مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/31/2021 11:10:00 م

الفنون المستحدثة ... الفنون السبعة الشعرية 

الفنون المستحدثة ... الفنون السبعة الشعرية
الفنون المستحدثة ... الفنون السبعة الشعرية 


 كثيرٌ منّا يسأل كيف بدأت " الأغنيات " ؟ وما هو أساسها ؟

و بعيداً عن اللهجة العاميّة ، فهنالك أساس قوي و متين ..

هنالك قواعد عدّة ، بُنيتْ عليها قصائد .. تحوّلت فيما بعد إلى أغنيات يترنم بها العاشقون ، و المغنيون ، لتنطرب لها الأسماع .

حقيقةً أغلب الدراسات تؤكدّ أنه لن يستطع الدارسون حتّى اليوم من تحديد زمن بداية الشعر العربي  ، أو كيفية نشأته .

و البعض ذهب لإرجاعه لما قبل الإسلام ، فسموّه 

(( الأدب الجاهلي )) 

و ما وصل إلينا غالباً ما يكون ناضجاً متكاملاً ، مبني على أوزان و قوافي معينة .. قالوها فطرةً .. دون دراسةٍ أو ارتباك .

لكن اليوم لم يكن حديثنا عن علم العروض و مستنبطه (( الخليل بن أحمد الفراهيدي ))  ،

  لنقل أنَّ البحور الشعريّة هي الركائز الأولى للمقامات الغنائيّة لاحقاً .

على مدى طول العصور ، ظهرتْ بعد الإسلام أشكال جديدة لطرح القصائد بقالبٍ فنيٍّ حديث ، أُطلق عليه

 " الفنون المستحدثة " 

تُلقب أيضاً (( الفنون السبعة )) , و هي :

١) السلسلة :

شكلٌ شعريٌّ دخيل على أوزان العرب المعروفة ، يُصاغ حصراً باللغة العربيّة  الفصيحة ، و لا يتجاوز أربعة أشطر شعريّة ..

ثلاثة منها بقافية واحدة ( الأول و الثاني و الرابع ) ، و واحد فقد مخالف ( الثالث ) .


وزن البيت : فَعْلنْ فَعِلاتن مُتَفْعِلن فعِلاتان ... فَعْلنْ فَعِلاتن مُتَفْعِلن فعِلاتان .


مثاله :

للناس غرام يا عاذلي وغرامي


                           من سرب ظباء النقا بالعس مضحاك         


 

٢) الدوبيت :

تبدو كلمة غريبة أليس كذلك ؟؟

هي كذلك ، لأنها مستوحاة من الفرس ، و تعني دو : اثنان ، بيت : البيت .

 بعض العرب يسميه " البيت الرباعي " ، و هو مثل بيت 

" السلسلة " ، و لكن للشاعر حريّة مطلقة في مشاركة الأشطر الأخرى في نفس القافية أم لا .


وزنه :

فَعْلنْ مُتَفاعلن فعولن فَعْلنْ  ... فعْلنْ مُتَفاعلن فعولن فَعْلنْ


و كمثال عليه , رباعيات الخوام التي شدتْ بها  أم كلثوم الشهيرة و التي تطرق القلوب لها طرباً : 


 القلبُ قد أضْناه عِشْق الجَمال .. والصَدرُ قد ضاقَ بما لا يُقال

يا ربِ هل يُرْضيكَ هذا الظَمأ .. و الماءُ يَنْسابُ أمامي الزُلال


٣) الموشح :


استُنبط من التوشيح أي (( توشية الثوب )) .

البعض قال أنه مأخوذ من وشاح المرأة ، و قد انشهر أكثر من الأنواع الأخرى ، و طال عمره في حياة الأدب و الفن ، انتشر بدايةً في الأندلس  و لكنه كان يسمى " التويع القفوي " ،

 و هو قسمان ..


  1. قيل بلغةٍ عاميّة .. فمات و اندثر و كأنه هاوية اللغة ..
  2. و قيل باللغة الفصيحة .. فظلَّ عالياً شامخاً متداولاً .. حتى يومنا هذا .

 

شكله :

 أقفال و أبيات , و واجبٌ على الشاعر الالتزام في قافية كل أقفال و خصيصاً القفل الأول .

و هو نوعان :  


  1. موشح تام : يبدأ بقفل و ينتهي بقفل .
  2. موشح أقرع : يبدأ بالبيت , و القفل الأول محذوف . 


و مثاله موشح وشح زمان الوصل للسان الدين الخطيب :


يا مَنْ كتمتُ غَرَامَهُ

حتى أضرَّ بيَ الغرامْ

وَالى العذولُ ملامَه

والصبُّ يؤلمهُ الملامْ

هلاَّ رَعَيْتَ ذِمَامَه

والحبُّ أيْسَرُهُ ذِمَامْ

وَجَزَيْتَهُ بِوشدَادِه

وَيَبْقَى اللَّومْ

مِنْ دُونِ

بُغْيَتِهِ ذَمِيمَا

ما كنتُ أَفْزَعُ للظَّمَا

لو كانُ تُروِيني الدموعْ

حسبي بثغركَ كلما

أعيا مَدَايَ به المنوعْ


٤) الزجل :


نوع من الشعر التقليدي ، يعتمد على الارتجال في مناسبات معينة ، 

و هذا من أصعب الأنواع ، فهنا يظهر ذكاء الشاعر و مدى تمكّنه من الشعر .

هو فنٌّ لا يتقيّد بقواعد اللغة ، و خاصة بالإعراب و صيغ المفردات .

ظهر في الأندلس , لتتناغم موسيقاه مع العالم و تصل للعرب .


لا يوجد له وزن معين , فهو جامعٌ ما بين العامة و الفصاحة . 


و من أمثلته :


شمس الأصيل دهبت خوص النخيل يا نبيل ... تحفة و متصورة في صفحتك يا جميل .


٥) الكان كان :


هو شعرٌ عراقي الأصل ، مائل ليكون قصصي ، 

يُنظم بقافية واحدة ، و أربعة أقفال مختلفة ،

 فيكون القفل الأخير ( الرابع ) نهايته حرف علة ، و يمكن للشاعر تنظيم أبياته على قافية القفل الرابع .


وزنه :

مستفلعن فاعلاتن

مستفعلن مستفعلن

مستفعلن فاعلاتن

مستفعلن فعلان


كقول شمس الدين الكوفي :


إلى من غفل و توانى

الركب فاتك صحبته

و في الدجى حدا بيهم

الحادي و حث النوق 


٦) القوما : 


نظمٌ شعري يصاغ باللهجة العامية العراقية ، يُقال أنَّ تسميته عائدة لشهر رمضان الكريم ، فقد جاء من نداء المسحراتي

 " قوما للسحور قوما " ..


 و تناقله العديد من الأجيال ، حتى السلاطين و الأمراء كانوا ينطربون إليه ، فمرةً مات الملقي و خلفه ابنه في هذا العمل ، 

فقال للحاكم : 


 يا سيد السادات  ... لك فى الكرم عادات

أنا بنى ابن نقطة .. تعيش أبويا مات


٧) المواليا : 

أغلبنا يعرف الموال ، ننتشي به ، سواء أكان المغني أو السامع ، فهو كلامٌ صادرٌ من القلب ، و الآهات حتى و لو كانت مفرحة .. تصل إلى الروح مباشرةً ..


ألفاظه سهلة ، و معانيه واقعة على الفؤاد دون استئذان ، يتأرجح ما بين الجد و الهزل ، العتب و الحب ، الحسرة و الفرح ، الانتصار و الخسارة .. هو الشعلة الفنيّة المتناقضة التي وجدنا نفسنا بها  .


وزنه : مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل 


مثاله :  

ضَرَّكُم لَو بِطيبِ الوَصلِ حَلَيتُم

عِندي وَعَنّي وثاقَ الذُلِّ حَلَيتُم

مِن بَعدِ ما في صَميمِ القَلبِ حَلَّيتُم

قَتلى وَسفَكِ دَمي كَيفَ اِستَحَلَّيتُم


و هكذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال ، فمن الضروري معرفة العراقة الفنيّة الغنائية و أصولها .


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.