العزة لله وحده
العزة لله وحده |
كثيرةٌ هي الهموم المتراكمة فوق الصدور ، و كثيرةٌ هي الآهات المخبّأة بين أنفاس العقود ..
قل " يا رب "
الله لا يردُّ عبداً قال " يا رب .. اغثني "
من المستحيل أن يردَّ صوتاً مخنوقاً .. خائباً ..
الله لا يكسر أحداً قال " يا رب .. ارحمني "
" يا رب هبني الطاقة و القوة لأكمل "
" يا رب .. مالي سواك " ..
الله لا يخذل أحداً
لا يرضى بثقب الإبرة أن يدخل قلبك ..
النبي صلّى الله عليه و سلم ، عندما ضاقت عليه ، و تعب من الناس و كفرهم ، رفع رأسه إلى السماء ، و قال :
《 اللهم إني أشكو لك ضعفي ، و قلة حيلتي 》
أعاد العجز لذاته ، لم يعاتب الله على قدره المحتوم ، لم يقل :
(( لماذا فعلت هذا بي يا رب ؟!
لماذا أنا من سيحمل همَّ الأمة ؟!
لماذا لا تنصرني و تمدَّ لي يد العون ؟! ))
لم يقلها صلّى الله عليه و سلم ، فهو يعي كلَّ الوعي أنَّ الله يخبأ له ما هو عظيم .. ففي النهاية قاد أكثر من نصف العالم ..
فلا تعاتب الله على ما أصابك ، نحن إذا وقعنا في بلاء ، نقول :
ألم تجد غيرنا يا الله ؟
ألم يحن الوقت للفرج ؟
نعاتب من ؟!....ربُّ العباد !!
و نقول (( ماذا فعلنا لنستحقَّ كلَّ هذا ؟ ))
لسنا آلة ، و لسنا ملائكة ، لكن على الأقل علينا التعامل مع الله بلباقةٍ أكثر
و بحسن ظنٍّ أوسع و أكبر ..
و اعملوا جيداً يا سادة ..
《 أنَّ العزّة لا تدوم .. 》
فالعزة لم تكن بالمال ..
فقد ذكر الله لنا قارون ، و أمواله الهائلة و الضخمة ..
(( و أذله الله بماله .. فخسفنا به و بداره .. ))
العزة لم تكن بمُلك ..
فذكر الله عزَّ و جلَّ جلاله ، العزَّ الذي عاش به فرعون ،
و الأنهار التي تجري من تحته .. فجعلها بمقدرته تعالى .. أن تصبح من فوق فرعون ..
أسأل كلَّ شخص تولّى منصباً ، ثمَّ بات جالساً في المنزل ، متقاعداً عن العمل ..
أسأل كلَّ غني ، جار الزمان عليه ، فأصبح فقيراً ..
أسأل كلَّ من كان عالياً .. كيف سقط ..
أسأل هؤلاء ، فهم أعظم و أسمى مدرسة ..
و سيلخصون لك خلاصة تجاربهم هذه ، بقولهم :
(( الناس هكذا ..
متى أرادوا يصفقون لك ، في صعودك و قمتك ..
و حال سقوطك و ضعفك ، تلك اليد التي كانت تصفق ، تُوضع على العين كي لا تراك .. ))
لذلك لا تجعل العزّة و القوة مقرنةً بأحد ، فلا أحد و لا شيء يدوم ... سوى الله ..
إن ذهبت الدنيا .. فأنا عزيزٌ بعزته تعالى ..
و إن بقيتْ الدنيا .. فأنا عزيزٌ بعزته تعالى ..
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك