مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/23/2021 07:45:00 ص

 الهشاشة النفسيّة وأسبابها المحرّضة لها الأربعة وطرق التعامل معها

 

الهشاشة النفسيّة وأسبابها المحرّضة لها الأربعة وطرق التعامل معها
الهشاشة النفسيّة وأسبابها المحرّضة لها الأربعة وطرق التعامل معها

لنبدأ مقالتنا بالحديث عن التنّمر :

التنّمر مصطلح فضفاض جداً وغير موضوعي ، فتحوّل هذا المصطلح من إطلاقه على تحرّش أو ضرب إلى إطلاقه على موقف بسيط ، 

 فالهشاشة النفسيّة : هي تصوير المواقف البسيطة على أنّها كارثة وجوديّة ، فعند مواجهة مشكلة ما تشعر بالعجز والإنهيار وتصف المشكلة بألفاظ مبالغ فيها لا تناسب حجم المشكلة الحقيقي ، وهذا ما يزيد من معاناتك بتصويرك للمشكلة على أنّها أكبر من قدرتك على التحمّل ، والتضخيم قد يسبب لك الإنهاك النفسي والضياع وعدم القدرة على المقاومة وتستسلم لآلامك وتسمح لحياتك بالإنهيار ،

 من الأمثلة الّتي تدّل على الهشاشة النفسيّة :

  • كالفتاة الّتي تتعرف على شاب بالسوشال ميديا بحيث لا تعرف أي معلومات عن الشاب إلّا المعلومات الّتي كتبها عن نفسه ، فتتعامل مع الحدث على أساس التصور الّذي بنته في فكرها وتبدأ بمتابعته كأنّه بينها وبينه علاقة ، وتتحطّم حياتها ومعنوياتها تنهار عند معرفتها أنه متزوّج أو ليس معجب بها، وتدخل في دوامة من الإكتئاب والمشاكل النفسيّة .

فما هي الأسباب التي تصل الشخص لهذا المستوى من الهشاشة ؟

فأسباب الهشاشة كثيرة ومن أهمّها :

  1. - عدم تحمّل المسؤوليّة منذ الصغر .
  2. - التعوّد على الإعتماد على الغير في إنجاز أيّ شيء .
  3. الشعور بالتفرّد : فالجيل الحالي تم تغذيّته بأفكار التميّز والريادة ، ويبقى يشعر دائماًً بالإستحقاق ، فكلّ شيء يجب أن يبقى جنبه ولا يواجه مشاكل أو صعوبات ، ويكون هناك موافقة تامّة على آرائه ، ويعتقد هذا الشخص أن له حقوق مختلفة عن بقيّة الناس .

هل الهشاشة طبيعيّة أو تكون بسبب التربية ؟

-في الزمان كانت الناس تعاني من مشاكل وصعوبات لكنّه كان لديها صلابة نفسيّة ، وبهذه الصلابة يتحمّلون قسوة الحياة وصعوبة المعيشة ، بحيث تجعلهم يتكيفون مع المؤثرات الخارجية وفقاً لاستجابتهم هم ، لكن ، بسبب التنشئة والتربية وغياب الصلابة النفسيّة وعدم تعويد الطفل عليها بقي الشباب تلعب دور الضحيّة بشكل دائم ، فمشاعرهم تنجرح من أقل شيء ومن أصغر كلمة ، وأحيانا الشخص يظهر هذه الهشاشة النفسيّة ليجذب التعاطف له ، فالجواب على السؤال هو التربية هي السبب .

بشكل عام حالة الهشاشة هذه يترّتب عليها عدّة نتائج :

  • الهوس بالطّب النفسي :

  • -فلا يوجد أحد إلّا وتعرض لمشاكل وضغوطات كبيرة ، أو يشعر بإرهاق شديد ، ومن منا إلا وتعرض لصعوبات في حياته وإرتكب أخطاء كالطلاق على سبيل المثال أو فك خطوبة ، فإستجابتنا للأحداث مختلفة ، لكن من الأكيد أن الصعوبات ستظّل موجودة دائماً .
  • وعند الشعور بالتعب أو الإحساس بمشكلة أو صعوبة في التعامل مع شخص يكون الرد المباشر عليها هي بالذهاب لدكتور نفسي ، فأحد أوجه الهوس هو الإكتئاب ، فأيّ نوبة حزن بسيطة يجب أن يتلّقى الشخص الدعم من متخصّص ، ويدخل الشخص في دوّامة أدوية وعلاج لمرض ليس بموجود أصلاً ،و في حين تقبّل الشخص لمشاعره وترك المشاعر تأخذ وقتها لكانت نوبة الحزن ستذهب لوحدها .
  • -فمن الطبيعي أن نمّر بتقلبات مزاجيّة وصدمات وصعوبات معيشيّة صعبة ، فأحياناً نستجيب لها بالحزن وأحياناً أخرى بالقلق ، فنتعامل معها بحسب مرونتنا ونبحث عن مصادر دعم تدفعنا لإكمال حياتنا ، 

-المشاكل والصعوبات تساعدنا على تطوير أنفسنا لنستطيع أن نتحمّل أكثر ، وفي حال تحوّل الحزن الطبيعي لمرض نفسي فالشخص لا يستطيع أن يطوّر قدراته الخاصّة للتغلّب على التجارب المؤلمة لديه . 

بقلمي جمال نفّاع 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.