مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/29/2021 04:13:00 م

 إسعافات أوليّة نفسيّة .. جربها و لا تهمل صحتك العاطفية

إسعافات أوليّة نفسيّة .. جربها و لا تهمل صحتك العاطفية
إسعافات أوليّة نفسيّة .. جربها و لا تهمل صحتك العاطفية


عندما يدك تنكسر أو تمرض ، أول ما تفعله هو الذهاب للطبيب ، أو أخذ الدواء لتخفيف الألم و العلاج .

لأنك تعلم جيداً ، لو تجاهلت وضعك الصحي هذا .. سيتدهور و سيشكل خطراً على حياتك .

فمثلاً لو أهملت يدك المكسورة ، أنت تعي أنها ستتسبب لك بإعاقة دائمة ، غير الألم الحاد الذي ستبقى تشعر به .


حسناً ..

كيف يمكننا معالجة الاكتئاب ،

 أو الشعور بالذنب أو الإحباط .. أو أي ألم نتج عن شعور الوحدة ؟!

توقف قليلاً علّك تجد الجواب ..


غالباً سيتدخل " الأنا " لتخبرنا أنك ستتعامل معه بطرق سليمة و علاجات نفسية كالذهاب للطبيب مثلاً ..

لكن فعلياً لو أصبت يوماً بهذا الإصابات النفسيّة .. فلم تطبّق جوابك 

( إلا القليل من الناس الذين وصلوا لأعلى مراحل الاتصال مع الذات  ) .


هنالك بعض الأشخاص سيتعاملون مع الموضوع بطريقتين 

  • إخفاء التراب تحت السجاد و عدم تحمّل المسؤولية ، و يتعاملون مع الموقف على مبداً ( حالةٌ نفسيّة .. ستذهب لوحدها ) 
  • أو انتظار مصباح علاء الدين السحري لينقذهم مما هم فيه من مشكلات و أزمات نفسيّة .

و بالطبع الطريقتان قمة الفشل النفسي ، بل سيزداد الوضع سوء ..

فالعلاج عملية طويلة و بطيئة .. تماماً كعلاج يدك المكسورة ...

《 و على حسب حجم الجرح .. يتأخر وقت الشفاء 》

لنتحدث قليلاً عن بعض الأمراض :


١) أمراض المناعة ( انخفاض تقدير الذات ) : 

تقدير الذات يأخذ محل المناعة الجسميّة ، يقوم بمواجهة الفيروسات البسيطة التي تصيب الإنسان يومياً ، يعالجها دون أن نشعر بها .

لنفترض أنَّ تقديرك لنفسك منخفض ، فلو تعرضت لرفضٍ ما ، أو كلمةٍ ما ،  ستتأثر بشدة .

أما لو كان جهازك المناعي قويٌّ و متين ، فلن تتأثر بنفس الطريقة ، 

لأنك ببساطة تعلم ما هي ميزاتك ، و تعلم ما هي  عيوبك .. و تعي جيداً من أنت .


خطورة المرض هذا 

يجعلنا أكثر عُرضةً للإصابات النفسيّة و العاطفيّة .. 

أيِّ فشل ، أيِّ كلام سلبي ، سيؤثر بنا تأثيراً ملحوظاً ساماً ، و بالتالي سيعرقل من تطورنا و تقدمنا في حياتنا .

  • العلاج :

  1.  بدايةً أنت تختاج لرفع تقديرك لذاتك للحدِّ الطبيعي .
  2.  يجب أن تدرك أنَّ التقدير ليس خطاً مستقيماً ، يسير على ذات الوتيرة دائماً ، فحتى الأشخاص المحترفين بهذا مجال ، تمرُّ عليهم أوقات ينخفض التقدير .
  3.    التعامل مع الذات برفقٍ و رحمة .
  4.    العمل على زيادة التسامح ، و تقبّل الإطراء و الدعم الإيجابي .
  5.   العمل على ضبط النفس و التحكم بها ، بالإضافة إلى قوة الإرادة .


٢) أمراض القلب ( الشعور بالذنب ) :

هي نتاج لمواقف عدّة ، نرتكب الأخطاء بها ،

 و قد يتسبب ذلك في جرح شخص ما ، و هذا الشعور هو إيجابي أكثر من كونه سلبي ،

 فذلك يدل على يقظة ضميرك ، و انفتاح عقلك ، و غالباً يحمينا من الوقوع بالخطأ  .

هذا شعورٌ طبيعي و يذهب لوحده ، لكن في بعض الأحيان قد يتحوّل لمرض ..

فحتى لو اعتذرنا و أصلحنا الخطأ ، يبقى شعور الذنب .. ملازماً لنا .


خطورة المرض هذا 

  البقاء في حالة الشرود ، و التوتر ، و بالتالي ستنقص طاقتنا و القيام بأعمالنا اليوميّة .

بالإضافة إلى أنَّ المريض سيكون خائفاً طوال الوقت ، و هذه مشكلة ، 

فارتكاب الأخطاء هي تجارب لابدَّ من العيش معها ، لنصل إلى الصواب  .


  • العلاج :

  1.  القضاء عليه من منبعه ، و ذلك بإصلاح العلاقة مع الشخص الذي سببنا له الضرر ، و الحصول على مسامحة حقيقيّة منه .
  2.  وضع أعذار للشخص المضرر بحيث تكون فعّالة و واقعيّة ، و من خلال ذلك يممكن الشعور بشعوره ، و نرى عواقب ما فعلناه .. و بالتالي سيكون الاعتذار نابع من القلب لأننا نعلم بحقيقة ما يحدث .
  3.  مسامحة النفس ..


أحياناً  تكون مسامحة الطرف الثاني مستحيلة ، رغم تقديم الإعتذار .. 

هنا لا يمكننا فعل شيء سوى تقبّل المشاعر ..

نتيجة عدم القدرة على تغير الوضع ، و أننا فعلنا ما بوسعنا بما فيه الكافية ،

 الشعور بالذنب بهذه الحالة لن ينفع ..


علينا الوصول للسلام و التصالح مع طبيعتنا الإنسانيّة ، و الانخراط بالحياة مجدداً بتركيزٍ أعلى ..

 و تذكّر دائماً .. أننا بشرٌ و لسنا ملائكة .



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.