كيف يمكننا اتخاذ القرار الصحيح في المواقف الحرجة؟
كيف يمكننا اتخاذ القرار الصحيح في المواقف الحرجة؟ |
المواقف الحرجة
التي نجد أنفسنا أمامها كثيرةٌ وهي أشبه بمعضلةٍ أخلاقيةٍ تجعلنا غير قادرين على اتخاذ الموقف الصحيح والقرار السليم.
يمكن تعريف المعضلات الأخلاقية بأنها مجموعة الحالات التي قد تواجهنا يومياً وتثير حيرتنا بحيث لا نستطيع اتخاذ قرارٍ أخلاقيٍ مناسب وصحيح.
والأمثلة على ذلك كثيرة جداً وسنعرض بعضها:
بدايةً هل من الصحيح اتباع القاعدة القائلة :
الضرورات تبيح المحضورات؟
هل الغاية تبرر الوسيلة؟
هل مال السارق من السارق كالوارث عن أبيه؟
لو وجدنا أنفسنا في حالة اختيار بين شخصين عزيزين على قلوبنا فأحدهما فقط يمكننا إنقاذه بينما سيلقى الآخر حتفه, بمعنى أن مصيريهما مربوط بقرارٍ علينا اتخاذه
فكيف نختار وما هو الخيار الصحيح في هذه الحالة ( وحسبك من أمرين أحلاهما مرُّ).
فهل يجوز لنا أن نسرق مالاً من أحد حتى لو كان هذا المال مسروقاً أصلاً؟
هل كون المال مسروقاً يجعله مالاً حلالاً علينا؟
أو لو اكتشفنا بأن شخصاً ما يسرق من أموال الأغنياء ليعطي الفقراء فما هو حكمنا عليه؟
بالطبع فإن حكم القانون معروف وهو تجريم السارق
فالسرقة سرقة من وجهة نظر القانون مهما كانت ملابساتها وتفاصيلها,
ولكن ما هو حكمنا الأخلاقي على هذا الشخص؟
هل سنعتبره لصاً؟
أم سنقول بأنه فاعل خير يريد مساعدة المحتاجين؟
هل يحق لطبيبٍ ما الحكم على أحد مرضاه بالموت لكي ينقذ مريضاً آخر؟
لو وجد أحدنا مبلغاً من المال فهل يحق له أخذه لنفسه؟
أم عليه أخذه وتقديمه للمحتاجين؟
أم عليه تسليمه للجهات المختصة؟
أم ربما عليه البحث بنفسه عن صاحبه وإعادته له؟
هل نقل المعلومات من ورقة أحد زملائك في الصف بموافقته ورضاه يعتبرغشاً؟
جميعنا يعلم بأن الغش مرفوضٌ ومدانٌ ومحرّمٌ في جميع الأديان ولكن هل يشمل ذلك الغش في الامتحان؟
هل يحق للزوج النظر في مراسلات زوجته والبحث في حاسبها الخاص أو في هاتفها النقال؟
هل يحق للأب التجسس على أبنائه بهدف حمايتهم؟
الكذب كذلك مرفوض ومحرم ولكن هل يمكن تبريره أحياناً؟
فهل هناك كذب أبيض؟
وهل يجوز الكذب إذا كان سينفع شخصاً ما دون أن يضر غيره؟.
وتطول قائمة الأمثلة التي تضعنا في حالة حيرة أمام اتخاذ قرارٍ ما, ولكن هل يمكننا وضع مجموعة من القواعد والضوابط التي تساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح في مثل هذه الحالات؟
قد يقول قائلٌ بأن هذه القواعد والضوابط موجودة فعلاً فهي مكارم الأخلاق التي تربينا عليها وهي القيم والمبادئ التي بُعث بها الأنبياء وتحدث عنها الحكماء وطالب بها العقلاء,
ولكن لو كان الأمر بهذه البساطة فلماذا نجد انفسنا عاجزين عن اتخاذ القرار الصحيح؟
هل وجود القيم والمبادئ كافياً أم يجب تطبيقها على أرض الواقع وتربية أبنائنا عليها وتعويدهم على التمسك بها مهما كانت الظروف والنتائج؟
سأترك لك أن تجيبني عن هذه الأسئلة بالتعليقات ...
🔭بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك