فيروز الحب ...فيروز الحياة
فيروز
مطربة لبنانيّة الأصل غنيّةٌ كامل الغنى عن التعريف ..
كلام ٌ بسيط يلامس القلوب ، يُلّخص حكايات الحب و أساطير العشق ، سنتحدث عنه اليوم .. بمنظوري الخاص :
بدأتْ حكاية الحب مع فيروز
، من كثرة حديث الناس عن هذا الشاب المبهر ، و يظهر ذلك عندما قالت :
《علموني هني علموني .. على حبك فتحولي عيوني 》
خجلت عندما تعرفت عليه ، فعادت إلى منزل أسرارها .. والدتها الحنونة :
《يا أمي .. و مابعرف ليش نقّاني أنا !! 》
و بعد أشهر عدّة ....
بدأ الحبُّ يعيش ضمن خفقات قلبهما :
《 كِبر البحر و بعد السما بحبّك .. يا حبيبي .. يا حبيبي .. بحبك 》
بات هوسها مع الأيام و الليالي :
《 حبيتك تَ نسيت النوم .. أنا حبيتك .. حبيتك 》
《 من عِزّ النوم بتسرقني 》
غاب عنها فترةً قصيرة
لم تعرف كيف يمكنها الوصول إليه ، فقالت لشخصٍ مشتركٍ بينها :
《سلملي عليه .. و قلّو إني بسلم عليه 》
و عندما عاد ، عاتبته بطريقتها اللطيفة :
《 تبقى ميل تبقى أسأل .. متل الأول ضل اسأل ..
الله لا يشغلك بال .. وديلي منك مرسال 》
بذات الأغنية ذكرت إنها تعي جيداً مواراته لحقيقة غيابه ، و أيضاً بهدوءٍ قالت :
《 أنا ما بدي تجي و تقول اعذريني مشغول ..
لفتة من بعيد بتكفيني .. و قلبي إلك على طول 》
(( فيروز لطيفة بالفطرة ))
بقيت النتيجة معدومة ، قررت أن تكتب بنفسها رسالةً تعلم مسبقاً أنَّ حروفها ستعلّق في هواء الصفحات .. دون إجابة
《 كتبت إليك من عتبي رسالة عاشق تعبِ 》
و مع ذلك ، بقيت تنتظر الرد ..
و كأن رده سيصلح ما أفسد الدهر ..
و مضت شهورٌ أخرى ، جزءٌ منها استسلم .. بقلبٍ انفجر من شدة العتب و الحزن ،
غنت :
《 أهواك .. أهواك بلا أمل 》
و للتأكيد على وجوده داخل تفاصيلها و حياتها رغم كلِّ العذاب :
《بعدك على بالي .. يا حلو يا مغرور 》
و أيضاً عندما انتقلت لتفهمه بمدى أهميته في عالمها ، و أنه بمثابة العالم كله :
《 بيتي أنا بيتك .. و ما إلي حدا 》
《 نطرتك عَ بابي و عَ كل البواب 》
و في النهاية وصلت لمرحلة الترجي ، لعلّه يبقى :
《 لا تهملني .. لا تنساني .. ما إلي غيرك .. لا تنساني 》
شعرت بشعورٍ ثقيلٍ قاسٍ على قلبها ، رغم الحب و الانتظار .. ضاع منها :
《 لو بقدر لفتش عليك و لاقيك .. الكذبة .. الغيم المارق و المنفى سمّيك 》
الإخلاص خصلةٌ يتربّى الإنسان عليها ، لتصبح ضمن ما يُدرج تحت كلمة " الأصل "
و أصل فيروز كان و مازال ذهباً عتيقاً ، ظلّت تنتظره ...
رغم الحشد الهائل من الناس أمامها :
《 من بين الكل بتسرقني .. بهرب لبعيد بتسبقني 》
و باتت و أصبحت حتى أمست على تفاصيله الصغيرة التي لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة روحها و فؤادها :
《 قلّو عيونو مش فجأة بينتسوا .. ضحكات عيونو ثابتين ما بينقصُوا !! 》
و هذا ما أعاد إحياء الأمل المريض بداخلها :
《 نطرتك أنا .. ندهتك أنا .. رسمتك على المشاوير .. يا هم العمر 》
و الحنين يشتعل ناراً في صدرها ، شوقاً إليه :
《بتودي الحنين ليليّة الحنين .. يشلحني بالمنفى بعيونك الحلوين 》
و بعد كلَّ هذا ، تأكدت أنها مهما فعلت .. لن يعود ، فأرادت وهبه الفرصة الأخيرة :
《عُودوا قبل ما الجفى .. يغمر ليالي العمُر 》
و من بعدها .. مات الأمل :
《 يا خسارة الحُب .. يا خجلِة الأمل 》
لتغني أغنية الوداع ، لمشاعرها الصادقة :
《 الله معك يا هوانا يا مفارقنا .. حكم الهوا يا هوانا و افترقنا 》
المحزن بالأمر ، أنَّ الحسرة استمرت بملأ شغاف قلبها ،
و أسئلةٌ مضمرة باتت عنواناً لكلماتها :
《 نبقى سوا و صوتك بالليل .. يقلي و أنا عم أسمع ..
بحبك ..
حتى نجوم الليل .. نجمة و نجمة توقع ..
و خلص الحب .. و سكتت الكلمة ..
و تسكر القلب .. ما وقع و لا نجمة !! 》
و بعد طول السنين ، عاد .. عاد ليراها بعد صدفةٍ جمعتهما معاً ، و عندما جلسوا للحديث ،
بدأت فيروز بطريقةٍ أنثويةٍ استفزازيّة :
《 كيفك قال عم يقولوا صار عندك ولاد ..
أنا و الله كنت مفكرتك .. برات البلاد ..
شو بدي بالبلاد .. الله يخلي الولاد .. كيفك أنت !!!》
و عندما عادت بعد اللقاء ، عاد الصراع مجدداً لها .
صراعٌ ما بين العقل و القلب
صراعٌ ما بين الحب و اللا حب
《 إذا رجعت بجن و إن تركتك بشقى .. لا قدرانة فل و لا قدرانة ابقى 》
و عاد لصمته ، و غموضه ، فعادت هي لكبريائها :
《 يمكن أنا مش هي البنت المفكر فيي ..
بس شي اني رح فل رح تتندم عليي 》
كانت تعي جيداً ، و تثق بنفسها ثقةً عمياء .. أنها استثنائية .
و أخيراً ..
استطاعت فيروز و بعد أشواط من التعب و الحزن و اليأس و التناقض و الدموع و العتب و الترجي ، تجاوز إنسان استهلك كل طاقتها الروحية و العقلية و الحياتية :
《 تمرق علي تمرق ..
ما بتمرق ما تمرق ... مش فارقة معاي 》
و بهذا تكون انتهت قصة العشق الجليدي الجديد ..
لا تستهينوا بالأشخاص المتأثرين بفيروز ، و بتفاصيل حروفها ..
فهم تحديداً .. مهما أعطوا .. إن لم يجدوا مقابل .. سيرحلون .. سيصبحون جوهرةً ضائعة من بين يدين الحمقى ...
تماماً .. كالجوهرة الفيروزية .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك