الذكاء العاطفي وسبل تطويره
- الجزء الأول -
الذكاء العاطفي وسبل تطويره |
الذكاء العاطفي عبارة باتت تتردد كثيراً على مسامعنا هذه الأيام
هل سمعت بها؟
هل تريد أن تعرف ماهي؟
هل تحب أن تدرك مفهومها ؟
هل تسعى للوصول إليها؟
إذاً هيا بنا معاً في جولة إلى عالم الذكاء العاطفي ...
في الحقيقة أن الذكاء العاطفي هو مهارة من المهارات الجديدة التي تواكب التطور العصري في زمننا هذا فماذا يقصد بها؟
إذا أردنا أن نعرّف الذكاء العاطفي فإننا نقول :
بأنه القدرة على تطوير أنفسنا بمعنى آخر أن نعرف جيداً مشاعرنا الخاصة بنا ومشاعر الأشخاص الآخرين الذين يحيطون بنا لنتمكن من تحفيزها وتوجيهها وإدارتها لنستطيع استثمارها وتحسينها وبالتالي لنتمكن من استثمار الذكاء العاطفي وتحسينه
ولكي يتحقق هذا الإستثمار لابد من أسس وركائز يستند إليها
وهذا يتطلب من تحقيق شرطين أساسيين
- اولاً ..معرفة ذاتنا وهذا يتعلق بإدارة معرفة الذات
- ثانياً .. معرفة الآخرين وهذا يتعلق بمعرفة إدارة العلاقات
فإذا تحقق هذان الشرطان أمكن تحقيق زيادة في الذكاء العاطفي وحسن استثماره
كيف نزيد من تحقيق الشرطين ؟
فالشرط الأول يمكن تحقيقه وزيادة نسبته عن طريق ...زيادة الوعي الذاتي
اما الشرط الثاني فيمكن تحقيقه عن طريق... زيادة الوعي بالآخرين
وهذا يتطلب منا:
- اولاً - القدرة على معرفة القيم الداخلية الكامنة في شخصيتنا
فمن الضروري أن يعرف الإنسان أهم ما يميز شخصيته وأن يعرف أين تكمن نقاط ضعفه ونقاط قوته وهذا يساعده في تحقيق وتحديد شخصيته ويتم ذلك عن طريق اختبارات وتقييمات تحدد له ذلك
- ثانياً - اللجوء إلى الإختصاصيين في هذا المجال لمعرفة وتحديد المهارات القيادية
- ثالثا - القراءة والبحث والتعمق في هذا المجال
ليصبح لدينا مخزوناً جيداً نتمكن من خلاله التعرف على طرق وكيفية زيادة الذكاء العاطفي حتى نستطيع السيطرة تماماً على إرادة امتلاك هذه المهارة لنستطيع قيادة أنفسنا وعواطفنا وإدارتها لنتمكن من التعامل مع كافة الشخصيات المحيطة بنا ولنتمكن من الحصول على كل ما نريده من هذه الشخصيات بشكل فعال
بناء الذكاء العاطفي
إن بناء الذكاء العاطفي لأي شخص له أثر كبير وفعال في بناء شخصيته المستقبليه وهي سترافقه وتستمر معه مدى الحياة
ولهذا فقد بدأت المدارس تعنى بتطبيقه واللجوء إليه وذلك عندما لاحظت انخفاضاً في مستوى احترام الذات وفشلاً في الدراسة وسوءاً في السلوك
كاانتشار استعمال المخدرات و الكحول وكذلك فقد قامت الشركات بالإعتماد على هذه المهارة وجعلها من أهم جداولها وأولويات اهتمامها فجعلت الموظفين يخضعون لدورات وبرامج تدريبية في هذا المجال
وقد ظهرت النتائج الإيجابية بوضوح على الموظفين وانعكس مردودها عليهم فصار التعاون فيما بينهم يسيطر على طريقة عملهم وتعاملهم وهذا ما أدى إلى زيادة المردود فتحققت زيادة كبرى في الإنتاج والأرباح
لذا فلا بد من اعتبار الذكاء العاطفي بكل عناصره ومكوناته وسيلة هامة وضرورة كبرى يتوجب إضافتها إلى بقية المهارات الفنية والمعرفية التي يجب اعتمادها عند التقدم لوظيفة ما أو عند السعي للحصول على الترفيعات والترقيات الوظيفية
وبهذا أثبت الذكاء العاطفي نجاحه في المجال المهني الذي يتطلب مؤهلات خاصة للحصول على النجاح في هذا المجال والحاجة الى التطور وقد أثبت الذكاء العاطفي دوراً مهماً وأساسياً في تحقيق النجاح المهني
فهو يرتبط بالعديد من المؤهلات التي يمتلكها الفرد والتي تؤدي إلى تطوره في مجال تخصصه وعمله إضافة إلى بعض المهارات السلوكية المتعلقة ب :
- أولاً.... تفهم عليك بادارة نفسه
- وثانياً... بمعرفة التعامل مع الآخربن
لهذا تعود تسميته بمصطلح الذكاء العاطفي وهو بمعنى أوضح :
الإعتماد على العواطف وطريقة إدارتها من خلال سلوكيات معينة تتعلق بإدارة الشخص لنفسه وللآخرين، وتشكل حدثاً كبيراً ومهماً في علاقة الأشخاص
من هنا نجد ان الذكاء العاطفي هو أيضاً المقدرة على اختيار الأشخاص المناسبين وتوظيفهم في المكان المناسب ليتميزوا بافضل أداء وهذا يساعد على إبراز الكفاءة الشخصية
بقلم هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك