الاستدلال والإعتقاد والإفتراض في طريقة التفكير
توضيح الاستدلالات من الافتراضات :
بشكل روتيني ، الناس يقومون بالإستدلالات طول الوقت ،
والإستدلالات هذه تكون إما مبررة أو غير مبررة ،
وتبنى الاستدلالات على افتراضات التي هي الإعتقادات والتي هي أمر مفروغ منه ،
فمثلاً توجد فتاة زوجها يخونها لأن المشرفة لديه تتصل به بالهاتف بشكل متواصل وكبير ، فالإستدلال هنا هي أنه يقوم بعلاقة حب مع مشرفته بسبب الافتراض عندها
الذي يقول أنه عندما يتكلم رجل مع مشرفته في غير أوقات العمل فلا بد أن بينهم علاقة ،
فنحن عند تقسيم تفكيرنا بهذه الطريقة بتوضيح الإستدلال والافتراض سنكتسب المزيد من التحكم في تفكيرنا، ونبدأ نرى العديد من الافتراضات والمعتقدات التي كنت تعتبرها أمر مفروغ منه وتوجه تصرفاتك وأنت غير شاعر بها ،
وستوضح لك أيضاً جذور التحامل .....فعلى سبيل المثال لنفترض أن كل المشرفين متسلطين ومتحكمين فهذا سيكون رأيي بكل مشرف أتعرف عليه..... ولا يبقى لدي الدافع لكي أدرس هذا الافتراض لأرى هل هذا مبرر أم لا .
الدافع ..
الدافع وراء الوسائل الإعلامية كقنوات الأخبار والصحف هو الربح ،
فتعامل معها وفق هذا المبدأ ، وممكن هذا الربح أن يأتي منك ومن الناس ، فتدعم هذه الوسائل الإعلامية القصص التي تدعم نظرتك للأمور وستقول لك ما تحب أن تسمعه لتحبها ،
أو ممكن ربحها آتي من ممول مثلاً.... فتنقل الأخبار بحيث تراعي بها أجنداته ومصالحه ، والمشكلة هذه تظهر عند تجاهل هذه المعلومة
وتساهم الوسائل الإعلامية في تشكيل نظرتك وإدراكك للأمور فتبني نظرة متحيزة .
فلأجل تنمية قدرات التحليل الإخباري لديك ولا تبقى مجرد مستهلك ،لا تنظر للمحتوى الذي تعرضه هذه الوسائل الاعلامية على أنه تمثيل شامل للواقع ،
فهي مجرد طريقة واحدة لعرض الواقع ، وبطريقة عقلية أعد كتابة القصص الإخبارية من خلال إدراكك كيف وجهات النظر تؤثر عليها كما قلنا أعلاه .
في كل يوم الأنترنت والتلفاز يعطينا رسائل ، وهذه الرسائل ليست بريئة ، بل تتلاعب بنا وبنفسيتنا ، فأغلبية البرامج التلفزيونية والإعلانات تتلاعب على معتقداتنا العاطفية البسيطة ، وتحاول إشباع رغباتنا الفطرية بغض النظر عن أن هذا صحيح أم خطأ ،
وأيضا هي تركز على الأمور غير المنطقية ، فلاحظ آخر مرة رأيت بها وسائل الإعلام بتصور ناس عاقلين يقومون بأشياء عاقلة مقابل تصوير السلوك غير العقلاني على أنه عادي ،
فترى الفيلم أو المسلسل يقوم على فكرة " أنا أكرهك لأنني أحبك " وأنت" إذا لم تحبني سوف أقتلك "
سلوك غير منطقي يتصدر لنا على أنه عادي ، فهل تدري أن برامج التلفاز لأجل تزويد شريحتها من المشاهدين تستهدف تفكير ذوي العمر 11 سنة ، فتخيل يتم مخاطبتك على أن عمرك أحد عشر سنة طول الوقت
الفرق بي الحقيقة والمعتقد
لا تكن من الناس اللوامين ، فهناك أناس كثر تقضي وقتها في تصيد أخطاء الآخرين وإلقاء اللوم عليهم ، بدل أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن تصرفاتهم ،
فيوجد فرق كبير بين الحقيقة والمعتقد ،
فالحقيقة هي شيء حصل ويحصل ،لكن
المعتقد هو رأيك حول الأمر الذي حصل ،
وهذا من المحتمل أن يكون غير صحيح ، فأهمية المعتقدات أنها تكون نبوءات تحقق نفسها لو آمنا بها ، فعلى سبيل المثال لو أنت معتقد أن هناك ضرر واقع عليك فهذا سيؤدي لحدوث ضرر عليك أكيد حتى لو لم يكن اعتقادك حقيقي أصلاً ،
فعلى سبيل المثال لو رأيت أهلك حطموا فرصة مواصلة تعليمك العالي ، فهذا معتقدك
فسواء كان صحيحاً أو خاطئا فأنت تحوله لحقيقة ، فأنت تستسلم بحيث لا تحل الوضع ،
كلما رأيت نفسك تلوم الآخرين فكر أنك لست بطفل ،
فأنت شخص بالغ كبير تستطيع التحكم بحياتك كيفما تحب ،فاستغل كل لحظة كنت تستخدمها لإلقاء اللوم على الآخرين وحولها لطاقة تؤدي لنجاح محتمل أو على الأقل حوله لانفعالات إيجابية ستفيدك ،
اكتب لنا بالتعليقات ... ماذا يمكن أن تتعلمه من الأخطاء التي ارتكبها الآخرون؟ ؟
شارك مقالاتنا لتعم الفائدة ...
بقلم جمال نفاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك