إسعافات أوليّة نفسيّة .. جربها و لا تهمل صحتك العاطفية
إسعافات أوليّة نفسيّة .. جربها و لا تهمل صحتك العاطفية |
عندما يدك تنكسر أو تمرض ، أول ما تفعله هو الذهاب للطبيب ، أو أخذ الدواء لتخفيف الألم و العلاج .
لأنك تعلم جيداً ، لو تجاهلت وضعك الصحي هذا .. سيتدهور و سيشكل خطراً على حياتك .
فمثلاً لو أهملت يدك المكسورة ، أنت تعي أنها ستتسبب لك بإعاقة دائمة ، غير الألم الحاد الذي ستبقى تشعر به .
حسناً ..
كيف يمكننا معالجة الاكتئاب ،
أو الشعور بالذنب أو الإحباط .. أو أي ألم نتج عن شعور الوحدة ؟!
توقف قليلاً علّك تجد الجواب ..
غالباً سيتدخل " الأنا " لتخبرنا أنك ستتعامل معه بطرق سليمة و علاجات نفسية كالذهاب للطبيب مثلاً ..
لكن فعلياً لو أصبت يوماً بهذا الإصابات النفسيّة .. فلم تطبّق جوابك
( إلا القليل من الناس الذين وصلوا لأعلى مراحل الاتصال مع الذات ) .
هنالك بعض الأشخاص سيتعاملون مع الموضوع بطريقتين
- إخفاء التراب تحت السجاد و عدم تحمّل المسؤولية ، و يتعاملون مع الموقف على مبداً ( حالةٌ نفسيّة .. ستذهب لوحدها )
- أو انتظار مصباح علاء الدين السحري لينقذهم مما هم فيه من مشكلات و أزمات نفسيّة .
و بالطبع الطريقتان قمة الفشل النفسي ، بل سيزداد الوضع سوء ..
فالعلاج عملية طويلة و بطيئة .. تماماً كعلاج يدك المكسورة ...
《 و على حسب حجم الجرح .. يتأخر وقت الشفاء 》
لنتحدث قليلاً عن بعض الأمراض :
١) أمراض المناعة ( انخفاض تقدير الذات ) :
تقدير الذات يأخذ محل المناعة الجسميّة ، يقوم بمواجهة الفيروسات البسيطة التي تصيب الإنسان يومياً ، يعالجها دون أن نشعر بها .
لنفترض أنَّ تقديرك لنفسك منخفض ، فلو تعرضت لرفضٍ ما ، أو كلمةٍ ما ، ستتأثر بشدة .
أما لو كان جهازك المناعي قويٌّ و متين ، فلن تتأثر بنفس الطريقة ،
لأنك ببساطة تعلم ما هي ميزاتك ، و تعلم ما هي عيوبك .. و تعي جيداً من أنت .
خطورة المرض هذا
يجعلنا أكثر عُرضةً للإصابات النفسيّة و العاطفيّة ..
أيِّ فشل ، أيِّ كلام سلبي ، سيؤثر بنا تأثيراً ملحوظاً ساماً ، و بالتالي سيعرقل من تطورنا و تقدمنا في حياتنا .
- العلاج :
- بدايةً أنت تختاج لرفع تقديرك لذاتك للحدِّ الطبيعي .
- يجب أن تدرك أنَّ التقدير ليس خطاً مستقيماً ، يسير على ذات الوتيرة دائماً ، فحتى الأشخاص المحترفين بهذا مجال ، تمرُّ عليهم أوقات ينخفض التقدير .
- التعامل مع الذات برفقٍ و رحمة .
- العمل على زيادة التسامح ، و تقبّل الإطراء و الدعم الإيجابي .
- العمل على ضبط النفس و التحكم بها ، بالإضافة إلى قوة الإرادة .
٢) أمراض القلب ( الشعور بالذنب ) :
هي نتاج لمواقف عدّة ، نرتكب الأخطاء بها ،
و قد يتسبب ذلك في جرح شخص ما ، و هذا الشعور هو إيجابي أكثر من كونه سلبي ،
فذلك يدل على يقظة ضميرك ، و انفتاح عقلك ، و غالباً يحمينا من الوقوع بالخطأ .
هذا شعورٌ طبيعي و يذهب لوحده ، لكن في بعض الأحيان قد يتحوّل لمرض ..
فحتى لو اعتذرنا و أصلحنا الخطأ ، يبقى شعور الذنب .. ملازماً لنا .
خطورة المرض هذا
البقاء في حالة الشرود ، و التوتر ، و بالتالي ستنقص طاقتنا و القيام بأعمالنا اليوميّة .
بالإضافة إلى أنَّ المريض سيكون خائفاً طوال الوقت ، و هذه مشكلة ،
فارتكاب الأخطاء هي تجارب لابدَّ من العيش معها ، لنصل إلى الصواب .
- العلاج :
- القضاء عليه من منبعه ، و ذلك بإصلاح العلاقة مع الشخص الذي سببنا له الضرر ، و الحصول على مسامحة حقيقيّة منه .
- وضع أعذار للشخص المضرر بحيث تكون فعّالة و واقعيّة ، و من خلال ذلك يممكن الشعور بشعوره ، و نرى عواقب ما فعلناه .. و بالتالي سيكون الاعتذار نابع من القلب لأننا نعلم بحقيقة ما يحدث .
- مسامحة النفس ..
أحياناً تكون مسامحة الطرف الثاني مستحيلة ، رغم تقديم الإعتذار ..
هنا لا يمكننا فعل شيء سوى تقبّل المشاعر ..
نتيجة عدم القدرة على تغير الوضع ، و أننا فعلنا ما بوسعنا بما فيه الكافية ،
الشعور بالذنب بهذه الحالة لن ينفع ..
علينا الوصول للسلام و التصالح مع طبيعتنا الإنسانيّة ، و الانخراط بالحياة مجدداً بتركيزٍ أعلى ..
و تذكّر دائماً .. أننا بشرٌ و لسنا ملائكة .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك