رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة
- الجزء الأول -
رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة |
مرَّ وقتٌ طويل لم تكتب لي حرفاً واحداً ..
طويلٌ لدرجة .. سنتان ! ثلاث !
و الآن العاشرة ..
في الحقيقة , لم أعد أحسب , لكن عندما وصلتني هذه الورقة المشبعة بعطركِ
( الياسمين ) , عادتْ بي ذاكرتي إلى حيثما كنا , و كبرنا .. و عشنا .. و افترقنا ..
لكن ليست هنا الحكاية .. أمرٌ محيّر .. كيف وصلت هذه الرسالة إلى تحت وسادتي ؟؟!!!
واضحٌ أنها جديدة ..
من رائحة العطر , من الخط , من ظرفها , من ورقتها ..
بالإضافة لأنني لا أذكر بأنَّ قلبي داهمه الشوق لذكراكِ ليلة أمس ..
و أخرجتُ الرسالة الأولى منك , و التي في ذلك الوقت ..
وُضعتْ في مكان هذه تماماً ...
على العموم , رضختُ للحلم الراهن .. فتحتُ الرسالة :
(( يا صديق العمر ..
لم أسألك عن حالك , لأنني أعلم أنك لستَ بخير , لا لغيابي , بل لظروف الحياة ...
***
نظرتُ إلى السقف فوقي و قلت في نفسي مستسلماً لما أشعر :
بل لغيابك ضمن هذه الظروف كلها ..
***
و أكملتُ :
(( أنا بخير , نوعاً ما , لم أعد تلك الطفلة التي كبرت أمام عينيك , و لا تلك المراهقة الكبيرة التي تفتح عقلها و قلبها و تقدّمهم كطبقٍ ثمينٍ ليديك ..
أنا الآن امرأةٌ ناضجة , أسير مع دربي المتناقض , مفاجآتٌ قدريّة تحدث معي دائماً ..
أتعلم .. لربما لستُ ناضجة بعد بما يكفي لأتوقف عن ذكر فضلك أمام الناس , و الذي لم تكمله معي ..
مررتُ بتجاربٍ عدّة , جُرح هذا القلب .. حتّى بات بياضه ناصعاً .. بالفراغ ..
تعثرت , وقعت , صرخت , كتمت , بكيت , هربت , ناديت , ضحكت , تألمت , تعايشت ... و من ثمَّ .. تأقلمت ...
و ما بين عثرةٍ و أخرى .. فقدتُ عقلاً ..
و ما بين دمعةٍ و أخرى .. فقدتُ قلباً ..
و ما بين .. فجوةٍ و أخرى ... فقدتُ روحاً ..
هذا لا يعني أنني تغيرت ..
***
توقفتُ عند هذه النقطة , واضحٌ أنك لم تتغيري , فلو كان كذلك فعلاً لما أرسلتِ هذه الرسالة .. تابعتُ :
(( كل ما هنالك , كبرتُ للحدِّ الذي يمكنني إخبارك به أنني ...
ما عدّت ُ أقطع الشارع عُمياً , جمعتُ ما بين الانطوائيّة و الاجتماعيّة , و غرقتُ في تفاصيل عالمي الذي حتّى الآن .. لم يأتِ شخصٌ واحدٌ فقط .. و يفهمه ..
كانوا جميعهم مثلك تماماً , يحبون تمجيدي لهم , اهتمامي المفرط بهم , احتوائي لحزنهم و غضبهم .. لطفي المستمر , و ابتسامتي المشرقة , و كلام الساحر و الصادق , و إمساكي يدهم ليعبروا العالم .. للوصول لأحلامهم ..
في بعض الأحيان أشعر أنني الخطأ الوحيد في هذا العالم و بين كومة هذه البشر ..
سنثير الفضول عندكم هذه المرة , و نخبركم بتتمة الرسالة لاحقاً ..
" إقرا المزيد "
شهد بكر 💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك