مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/25/2021 07:24:00 م

رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة

 - الجزء الأول - 

رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة
رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة


 ‏مرَّ وقتٌ طويل لم تكتب لي حرفاً واحداً .. 

طويلٌ لدرجة .. سنتان ! ثلاث ! 

و الآن العاشرة ..


في الحقيقة , لم أعد أحسب , لكن عندما وصلتني هذه الورقة المشبعة بعطركِ 

( الياسمين )  , عادتْ بي ذاكرتي  إلى حيثما كنا , و كبرنا .. و عشنا .. و افترقنا ..

لكن ليست هنا الحكاية .. أمرٌ محيّر .. كيف وصلت هذه الرسالة إلى تحت وسادتي ؟؟!!!

واضحٌ أنها جديدة .. 

من رائحة العطر , من الخط , من ظرفها , من ورقتها .. 

بالإضافة لأنني لا أذكر بأنَّ قلبي داهمه الشوق لذكراكِ ليلة أمس ..

 و أخرجتُ الرسالة الأولى منك , و التي في ذلك الوقت ..

وُضعتْ في مكان هذه تماماً ...

 

على العموم , رضختُ للحلم الراهن .. فتحتُ الرسالة :

(( يا صديق العمر ..

 لم أسألك عن حالك , لأنني أعلم أنك لستَ بخير , لا لغيابي , بل لظروف الحياة ...

***

نظرتُ إلى السقف فوقي و قلت في نفسي مستسلماً لما أشعر :

 بل لغيابك ضمن هذه الظروف كلها ..

***

و أكملتُ :

(( أنا بخير , نوعاً ما , لم أعد تلك الطفلة التي كبرت أمام عينيك , و لا تلك المراهقة الكبيرة التي تفتح عقلها و قلبها و تقدّمهم كطبقٍ ثمينٍ ليديك ..

أنا الآن امرأةٌ ناضجة , أسير مع دربي المتناقض , مفاجآتٌ قدريّة تحدث معي دائماً .. 

أتعلم .. لربما لستُ ناضجة بعد بما يكفي لأتوقف عن ذكر فضلك أمام الناس , و الذي لم تكمله معي ..

مررتُ بتجاربٍ عدّة , جُرح هذا القلب .. حتّى بات بياضه ناصعاً .. بالفراغ ..

تعثرت , وقعت , صرخت , كتمت , بكيت , هربت , ناديت , ضحكت , تألمت , تعايشت ... و من ثمَّ .. تأقلمت ...


و ما بين عثرةٍ و أخرى .. فقدتُ عقلاً ..

و ما بين دمعةٍ و أخرى .. فقدتُ قلباً ..

و ما بين .. فجوةٍ و أخرى ... فقدتُ روحاً ..

هذا لا يعني أنني تغيرت ..

***

توقفتُ عند هذه النقطة , واضحٌ أنك لم تتغيري , فلو كان كذلك فعلاً لما أرسلتِ هذه الرسالة .. تابعتُ :


(( كل ما هنالك , كبرتُ للحدِّ الذي يمكنني إخبارك به  أنني ...

ما عدّت ُ أقطع الشارع عُمياً , جمعتُ ما بين الانطوائيّة و الاجتماعيّة , و غرقتُ في تفاصيل عالمي الذي حتّى الآن .. لم يأتِ شخصٌ واحدٌ فقط .. و يفهمه ..

 كانوا جميعهم مثلك تماماً , يحبون تمجيدي لهم , اهتمامي المفرط بهم , احتوائي لحزنهم و غضبهم .. لطفي المستمر , و ابتسامتي المشرقة , و كلام الساحر و الصادق ,  و إمساكي يدهم ليعبروا العالم .. للوصول لأحلامهم ..

و هذا فقط من باب المحبة  ... فمَ بالك بالشخص الذي وقعتُ في حبه ؟!

 في بعض الأحيان أشعر أنني الخطأ الوحيد في هذا العالم و بين كومة هذه البشر ..



سنثير الفضول عندكم هذه المرة , و نخبركم بتتمة الرسالة لاحقاً ..

" إقرا المزيد "

 


شهد بكر 💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.