الهشاشة النفسيّة وأسبابها المحرّضة لها الأربعة وطرق التعامل معها
الهشاشة النفسيّة وأسبابها المحرّضة لها الأربعة وطرق التعامل معها |
لنبدأ مقالتنا بالحديث عن التنّمر :
التنّمر مصطلح فضفاض جداً وغير موضوعي ، فتحوّل هذا المصطلح من إطلاقه على تحرّش أو ضرب إلى إطلاقه على موقف بسيط ،
فالهشاشة النفسيّة : هي تصوير المواقف البسيطة على أنّها كارثة وجوديّة ، فعند مواجهة مشكلة ما تشعر بالعجز والإنهيار وتصف المشكلة بألفاظ مبالغ فيها لا تناسب حجم المشكلة الحقيقي ، وهذا ما يزيد من معاناتك بتصويرك للمشكلة على أنّها أكبر من قدرتك على التحمّل ، والتضخيم قد يسبب لك الإنهاك النفسي والضياع وعدم القدرة على المقاومة وتستسلم لآلامك وتسمح لحياتك بالإنهيار ،
من الأمثلة الّتي تدّل على الهشاشة النفسيّة :
- كالفتاة الّتي تتعرف على شاب بالسوشال ميديا بحيث لا تعرف أي معلومات عن الشاب إلّا المعلومات الّتي كتبها عن نفسه ، فتتعامل مع الحدث على أساس التصور الّذي بنته في فكرها وتبدأ بمتابعته كأنّه بينها وبينه علاقة ، وتتحطّم حياتها ومعنوياتها تنهار عند معرفتها أنه متزوّج أو ليس معجب بها، وتدخل في دوامة من الإكتئاب والمشاكل النفسيّة .
فما هي الأسباب التي تصل الشخص لهذا المستوى من الهشاشة ؟
فأسباب الهشاشة كثيرة ومن أهمّها :
- - عدم تحمّل المسؤوليّة منذ الصغر .
- - التعوّد على الإعتماد على الغير في إنجاز أيّ شيء .
- الشعور بالتفرّد : فالجيل الحالي تم تغذيّته بأفكار التميّز والريادة ، ويبقى يشعر دائماًً بالإستحقاق ، فكلّ شيء يجب أن يبقى جنبه ولا يواجه مشاكل أو صعوبات ، ويكون هناك موافقة تامّة على آرائه ، ويعتقد هذا الشخص أن له حقوق مختلفة عن بقيّة الناس .
هل الهشاشة طبيعيّة أو تكون بسبب التربية ؟
-في الزمان كانت الناس تعاني من مشاكل وصعوبات لكنّه كان لديها صلابة نفسيّة ، وبهذه الصلابة يتحمّلون قسوة الحياة وصعوبة المعيشة ، بحيث تجعلهم يتكيفون مع المؤثرات الخارجية وفقاً لاستجابتهم هم ، لكن ، بسبب التنشئة والتربية وغياب الصلابة النفسيّة وعدم تعويد الطفل عليها بقي الشباب تلعب دور الضحيّة بشكل دائم ، فمشاعرهم تنجرح من أقل شيء ومن أصغر كلمة ، وأحيانا الشخص يظهر هذه الهشاشة النفسيّة ليجذب التعاطف له ، فالجواب على السؤال هو التربية هي السبب .
بشكل عام حالة الهشاشة هذه يترّتب عليها عدّة نتائج :
الهوس بالطّب النفسي :
- -فلا يوجد أحد إلّا وتعرض لمشاكل وضغوطات كبيرة ، أو يشعر بإرهاق شديد ، ومن منا إلا وتعرض لصعوبات في حياته وإرتكب أخطاء كالطلاق على سبيل المثال أو فك خطوبة ، فإستجابتنا للأحداث مختلفة ، لكن من الأكيد أن الصعوبات ستظّل موجودة دائماً .
- وعند الشعور بالتعب أو الإحساس بمشكلة أو صعوبة في التعامل مع شخص يكون الرد المباشر عليها هي بالذهاب لدكتور نفسي ، فأحد أوجه الهوس هو الإكتئاب ، فأيّ نوبة حزن بسيطة يجب أن يتلّقى الشخص الدعم من متخصّص ، ويدخل الشخص في دوّامة أدوية وعلاج لمرض ليس بموجود أصلاً ،و في حين تقبّل الشخص لمشاعره وترك المشاعر تأخذ وقتها لكانت نوبة الحزن ستذهب لوحدها .
- -فمن الطبيعي أن نمّر بتقلبات مزاجيّة وصدمات وصعوبات معيشيّة صعبة ، فأحياناً نستجيب لها بالحزن وأحياناً أخرى بالقلق ، فنتعامل معها بحسب مرونتنا ونبحث عن مصادر دعم تدفعنا لإكمال حياتنا ،
-المشاكل والصعوبات تساعدنا على تطوير أنفسنا لنستطيع أن نتحمّل أكثر ، وفي حال تحوّل الحزن الطبيعي لمرض نفسي فالشخص لا يستطيع أن يطوّر قدراته الخاصّة للتغلّب على التجارب المؤلمة لديه .
بقلمي جمال نفّاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك