- الجزء الأول -
الهجرة الخالصة... سيرة عطرة ومنهج حياة |
منذ أسابيع ودعنا عاماً هجرياً كريماً واستقبلنا عاماً آخر ،
فصل قد انتهى من رواية الحياة وابتدأنا بفصل آخر من رواية حياة الإنسان مثلها على مسرح الدنيا
والعام ينادينا كل يوم :
يا ابن آدم أنا عامك الجديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لاأعود إلى يوم القيامة
وهذه الأيام تذكرنا بمطلع عام جديد خصصت بالهجرة المباركة التي ذكرها القرآن :
( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعه ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً )
فالهجرة أعظم حادث تاريخي لأعظم نبي حول مجرى التاريخ... فسعد به البشر وظهر به فضل الله على خلقه فقال تعالى :
(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
ألا وهو صاحب الذكرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علمنا ماهي الهجرة؟
ولماذا جاءت؟
وكيف يهاجر الإنسان في حياته.؟
فالهجرة سبيل الأنبياء ومخرج الطائعين من الفتن والشهوات
وهي فرار إلى الله من الضلالة إلى الهدى ، فرار من الذنوب إلى التوبة...
كذاك الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً وارتحل مهاجراً تائباً إلى الله فلما أدركه الموت في الطريق كان من نصيبه أن قبضته ملائكة الرحمة فحصل له عند الله ثواب من هاجر إليه وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً ،
مغفرة ورحمة إلى جنة عرضها السموات والأرض
لذلك علمنا النبي ان نكون في حياتنا وأعمالنا مخلصين لله وهي هجرة مباركة بحسب نية المرء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليها)
فالهجرة التزام بأمر الله وتقديم لحب الله وأمره سبحانه تفوق مصالحنا ورغباتنا وغرائزنا
والمطلوب اليوم منا جميعاً أيها الساده هجرة من حال لايرضاه الله إلى حال يحبه الله ويرضاه
الهجرة في حقيقتها مفارقة وترك
أن تفارق المعصية إلى التوبة ، وان يكون الإيمان أعظم من المصالح وأن يخرج الإنسان من حظوظ النفس والغرائز بتوبة صادقة إلى الله فنستشعر عندئذ قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر مانهى الله عنه).
الهجرة أن ينطلق الناس في ثوب العبودية لله
لأن الله سوف يسألنا عن هذه الدنيا التي انغمسنا فيها.
ماأحوجنا اليوم ان نحقق معنى الهجرة بمعناها الشمولي ونعيش حياتنا لله بعيدين عن الغفلة فالإنسان بهذا العمل مهاجراً إلى الله
والنبي سن لنا عند افتتاح كل صلاة عندماترفع يديك إلى شحمة أذنيك أن تقول :( إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
بقلم محمد عيسى جمعة
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك