سيدة باريس الحديدية , هل سبق وسمعت بهذا الإسم
سيدة باريس الحديدية , هل سبق وسمعت بهذا الإسم |
خمن قبل أن تبدأ قراءة المقال عن ماذا سيكون موضوعه ياترى؟
كان أعلى مبنى من صنع الإنسان لايتخطى ارتفاعه 171 متر وكان ذلك المبنى هو نصب واشنطن التذكاري.
قررت فرنسا تشيد برج بضعف ارتفاع نضب واشطن
واجه هذا القرارا الكثير من رفض الفرنسييين الذيت اعتبروا أن تشيد بناء بمثل هذا الارتفاع سيسبب كارثة
ولكن على خلاف كل التوقعات تم بناء واحد من أهم وأشهر معالم فرنسا وهو
برج إيفيل
وبالرغم من شهرت هذا البرج إلا أن هناك الكثير الأسرار الخفية والخبايا حول إنشاء هذا البرج والأحداث التي صاحبته على مدار تاريخة
في عام 1889 كانت باريس تستعد لإستضافة معرض عالمي يهدف لاستعراض إنجازات الدول المشاركة ومستوى تقدمها بكافة المجالات
وكان اختيار فرنسا لإستضافة هذا الحدث هو احتفالاً بمرور 100 سنة على حدوث الثورة الفرنسية.
قررالقائمين على المعرض تشييد نصب تذكاري بساحة شامب-دي-مارس بوسط العاصمة الفرنسية باريس
يعكس المستوى الإنشائي للبلاد ويكون بمثابة مدخل للمعروض العالمي, وتوصلو لتشييد برج عملاق بارتفاع 300 متر ليكون أطول مباني العاصمة الفرنسية وأطول بناء على مستوى العالم من صنع البشر.
أقيمت مسابقة لإختيار أفضل تصميم والبدء بتنفيده
ومن بين أكثر من 100 متقدم وقع الاختيار على مشروع من إحدى شركات الإستثمار والمقاولات لمالكها المهندس المعماري جوستاف إيفيل
والجدير بالذكر أن برج وبالرغم من أنه يحمل إيفيل إلا أن الحقيقة والتي لايعلمها أغلب الناس هي أن صاحب هذا التصميم العبقري للبرج ليس جوستاف إيفيل
بل يرجع التصميم إلى اثنين من موظفين شركته وهم اميل نوغير و موريس كيشلين
وسبق أن تعاون موريس مع جوستاف بتصميم الهيكل المعدني لتمثال الحرية الذي تم الاتهاء منه وتسليمه للولايات المتحدة الأمريكية قبل البدء بمشروع البرج بسنة واحدة فقط
بعدما عرض المهندسين التصميم على إيفل أعجب به وقرر شراء حقوق هذا التصميم منهم, وأشرف بنفسه على عملية تنفيذه
وصرف على بناءه أموال طائلة من ماله الخاص, وبالنهاية أصبح البرج باسمه.
كيف كانت ردة الفعل ؟
من لحظة الإعلان عن فكرة البرج المقترح بناءه ثارت موجة جدل كبيرة تحمل بطياتها الإنتقاد والشكوك
فأهل باريس كانوا خائفين من طول البرج الذي سيكون بمدينتهم وغير واثقين من سلامة هذا البرج من الناحية الهيكلية
فبذلك الوقت كان أطول بناء من صنع البشر لا يتجاوز 300 متر
عدد من الكتاب والمثقفين اعتبروا عدم وجود أي فائدة لفكرة البرج واعتبروه أيضاً مضيعة للوقت والأموال
وقامت حملة ضخمة تزعمها كبار الفنانين والأدباء ضد المشروع عند الموافقة عليه وبدء العمل بأساسيات البناء, وشكلو لجمة مكونة من 300 عضو قادهم المهندس المعماري تشارلز غارنييه
تم اختيار عدد أعضاء اللجنة كأسقاط على ارتفاع البرج باعتبار كل عضو باللجنة يمثل متر من ارتفاع البرج
قدمت اللجنة عريضة لوزير الأعمال والتجارة بعنوان فنانون ضد برج ايفل
وحوت العريضة على كلمات وجمل كثيرة أشهرها
نحتج بكل قوتنا وبأسم الذوق الفني الفرنسي الرفيع على الظل البغيض لعمود الصفائح المعدنية عديم الفائدة.
كان رد جوستاف إيفيل أنه قدم لهم مقارنة بين البرج والأهرامات ,حيث كلاهما صروح من بناء الإنسان
ولكن لماذا الصروح العظيمة بمصر تحوز على التقدير والإعجاب بحين يقابلها السخرية بفرنسا.
بدأ العمل على أساسيات البرج عام 1887
وبسبب وجود البرج بالقرب من نهر السن
خاف المهندسون من تسرب المياه للأساسات فصمموا غرف معدنية تحت الأرض لتدعم البرج وتمنع تسرب الماء لأثاثاته
استغرق تشيد البرج 26 شهر بمساعدة بضعة مثات من العمال و 18 ألف قطعة حديدو 2.5 مليون مسمار,
ويقدر وزن البرج ب 7300 طن
ولكن حالياً ومع إحتساب الإضافات التي تمت للبرج من مصاعد وأسلاك هوائية وصل وزنه إلى 10100 طن
وفي 31 مارس عام 1889 تم الإنتهاء من تشييد البرج
وكان جوستاف إيفيل هو أول من صعد 1710 درجة ليتمكن من الوصول لقمة البرج وتثبيت العلم الفرنسي عليها
وفي الموعد المقرر لإحتفال المعرض كان البرج بكامل الإستعداد لإدهاش العالم كله
سمحت الحكومة الفرنسية لجوستاف إيفيل وشركته الاستفادة من البرج لمدة عشرين سنة بهدف إستعادة أموالهم لأنهم دفعوا أكثر من 80 % من التكاليف الإنشائية للبرج
وبعد هذه المدة تنتقل ملكية البرج للحكومة الفرنسية التي كانت تنوي تفكيكه والاستفاده منه كخردة معدنية
حاول جوستاف إيجاد طريقة يثبت فيها أهمية البرج محاولةً منه لعدم تفكيكه
فقرر تثبيت جهاز هوائي أعلى البرج ومول عدة تجارب لمحاولة استخدامه بعملية الإتصالات الاسلكية, وبالفعل كان للبرج دور فعال بإرسال واستقبال الرسائل اللاسلكية وخاصة خلال الحرب العالمية الأولى
, فقررت الحكومة الفرنسية وإدراكاً لقيمته كمحطة مراقبة لاسلكية تجاهل فكرة تفكيك البرج
ويحوي البرج اليوم على أكثر من مئة سلك هوائي لبث الإشارات الإذاعية والتلفزيونية في جميع أنحاء العالم
عدا عن أن البرج ضم مختبر علمي استفاد منه العلماء بدراسة الفلك والأرصاد الجوية.و تم استخدام برج إيفيل كلوحة إعلانية ضخمة
وتم لذلك تثبيت مصابيح ملونة يتم تشكيلها حسب حروف الشركة صاحبة الإعلان
, يتم إضاءة هذة الأضواء يومياً ليظهر اسم الشركة على البرج العملاق وسط العاصمة الفرنسية .
تغيرت ألوان طلاء البرج عدة مرات
من البني المحمر لحظة إفتتاحه للأصفر والكستنائي وغيرها من الألوان وصولاً للون البرونزي عام 1968
فتم إعادة طلائه 18 مرة وبصورة يدوية بمشاركة 25 رسام فقط لاغير وباستعمال فرشاة الطلاء و60 طن من الدهان بكل مرة, وتعتبر عملية الطلاء من أهم الأسباب للحفاظ على البرج من الصدأ
احتفظ برج إيفل بصدارة قائمة أطوال المباني التي من صنع البشر لمدة 41 سنة وبإعتبار البرج واحد من اشهر المعالم السياحية بالعالم فأنه مثّلَ مصدر إلهام للعديد
نسخ إيفل
فتوجد مجموعة من النسخ حول العالم تشبه برج إيفيل
وواحد من النسخ الأولى كان برج بلاكبول بلندن الذي تم افتتاحه بعد خمس سنوات من انتهاء بناء إيفيل,
وبرج طوكيو الذي تم أنشاءه كبرج إتصالات باليابان
وغيرهم
وبالرغم من وجود تشابه كبير بين النسخ وبين برج إيفيل
إلا أنه لايوجد أي شبه بين روعة برج إيفيل وبين أي نسخة ثانية لاعلى مستوى التصميم ولا الإنشاء ولا على مستوى التكاليف حتى
حيث تقدر التكاليف لبناء نسخة مماثلة من البرج في وقتنا الحالي ب أكثر من 480 مليون دولار
أخبرنا
هل استطعت تخمين محتوى المقال من عنوانه؟
و لو كنت من سكان العاصمة الفرنسية وقت الإعلان عن تشييد البرج هل كنت ستشجع بناءه أم كنت ستخاف من إحتمالية سقوطه وتعتبره مثل معظم الأدباء الفرنسييين وقتها أنه مضيعة للجهد والمال؟
بقلم نوال المصري
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك