بوابةٌ عملاقة ، هي شعور الألم ، يعني أنَّ مقدار فتحك لها يعتمد كلَّ الاعتماد على إحساسك بالمعاناة ..


هنالك عوامل تفتح هذه البوابة ، و عوامل تغلقها ، 

العوامل الفاتحة :


  • ١) العوامل الجسديّة ، كالمكوث الدائم و المستمر في السرير طول الوقت .


  • ٢) العوامل النفسيّة ،  الرفض .. الذي يولّد : الاكتئاب ، القلق ، الخوف .


  • ٣) العوامل العقليّة ، الأفكار المولّدة للملل من أبسط عمل يومي .


  • ٤) التوقعات الغير صحيحة ، مثلاً أن تقول لنفسك " لن ينتهِ الأمر البتة "   .


أما العوامل التي تقفل البوابة ، فهي :


  • ١) العوامل الجسدية ، كالمواظبة على العلاج الدوائي بيقين تام أنَّ الشفاء قادم لا محال .


  • ٢) العوامل النفسيّة ، الاسترخاء ، التفاؤل ، السعادة من أصغر الأشياء ، الأشخاص الداعمين و الإيجابين .


  • ٣) العوامل العقليّة ، الاندماج بالحياة ، إكمال الطريق ، تأدية الرسالة و الشغف .


  • ٤) التوقعات الصحيحة ، تقبّل المشاعر لا الاستسلام لها ، التحكم بمستوى التوتر ، التحرك رغم وجود الآلام فهذا ما يفعله أغلب الناس الذي يمتلكون الإرداة القوية .


قليلاً قليلاً ..

مبدأ التعامل مع الألم سيبقى قائماً على فهم هذان الجانبان ..


《 قلل من عوامل الجانب الأول .. و أكثر من الجانب الثاني 》



هل آلامك داعمة لك ...؟؟؟ شاركنا بالتعليقات عن احدى تجاربك مع الألم ...

وشارك هذا المقال لتعم الفائدة ...


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.