كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ونموّ حجمها لتعطي نقلة نوعيّة
![]() |
كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ونمو حجمها لتعطي نقلة نوعيّة |
كيفيّة عمل التغييرات الصغيرة ؟
شخص إسمه جهاد قد قام بعمل خطير ، ولتضييع هويته الجسدية قرر أن يذهب لمحل تجميل ، وقال لصاحب المحل أنني أريد تغيير هويتي الجسدية ، وصاحب المحل وهو يقوم بعمليّة التغيير قد دقّق في تغييره على الحواجب والفم على سبيل المثال ، فقال له جهاد ، أريد تغيير هويتي الجسديّة بشكل كامل وليس الحواجب والفم ، فقام صاحب المحل بتخدير جهاد بشكل كامل وقام بالعمل لمدة ساعتين حتى أنجز عمله ، وقد إستفاق جهاد من التخدير وطلب المرآة ، فرأى منظره كشخص ثاني تماماً ، هذا المثال ينطبق على تغيير الهوية النفسية ، فالتغييرات الكبيرة تأتي من أمور صغيرة قد لا تثير اهتمام !
- لا يجب تجاهل القرارات الصغيرة الّتي تتخذها في حياتك اليوميّة ، فهي الّتي ستشّكل حياتك وليس تغييرها فقط ، ولدى التغيّرات الصغيرة القدرة على تغيير مجتمع بأسره أيضاً .
نقطتين تحرّكان الطبيعة :
فالّذي يحرك الطبيعة البشرية نقطتين هما الخوف من الألم والمتعة ، فعلى سبيل المثال : صبحي لديه حمار ، وهذا الحمار يعاند صبحي ويتوقف ، فيقوم صبحي بالقول له إمشي ياحمار ويردّدها مرتين ، فلا يمشي معه ، فيقوم بجلب عصا ويضربه فيمشي الحمار ، ومرة أخرى توقف الحمار أيضاً فقرّر صبحي أن يجلب عصا ويعلق في طرفها من جهة فم الحمار حبل وهذا الحبل معلق بكيس يحوي طعام الحمار ، فيجري الحمار باتجاهه فيقوم صبحي بإبعاد الكيس بالجهة التي يريدها ، فهذا مثال بسيط على الفكرة أعلاه .
- فلتغيير عادة أو للنجاح في وظيفة يجب أن أستخدم سلاحي الخوف من الألم والمتعة .
- فبإستخدام مغناطيس المتعة والألم لصالحك سوف تقوم بأشياء قد تعجز عنها في حال عدم إستخدامها!
بعض الأمثلة على التغغيرات الصغيرة :
عندما أقوم بإطعام نفسي شوكلاتة كمكافأة على إنجاز العمل ، بهذه الحالة أستخدم جهاز التعزيز الإيجابي ، فأي سلوك أو نمط يتم تعزيزه إيجابيّاً بعد حصوله سيتحوّل لإستجابة أتوماتيكيّة ، وسيعمل مفعوله كالعادة بالضبط .
أميل تاجر شاطر ، فيبيع البضاعة الّتي في المحل ويكسب مقابلها أموال ، فلّما يختلي بنفسه ينظر لنفسه على أنه أشطر تاجر في البلد ، مع أنه كان لا يعرف غير نوع واحد من أنواع التجارة وهي التجارة الماليّة ، وبقية أنواع التجارة كان فاشلاً فيها ، فأميل يصحى كل يوم متعب ولا يستطيع القيام من السرير ، كان يسكن في الطابق الأول ، وكان عندما يصعد إليه ينهك ويريح نصف ساعة ، فهو في الصفقات والإستثمار أستاذ لا غبار عليه ،لكن ، عندما تقول له إستثمر نصف ساعة كل يوم بممارسة التمارين الرياضية فيرد عليك بأن ليس معه وقت لها ، فأميل لو أحد قد نصب عليه بأموال فلا يعد يتعامل معه أبداً ، ولا يشتري بخسارة ، لكن في مجال المشاعر فهو مستعد أن يشتري بخسارة ، فيشتري أذية نفسيّة ونظرة سلبيّة ويخسر ، ويختار البرامج والأخبار التي لا تتكلم سوى عن السلبيّات والتشاؤم ، فهو يعرف يحسب التكلفة المالية وحجم الخسارة بالتجارة ، لكّنه ،لا يعرف حجم الخسارة في المشاعر ، فأميل يعرف أن البيع السريع مكسبه قليل ، وأن الربح كلّه في الصبر ، لكن أميل في حياته لا يستطيع تطبيق هذا الكلام ، فهو يركض وراء نزواته التي مكسبها سريع ولها مكافأة فوريّة ويضّحي بالمكسب الّذي على المدى البعيد .
- التغييرات الصغيرة الّتي نراها بسيطة ولا تستدعي الإهتمام سيكبر حجمها يوماً ما وستعيق آلية النجاح والنمو .
فإذا أعجبك المقال أرجو مشاركته مع الأصدقاء .
بقلمي جمال نفّاع
إرسال تعليق