أنتَ مُقصِّر أنتَ مُذنب
أنتَ مُقصِّر أنتَ مُذنب - الجزء الأول - |
أصبحنا الآن في عصر كثرت فيه الإصابة بالحالات النّفسيّة والمزاجيّة الصّعبة.
الحالة النّفسيّة تتعلّق بكثير من العوامل
- البعض برّر هذهِ الكثرة بأنَّها حدثت نتيجة السّرعة المرافقة لكل شيء في عصرنا الحالي،حيثُ أنَّه في كل سنة يحصل تقدُّم وتطوّر في العالم يُعادل مئة سنة من التّطوُّر في الحقبات الزّمنية السّابقة ،
هذهِ السّرعة زادت كميّة الضغوطات الّتي يتعرّض لها الإنسان يوميّاً.
- والبعض ربط زيادة الإصابات بالحالات النّفسيّة بنوع وطبيعة الغذاء،فسابقاً كان الغذاء صحّي ومتكامل، ومؤكَّد أنَّ الغذاء الصّحي والسليم يبني كيان عقلي وجسمي سليم.
أمّا اليوم فالغذاء بمعظمه غير صحّي حيث أنَّ النّاس يعتمدون على الوجبات السّريعة المليئة بالمواد المضرّة للجسم،وتناول مثل هذه الأغذية يؤثّر على الحالة العقلية والنّفسية للإنسان .
- وآخرين ربطوا هذه الزيادة في عدد المصابين بالأمراض النّفسيّة بتلوّث الهواء،حيث أنَّ استنشاق هواء نقي خالي من مخلفات المصانع والغازات الّتي تخرج من عوادم السيارات يؤذي الجسم بشكل كبير ،
- وقلة من الأشخاص فسّروا ذلك بالبعد عن تغذية الجانب الرّوحاني (عن طريق العبادات)،حيثُ أنَّ الجسم والروّح شقّان لا انفصال بينهما،وحدوث تقصير بحق أحدها سوف يظهر على الآخر .
جميع ما ذكرنا من وجهات نظر صحيحة ومنطقيّة،
فحدوث أي خلل في أي عامل سوف يظهر على شكل اضطراب في هذه الحالة .
سوف نتحدّث في مقالنا هذا عن أكثر الأمراض النّفسيّة انتشاراً
الاكتئاب ...
سوف نصحّح المفاهيم الخاطئة الّتي تدور حوله،ثمَّ سوف نتحدّث عن أهم العوامل المؤدّية إلى حدوثه،وبعدها سنذكر بعض النّصائح الّتي ستساعدك على التّخلّص من هذا الاضطراب .
قصّة حدثت وأنا موجود :
اعتدنا أَنا وأصدقائي الاجتماع في كل يوم تقريباً، وكُنَّا ثلاثة أشخاص، في مساء كل يوم نذهب إلى مقهى قريب من المنطقة الّتي نعيشُ فيها.
وفي إحدى المرَّات اعتذر صديقنا عن الذَّهاب معنا، واستمرَّ في تقديم الاعذار كل يوم دون وجود سبب واضح يبرِّر لهُ عدم الذَّهاب معنا.
وما زاد استغرابنا وحيرتنا هو أنَّهُ كان يحب هذه الأجواء الموجودة في المقهى، بحيث أنّنا نخرج جميعاً وتغمرنا السّعادة والرّاحة.
دار في رأسي ورأس صديقي الثّاني الكثير من الأسئلة حيال هذا الأمر .
فأنا أرى أنّ صديقنا مصاب بالاكتئاب فجميع الأعراض الخاصّة بهذا المرض من اضطراب المزاج، اضطرابات الأكل والنّوم، الشعور بالذّنب، فقدان الطّاقة، وعدم القدرة على التركيز، جميعها تظهر عليه،
وقد بدأت هذه الأعراض معهُ بشكل خفيف وملحوظ، وأعذاره بدأت عندما اشتدّت هذه الأعراض.
أمّا صديقي الثّاني فكان له رأي آخر، ولا يقتنع أبدا بكل كلامي الّذي ذكرته، وهو يعتقد أنَّ كل ما يحدث مع صديقنا لا يتعدّى كونهُ دلعاً وقلّة إيمان.
حاولت بعدها أن أشرح لصديقي الثّاني آلية حدوث المرض ليفهم أنّ الاكتئاب هو عبارة عن مرض موجود مثلهُ مثل أي داء يصيب الإنسان، وفي النّهاية اقتنع.
أعتقد أن هذا النّقاش الّذي دار بيني وبين صديقي أغلبكم قد مرَّ به أو حصل أمامهُ، أو رآه في منشور ما على صفحات السوشال ميديا.
ودائماً السُّؤال الّذي تريد إجابة عنه :
لماذا نصاب بالاكتئاب؟ ....مالأمراض النفسيّة والعوامل الّتي تؤدّي لحدوثها:
الأمراض النّفسيّة على اختلاف أنواعها، تعود لأسباب معقّدة بشكل كبير، ويتداخل في حدوثها الكثير من العوامل، ويتم تفسير هذه العوامل من خلال نمودج يُسمَّى bio-psycho-social-model.
هذا النموذج يوضّج وجود
عوامل مختلفة تساهم في حدوث المرض النّفسي، وهي :
- عوامل بيولوجيّة.
- عوامل نفسيّة.
- عوامل اجتماعيّة وبيئيّة.
نستطيع تشبيه هذا الموضوع بمعادلة كيميائيّة، يحصل فيها التفاعل بين عناصر مختلفة، ويكون ناتج هذا التّفاعل هو الحالة النّفسية للإنسان ...
إن كنت مهتماً وإقرأ " الجزء الثاني " لتعرف أكثر عن عوامل حدوث المرض النفسي
🩺بقلم الدكتور علي سويدان
بقلم الدكتور علي سويدان
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك