مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/24/2021 12:06:00 ص

الإنسان مابين ملاكٍ وشيطان 

الإنسان مابين ملاكٍ وشيطان
الإنسان مابين ملاكٍ وشيطان 


《الملائكة و الشياطين 》 

اسمان نتدوالهما للتعبير عن تضادٍ روحي 

《الأرض و السماء 》 

اسمان نتدوالهما للتعبير عن تناقضٍ كوني


و لأنَّ الله تعالى ، كرّم الإنسان ، جمع به كل ما خَلق و أبدع ، فصوّره بشرياً سوياً ، فما الإنسان سوى أنموذجٌ مصغّرٌ .. عن الكون الفريد .

و بهذا يمكننا القول ، أنَّ الشخص يحمل دائماً في خفاياه ، صفاتٌ إيجابيّة و أخرى سلبيّة ، ففي النهاية ، هو جسدٌ و روحٌ و عقلٌ و قلبٌ و كيان .


حسب الأبحاث النفسية التي قام بها علماء النفس

 هنالك تكوين طبيعي و الذي لابد من وجوده عند كل فرد و لكن بنسب متفاوتة .. ألا و هو ..

" الجانب المظلم "


فقد أكدّوا على عدم وجود شخصيّة ملائكيّة مطلقة ، و منطقياً لو كان لها وجود .. لما خلقنا الله . 

أي أنها ليست سوى وهمٌ و خيالٌ كاذب لا مكان له على أرض الواقع .


  • بعض الأشخاص ، يمتلكون جوانب مظلمة عدّة ، و لكنهم يسعون دائماً للظهور بأبهى الصورة لجذب الناس و الحصول على اهتمامهم و حبهم .

و هذا ليس بالأمر السيء (( إلا إن زاد عن حده لدرجة التصنع )) ، فلكل منا هموه و مشكلاته .

علينا ألا نرمي دائماً حملنا و ثقلنا على الآخرين بسلبية .. كأن نأذيهم بكلماتنا أو أفعالنا أو حتى نظرةً منا .


  • و البعض الآخر ، يقول أنه حقيقي ، فيفعل كل ما يدعو للأذيّة ، بحجة المصداقيّة .. فأين الإنسانيّة ؟!

و من أهم ما يقومون بفعله و يدّلنا على جانبهم المظلم : 


١) إهمال المشاعر الإيجابية للآخرين  : 

من أقسى ما يقوم المرء بفعله هو الإهمال المتعمّد للمشاعر الصادقة .

و حديثنا لا يعني أن نحب كل من يحبنا ، على الأقل أن نحترمه و نحترم وجوده و صدق نيته و مشاعره ، طالما أنه لا يسبب ضرر في حياتنا .


" فإن أردتَ أن تقتل أحدهم نفسياً .. اهمل حديثه ، تفاصيله ، شخصه ، حياته " .


و قد يكون هذا الإهمال نابعاً عن ردة فعل ، أو عن غير قصد .. عندها يمكننا أن نلتمس العذر له .. 

و في كلِّ الأحوال عليه الجلوس مع نفسه أولاً ، ثمَّ مع الشخص المهمَل .. لتُحل هذه المشكلة .

٢) الكذب و إخفاء الحقيقة : 

جميعنا نتعرّض لمواقف نحتاج للكلمة الطيبة ، و التي يعتقد البعض أنها " كذبة بيضاء" ..

لا وجود لهذا المصطلح ، فمن ابتدعه لم يكن هدفه سوى تجميل فعله .. 

الكلمة الطيبة للدلالة على الحقيقة ، و هي بعيدةٌ كلَّ البعد .. عن المصلحة الكاذبة .

فعندما يكون عن الكذب متعمد ، و عن نيّةٍ مسبقة سيئة ، و خصيصاً عندما نعلم جيداً أنّ الشخص المقابل يحتاج حرفاً واحداً من الحقيقة لتهمد نيران قلبه ، و مع ذلك نقصد الكذب عليه .. هنا الكارثة .

فإنكار الحق ، و إظهار الباطل لإرضاء النفس المريضة .. لا تدّل هذه الأمور إلا على وجود معضلة حقيقيّة و مرض نفسي قابع داخل الشخص الكاذب .. و هو بحاجة لطبيب نفسي بأسرع وقت ممكن .

٣) التهديد بالظلم و تأجيج الخوف في أخلاج الناس : 

هذا السلوك تحديداً لا يعبّر البتة عن أي جانب مشرق أو لطيف لدى الشخصية ، بل هو من أعظم العلامات للدلالة على نرجسيّة الشخص و فائض الكم من الشر المتربّع بنفسيته .

و غالباً نجد هذا الجانب عند الإرهابيين من كافة دول العالم ، الذي يتعاملون مع البشر بطريقةٍ همجيّة ، حبّاً للسيطرة و فرض شخصيّة عدائيّة لتحقيق رغباتهم الشريرة .

و في الختام ، لا مشكلة من بعض جوانب الشر فكما أسلفنا لا وجود لملاكٍ بشري  ، لكن بشرط عدم الأذيّة .


علينا الانتباه أنَّ أيَّ إنسان مهما بلغ شره ، لابدَّ من وجود بذرة خير بداخله  ، لكنَّ المحيط و الظروف القاسية من جعلته شريراً ...

و من المستحيل عدم تكرار الفرص التي غُمر بها للعودة لفطرته السليمة ....

هنا تماماً يكون الإنسان مُخيّراً .. 

 

إمّا الشر .. و إمّا الخير



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.