الحبُّ في الإسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل :
( والذي نفسي بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا)
للإنسان في حياته حاجات يريد قضاءها ومصالح يتمنى نجاحها فكل من ساعده أحبه ومن عاكسه كرهه وأبغضه.
الحب والبغض من طبيعة الإنسان:
فالحب والبغض من طبيعة الإنسان.... ومن أعظم مايكتسبه الإنسان في حياته محبة الناس إليه
ويصدر عن هذا الحب المودة والرحمة والتعاون فتسعد به الأفراد والأمم
كالحب بين الزوجين والأصدقاء والأقارب والجيران
وألفت الإنتباه إلى شيء مهم جداً هو حب الزوجة
فلك في حبها أجراً عظيماً خاصة إذا قدمت عملاً من أجلها كسقيا الماء بقول النبي صلى الله عليه وسلم( إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر)
فلولا الحب لهجرت الطيور الحدائق الخضراء ولولاالحب لما اشتاقت الأرض إلى مطر السماء
فتجد ان الأرض والسماء تتعانق مع بعضها بنسيج هذا الحب ،
فهناك أناس يحبون المرأة لجمالها ولايلتفتون لدينها وخلقها وأدبها
وهناك اناس يحبون أشخاصاً فاسدين يسايرونهم على الضلال ويكرهون من ينصحهم لدينهم ويرشدهم للحق والعدل
لهذا وضع الإسلام ميزاناً للحب والبغض.... حتى لاتضيع الحقوق بين الناس
فنهى عن الحب لمصلحة الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من احب لله وأبغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)
اكتساب رضوان الله من خلال حُبّه وحب من أحبه:
لن يحظى أحدٌ من الناس برضوان الله حتى يحب لله ويكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وحتى يحب المؤمنين لله بذلك يكمل إيمانه ويفوز بالسعادة في دنياه
عندما يتعانق حب الله مع حبك للناس تملك السعادة فتكون بمعية الله وتنال رغباتك وحاجاتك كلها
فيقول الله في الحديث القدسي
( ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)
فإذا احببت إنساناً أخبره عن حبك له لأنها محبة الله
إذ قال الله في الحديث القدسي ( حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي )
فإذا كان الحب خالصاً لله بين الناس فاعلم رحمكم الله ان الرحمة قد نزلت من عند الرحمن الرحيم
ولكم بذلك ثمرات مباركات بقول الله ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم )
الرحمة والحب الصادق
بهذا الحب الصادق وليس المزيف سيرحم الله عباده وينقذهم من عذابه ويفرج هموم الأمة
فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ان أساس المجتمع وقوته كون في تماسك أفراده بالحب فيما بينهم فأسس النبي مسجده في المدينة المنورة وربط بالحب والإخاء بين أصحابه وانبثق هذا الحب من مسجده إلى ربوع الدنيا كلها حتى أصبح الحب رائدهم والتراحم واجباً بينهم والإيثار خلقهم والسعادة عنوانهم وثمرتهم
أهدِ هذا المقال لمن تحب ... وأخبره بانك تحبه بالله ...
بقلم محمد عيسى جمعة
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك