مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/09/2021 07:51:00 م

 الوسواس القهري وكيفية التأقلم معه

الوسواس القهري وكيفية التأقلم معه

 الوسواس القهري وكيفية التأقلم معه



هل يمكن أن تتخيل أن هناك شخصاً يعيش ضمن دماغه....  تسيطر عليه الأفكار التي تجبره على التصرف بأعمال قد لا تكون منطقية ولا يستطيع أن يتخلص من استحواذ هذه الأفكار عليه.

هذا الاستحواذ يتم على مراحل:

بدايةً  تبدأ عملية الاستحواذ بفكرة وهذه الفكرة تكون مرضيّة

مثل فكرة  الخوف من المرض 
ثم يبدأ التفسبر بأن تلوث يديه  سيكون هو السبب في مرضه

 وهذه الفكرة والتفسير سيسببون القلق لذلك كلما لمس أي شيء سيعود ليغسل يديه ...  ومن الممكن أن تريحه هذه الفكرة لفترة معينة لكن تأثيرات هذه الفكرة لا تنتهي وإنما ترافقه دوما  وتبقى جزء أساسي من حياته
 ومن الممكن تكرار ذلك خمس مرات أو أكثر خلال ساعة 

فهذا الشخص مريض وسواس قهري...

وهذا مرض سلوكي يجبر المصاب به من خلال وساوس على تأدية سلوكيات وتصرفات وتكرارها.

.- السلوكيات قد تكون على عدة أشكال:

مثلاً.. قد تكون على شكل نظافة قهريّة ... فالمريض يخاف جداً من التلوث والمرض

أو قد تكون على شكل خوف من فقدان أو سرقة شيء... فيعود للتأكد من إغلاق الباب أو جرة الغاز عدة مرات

أو  خوف من النظام والترتيب بشكل منظم ....فلا يستطيعون إكمال يومهم إذا لم يكن كل شيء في مكانه 

أو يمكن أن يكون على شكل اكتناز قهري.... فلا يستطيعون رمي أي شيء لاعتقادهم أنهم سيحتاجونه يوماً ما

أضراره :

صاحب هذا المرض يخسر الكثير من وقته في تكرار أشياء لا تفيده  وهذا قد يسبب له الاكتئاب ومن الممكن أن يصل لمراحل متقدمة تؤدي إلى أذية الشخص لنفسه ومن الممكن أن يتسبب بأمراض

 كتكرار غسل اليدين مثلاً ممكن أن يسبب مرضا في الجلد

أما لمقاومة هذا المرض فهناك عدة خطوات تساعد المريض على التأقلم  مع وساوسه:

  • أولاً...

  قدرته على التمييز بين الوساوس التي تعصف دماغه وبين الحياة الواقعية وأن يجعل له مشرفاً يشرف على تصرفاته فكل تصرف يكرره يخبره هذا المشرف بأن هذا التصرف ناتج عن الوسواس
 وأن يخبر المريض نفسه بأن هذه التصرفات ناتجة عن وساوس واستحواذات فمثلاً يخبر نفسه بأن يديه غير متسختين ولكن الوسواس القهري يجبره على غسل يديه عدة مرات

  • ثانياً...

  أن تنسب هذه الأفعال لمرض الوسواس فلا ينسبها لنفسه فهي مجرد إشارات مزيفة ليس لها معنى تجبره على الشعور بأنه من الواجب عليه فعل كذا وكذاو عند قوله لذلك يبدأ في عدم أخذ هذه الإلحاحات بصورة جدية

  • ثالثاً...

التركيز..  إن أي شخص عند غسل يديه مثلاً يغسل لعدة ثواني ومن ثم يتوقف 
أما مريض الوسواس فلا يستطيع التوقف قد نجده يعاود الغسيل لمدة قد تبقى عدة دقائق فالآلية التي تجعل الشخص العادي يتوقف عن الغسيل لا تعمل لديهم 
لذلك عليهم التركيز وإخبار أنفسهم بأن ذلك يكفي وأن لا ينساقوا لتفكيرهم القهري و للتوتر بأن أيديهم لم تنظف بعد 
بل عليهم أن ينشغلوا بعدها بفكر آخر مباشرةً لكي لا يسمحوا لهذه الوساوس بالتطور وزيادة القلق

  • رابعاً... 

  حاول تأخير استجابتك للوساوس ...مثلاً إن كنت تعاني وسواس التأكد من أن الباب مغلق وأنه عليك أن تتأكد عدة مرات حاول تأخير استجابتك لهذه الأفكار مدة ربع ساعة
 بدايةً سيكون إلحاح هذه الأفكار قوياً ولكن بالتدريج ستبدأ تشعر بالتغيير ورفضك لهذه الأفكار

  • خامساً...

 حاول الاحتفاظ بصورة ذهنية...  فمثلاً إذا كنت تفكر كثيراً هل أنا أغلقت جرة الغاز فحاول عند قيامك بهذا الأمر أن تحفظ تفاصيل إغلاقك لجرة الغاز وقل أي كلام عند قيامك بالفعل واحفظهم في ذاكرتك وعندما تبدأ الوساوس ب هل أنا أغلقت جرة الغاز ؟ 
فهنا أنت لديك صورة ذهنية محفوظة مضاف إليها كلمات تثبت إغلاقك لجرة الغاز فأنت غير مضطر لإعادة التأكد.

  • سادساً...

 التوقع والتقبل ....هو إمكانية تقبل ما يحدث لك وأن تخبر نفسك بأنه مجرد وسواس غبي 
فمثلاً عليك ألا تفكر في صوت زمور السيارات في الشارع وأنه مصدر إزعاج وأنك لن تستطيع إكمال أي عمل بل عليك أن تكمل أعمالك وأن لا تعطيه الكثير من تفكيرك وأن هذه مجرد وساوس لا علاقة لك بها وهي غير مؤذية إلا بتصرفاتك أنت 

فهذا سيقلل من أهمية واستحواذ هذه الأفكار.

دمتم بخير أحبتي...عافانا الله وأياكم من كل سوء ...
شارك هذا المقال لتساعد شخصاً يعاني من الوسواس القهري في تخطيه ... وأكتب لنا في التعليقات .. هل تعاني من أحد أشكال الوسواس القهري ؟؟؟ وهل سيساعدك مقالنا في تخطيه ؟؟

بقلم دنيا عبد الله 📚

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.