علّمتني الحياة .. أن أكون زرقاء !
علّمتني الحياة .. أن أكون زرقاء ! |
لم تكن يوماً حياتي متوازنة ..
قلبي منقسمٌ بين علقمٍ يعتصره
و سرورٍ يبهجه ..
" إنّها النهاية "
دوماً ما يترّدد صداها في كهف كياني
ليعيد شخص ما ترتيب فوضى عالمي
- و أنا كالطفلة الّتي يمكن إسكاتها بقطعة حلوى -
في يومٍ ما ..
ثَقُلَ القلم على يدي و تراكمتْ الكتابة كالركام على صدري
في يومٍ ما..
تعالتْ أصوات الصراخ ضمن حلقي و ارتجفتْ الشفتين لشّدة دمعي ..
في يومٍ ما ..
خسرت كلَّ شيء ، بقيتُ مشرّدةً ، تائهةً ، في دروبٍ لم يكن لها اسم سوى اسمي ..
في يومٍ ما ..
مات بين يد روحي ملاكٌ طاهر ، أفنى عمره كلّه في سبيل سعادة حياتي ..
في يومٍ ما ..
فشلت في دراستي ، فأصبح المستقبل ضبابيّاً ، و تعفنَّ خبز الشغفِ فوق معائدة حلمي ..
في يومٍ ما ..
بليتُ بأشدِّ الأمراض خطراً ، و بات الجسد يهوي مع كلِّ خطوة تجاه أملي ...
و اكتشفتُ حينها ما لا يقلَّ عن مليون اكتشافٍ و تجربةٍ خلاصتها :
" الناس نوعان : ظالمة ، مظلومة "
أدركت الآن كم كنت مخدوعة بهذه العبارة
فالظالم هو مظلومٌ في آن معاً ..
ثمة عنقاء تلاشتْ لأنني تهتُ بين أكوام دروس الحياة
فلم ألحظ هروبها من قفص ثقتي
( يبدو بأنها تحوّلت إلى رمادٍ تناثر مع زفرة أنفاسي )
أفكارٌ مشتّتة كصاحبتها ..
كما لو أنّني أمسك جمرةً ملتهبة في راحة كفي ..
و قلبي اللعين يحاول إقناع عقلي الأحمق بأنها مجرّد مكعب ثلجٍ بارد ..
طاقتي قد انهدرت لفرط غباء نيّتي ..
لستُ ملاكاً مظلوماً بأجنحة بيضاء
و لا حتّى شيطانةٌ بقرونٍ سوداء
بل ما بين الإثنين ..
( وجدت نفسي الفوضويّة الزرقاء )
🤍شهد بكر 💙
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك